الموجات السيزيمية تكشف أسرار جوف الأرض

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » الموجات السيزيمية تكشف أسرار جوف الأرض

الموجات السيزيمية تكشف أسرار جوف الأرض

كتشف الجيولوجيون، أخيراً، أن جوف الأرض الذي كان يعرف في السابق بأنه مكون من الحديد الصلب، يحتوي على مركز صغير بداخله أيضاً، وباستخدام الموجات السيزيمية الترددية تمكن الباحثون من معرفة أسرار جوف الكوكب.

وتعني هذه الاكتشافات أن فهمنا للأجزاء الداخلية من الأرض وتاريخها أصبح مشكوكا فيه، ويجب مراجعته، ووجد العلماء أن جوف الأرض ليس عبارة عن كرة حديدية قابعة في المنتصف، كما كان متصورا، بل إنها مكمن لتغيرات كثيرة تحدث في الأجزاء الداخلية.

نواة داخلية

واكتشف العلماء نواة داخلية، يصل طولها إلى حوالي نصف قطر ما كان يعتقد أنه نواة داخلية صلبة، عدا أن حجمها يضاهي حجم القمر. وقال البروفيسور اكسياندوغ سونغ، وهو عالم جيولوجي في جامعة إلينوي الأميركية، إن هيكل النواتين الداخليتين يمكن أن يساعد في الكشف عن تفاصيل جديدة حول كيفية تشكل الأرض في بادئ الأمر.

وأضاف: «على الرغم من أن النواة الداخلية صغيرة، وأصغر حجما من القمر، إلا أن لها بعض السمات الجديرة بالاهتمام، وحقيقة أن لدينا منطقتين تختلفان بشكل واضح قد يوضح لنا كثيرا من الأمور المتعلقة بالنواة الداخلية وطرق تطورها».

ويطلعنا التاريخ على أن هناك تغيرات دراماتيكية كثيرة حدثت في هذه المنطقة من الأرض خلال تشكلها، وأنها قد تحوي الاجابات عن كيفية تكون كوكب الأرض.

وتكهن الروائي الفرنسي مبدع روايات الخيال العلمي جولز فيرن في كتبه بأنه من الممكن أن يكون هناك عالم خفي، كان مجمدا في وقت من الأوقات، قابع تحت أقدامنا، وعلى الرغم من ذلك، أوضح الجيولوجيون أن الأرض مكونة من ثلاث طبقات، القشرة وطبقة ساخنة من المواد المنصهرة المعروفة باسم الغطاء وجوف الأرض.

اختلاف مكونات الجوهر

واعتقد العلماء لبعض الوقت أن قلب الأرض مكون من الحديد والنيكل وجوهر صلب، لكن البرفسور سونغ ورفاقه من جامعة ناينغ في الصين، اكتشفوا أخيرا، أن بنية جوف الكرة الأرضية أيضا أكثر تعقيدا مما كان يعتقد في السابق. وفي حين أن بلورات الحديد الموجودة في الطبقات الخارجية للنواة الداخلية في كوكب الأرض تتجه باتجاه الشمال، فإن النواة الداخلية تتجه تقريبا من الشرق إلى الغرب.

واستخدم الباحثون موجات «صدى» زلزالية تتردد حول الكوكب بعد حدوث زلزال ما، وذلك كي يتمكنوا من بناء صورة لباطن الأرض.

وأتاحت مجموعة أجهزة الاستشعار الموجودة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك فنزويلا وجنوب شرق الصين، للعلماء قياس زمن التأخير الذي استغرق للانتقال عبر الكوكب. ووجدوا أن الموجات الزلزالية التي مرت من خلال المركز أظهرت أنها مختلفة جدا عن تلك التي تحركت عبر ما تبقى من جوف الأرض.

هياكل كريستالية

اكتشف باحثو الجيولوجيا أن بلورات الحديد الداخلية الموجودة على قشرة مركز الأرض تحتوي على هياكل كريستالية مختلفة جدا، وهذا يعني أن لها خصائص مختلفة.

وقال البروفيسور سونغ إنه من المرجح أن التغيرات التكتونية التي حدثت على كوكب الأرض تاريخياً تسببت بتشكل هذه الهياكل المختلفة، وإن ذلك قد يخبرنا بكيفية تشكل كوكبنا، وتاريخه، والعمليات الحيوية الأخرى التي حدثت على الأرض.

البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *