بعد تقنيتَيْ الشم والتذوق الافتراضيَّيْن باحثون يابانيون يطورون تقنية لمشاركة الإحساس عن بعد

الرئيسية » علم وحضارة » بعد تقنيتَيْ الشم والتذوق الافتراضيَّيْن باحثون يابانيون يطورون تقنية لمشاركة الإحساس عن بعد

بعد تقنيتَيْ الشم والتذوق الافتراضيَّيْن باحثون يابانيون يطورون تقنية لمشاركة الإحساس عن بعد

طور الباحثون ما يزعمون أنه أول تقنية “مشاركة إحساس” في العالم، والتي تتيح للمستخدمين إرسال الحركات أو الأحاسيس اللمسية رقميا عبر مستشعر بعيد وإعادة إنتاجها في اهتزازات صغيرة ودقيقة.

وراودت مخيلة العلماء منذ ثمانينات القرن الماضي فكرة نقل الشعور باللمس عن بعد، وتمثلت أولى المحاولات لتحقيق ذلك من خلال مختبر “الواقع الافتراضي” التابع لوكالة الفضاء الأميركية ناسا.

لكن هذا المفهوم طورته في ما بعد شركة مايكروسوفت وأطلقت عليه اسم “مغامرات الواقع الافتراضي القابلة للمس والمشي” عام 2016، إذ ارتدى أحد المتطوعين بدلة خاصة بالواقع الافتراضي، وخلال مشيه على المسرح يتم عرض امرأة بتقنية الواقع المختلط، وعند عناقها يشعر الشخص بأنه عانق المرأة كما في الحقيقة.

وستمكن تقنية اللمس اليابانية الجديدة بعد تطورها مع تقنيات الشم والتذوق التي تحدث عنها باحثون في وقت سابق من جعل العالم الافتراضي أكثر واقعية مما هو عليه الآن.

وقال هيرونوري إيشيكاوا مسؤول شركة “تي.تي دوكومو” للاتصالات والمشرف على المشروع، إن التطوير سيعزز إمكانات التواصل البشري.

وأضاف “لقد كنا نتواصل من خلال الكلمات والصور والموسيقى، لكنني لا أعتقد أننا تمكنا من رؤية الصورة كاملة من هذه العوامل فقط”.

وتكتشف تقنية “فيل تك” اللمسة الجسدية لشخص ما من خلال جهاز، وترسل البيانات عبر الإنترنت على منصة التعزيز البشرية في “دوكومو” وتعيد تكوين الشعور في جهاز آخر ليشعر به شخص آخر.

وهذه التقنية قادرة أيضًا على ضبط البيانات الحسية بحيث يكون المتلقي قادرا على استشعار اللمس الذي يتم نقله بشكل أكثر وضوحًا.

وتخطط “دوكومو” والتي تعني باليابانية “كل مكان” لاستخدام شبكات الهاتف المحمول “جي 5” لضمان أن تكون الأحاسيس المرسلة متزامنة مع اللقطات المعروضة.

وسيتمكن المتسوقون عبر الإنترنت، على سبيل المثال، من استخدام التكنولوجيا ليشعروا بأنواع مختلفة من الأقمشة المستخدمة في الملابس والحكم على جودتها.

وقال إيشيكاوا إن التكنولوجيا تمكن الناس أيضًا من مشاركة المهارات والتقنيات، ويمكن للحرفيين، على سبيل المثال، مشاركة حرفتهم مع الآخرين عن بُعد. يمكن للأطباء أيضًا استخدام التكنولوجيا بالمثل لمشاركة معارفهم.

وتخطط “دوكومو” بدءا من العام المقبل لمواصلة تطوير التكنولوجيا حتى يتمكن الناس من مشاركة الخبرات الحسية الأخرى، مثل الذوق والسمع والعواطف.

وطور الباحثون في جامعتي ستوكهولم ومالمو السنة الماضية تقنية تسمح بشم الروائح أثناء استخدام نظارات الواقع الافتراضي.

وقال جوناس أولوفسون قائد الفريق البحثي “نأمل أن تطور التقنية الجديدة من دور شم الروائح في تطوير الألعاب ضمن تجربة الواقع الافتراضي” وذلك بعد أن ركزت هذه الألعاب القديمة على حاسة الرؤية من خلال حركة الأشياء والصور على شاشة الكمبيوتر، مع إهمال بقية الحواس، ولكن التقنية الجديدة يمكن أن تتصل باللعبة من خلال نظارات الواقع الافتراضي لتعطي حاسة الشم دورا أساسيا.

واختبر الباحثون في دراستهم المنشورة على مجلة “إنترناشونال جورنال أوف هيومان كومبيوتر ستديز” لعبة يفتح فيها اللاعب زجاجات المشروبات ليشم رائحتها.

وقال الباحث سايمون نيدينتال المشارك في الدراسة “يمكن الانتقال من بيئة مقيدة إلى بيئة أكثر فاعلية في الألعاب من خلال حاسة الشم، ما سيؤدي إلى تطوير ألعاب تعتمد بالكامل على حاسة الشم من خلال تجاوب اللاعبين معها”.

ويتألف الجهاز المدعو “أولفاكتوميتر” من 4 صمامات يتصل كل منها بقناة، وفي وسطها مروحة تجذب الهواء، ويساعد الكمبيوتر في التحكم بالقنوات بدرجات مختلفة لإنتاج روائح مختلفة.

وقال أولوفسون “يمكن زيادة تعقيد الروائح بنفس الطريقة التي تزداد فيها صعوبة الألعاب مع تقدم مستوياتها، ما يشكل تحديا لحاسة الشم عند اللاعب ويطورها”.

ويأمل الباحثون في استخدام تقنيتهم للاستفادة منها في مجالات أخرى، وأوضح أولوفسون “يمكن للتقنية أن تساعد المرضى الذين فقدوا حاسة الشم جراء الإصابة بكوفيد – 19، من خلال تدريبهم لاستعادة حاسة الشم”.

واستخدم العلماء كذلك طرقًا مختلفة لنقل الإحساس بالطعم عن بعد، أولاها هي “التحفيز الإلكتروني” للسان، ويتم ذلك من خلال ابتكار جهاز يولد موجات كهربائية تناسب كل طعم.

وعند تذوق إحدى النكهات تنتقل تلك النكهة إلى الدماغ من خلال تحويل المستلمات الحسية لها من نكهة إلى إشارة كهربائية يفهمها الدماغ.

وما فعله الباحثون هو محاكاة تلك النبضة وإرسالها للدماغ، وتم لهم ذلك من خلال جهاز صغير مصمم لهذا الغرض.

وطور عدد من الباحثين اليابانيين في وقت سابق وسائل لتعزيز تجربة “الطعام الظاهري” باستخدام أقطاب كهربائية لتحفيز الفم واللسان، وهي تقنية تساعد في جعل الواقع الافتراضي أكثر إثارة، حيث من الممكن أن تمكن المستخدمين من تناول الطعام خلال الفضاء الإلكتروني.

ومع وجود نظارات الواقع الافتراضي، فإن ذلك سيجعل الأمر أكثر سهولة لإرضاء الرغبات في تذوق الطعام، لكن وضع الغذاء الظاهري ما زال يمثل تحديا، نظرا إلى عمل حاسة التذوق والشم معاً، وأيضاً الشعور بالطعام في أفواهنا.

وكشف باحثون نموذجا أوليا لجهاز كهربائي يوفر صدمات كهربائية صغيرة للسان لتوليد معظم النكهات الافتراضية، لكن لم يكن الشخص يشعر جسدياً بالطعام.

ويحاول هؤلاء الباحثون من جامعة طوكيو جعل الشخص يمضغ الطعام عمليا، وذلك باستخدام مجموعة من الأقطاب الكهربائية لتحفيز عضلات الفك.

وتنطوي هذه التجربة على التحفيز الكهربائي للعضلات، لجعل عضلات الفك تتصرف كما لو كانت تقوم بحركة المضغ العادية.

ومع تطور هذه الحواس وتفاعلها افتراضيا يتوقع البعض أن يتزايد البشر بعدا عن بعضهم اجتماعيا وسيكتفون بالتواصل افتراضيا وهو ما يرونه عزلة سيكون لها تأثيرها النفسي عند الإنسان في المستقبل.

العرب

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *