تمكن باحثون في معهد ماساتشوستس للتقنية، من إيقاف عمل جينات معينة في خلايا نخاع العظام، باستخدام جسيمات نانوية مصممة خصيصًا لذلك الغرض، في تطورٍ لافت قد يقود إلى مجموعة واسعة من العلاجات الجديدة. وأوضح باحثو المعهد في بيان صحافي، أنه نظرًا للدور المحوري الذي تلعبه خلايا نخاع العظام في إنتاج خلايا الدم، فقد تساعد تلك الجسيمات النانوية المصممة بطريقة خاصة في علاج أمراض القلب والعديد من الأمراض الأخرى.
جسيمات نانوية تستهدف نخاع العظام
يسمى نمط العلاج الجيني المستخدم في البحث «بالتداخل على الحمض النووي الريبي»، وعادةً ما يصعب تطبيق مثل هذه العلاجات على أعضاء أخرى غير الكبد، لميل الجسيمات النانوية إلى التجمع في الكبد أكثر من سواه. غير أن باحثي معهد ماساتشوستس للتقنية، تمكنوا من تعديل الجزيئات النانوية لتتركز في خلايا نخاع العظم بدلاً من الكبد.
وقال مايكل ميتشل، الباحث السابق في معهد ماساتشوستس للتقنية وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، موضحًا في البيان «إن إيصال تلك الجسيمات إلى الأعضاء المستهدفة، سيفتح المجال أمام مجموعة واسعة من التطبيقات العلاجية لأمراض مختلفة، ونخاع العظام واحد من أهم الأنسجة التي نركز عليها في بحثنا هذا.»
وتابع «تُصنع خلايا الدم في النخاع العظمي، وقد يؤدي وجود أي خلل فيه إلى ظهور سلالات كاملة من خلايا الدم غير الطبيعية التي قد تسهم في أنواع مختلفة من الأمراض.» واختبر الباحثون فرضيتهم من خلال دراسة أجريت على الفئران، وفيها أظهروا أن استخدام التقنية الجديدة يسرّع تعافي مرضى النوبة القلبية، عن طريق منع إنتاج خلايا الدم في نخاع العظام، إذ تعزز هذه الخلايا الالتهاب وتساهم في تفاقم أمراض القلب.
نقطة تحوّل في التطبيقات العلاجية
تتناول أبحاث الجسيمات النانوية مجموعة متنوعة من التطبيقات العلاجية المحتملة، فإلى جانب علاج أمراض القلب، يرى الباحثون أنه يمكن استخدامها لزيادة إنتاج الخلايا الجذعية لدى المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة تلك الخلايا.
وقال البروفيسور ميتشل، الذي يعمل الآن أستاذًا مساعدًا في قسم الهندسة الحيوية في جامعة بنسلفانيا «إن تمكنا من تطوير تقنيات بمقدورها التحكم في النشاط الخلوي لنخاع العظم وضبط عمل خلاياه الجذعية المكونة للدم، فقد يشكل ذلك نقطة تحوّل في التطبيقات العلاجية المتبعة.»
وتتمثل الوظيفة الأساسية للحمض النووي الريبي «رنا» في تحويل المعلومات المختزنة في الحمض النووي «دنا» إلى بروتينات، ولعل فهم تلك الآلية بصورة أعمق وتطوير التقنيات اللازمة للتداخل عليها يمكّن العلماء من تعديل عملها، الأمر الذي قد يُحدث ثورة في مجال الرعاية الصحية.
مرصد المستقبل