المستشعرات ثلاثية الأبعاد تضفي لمسات واقعية

الرئيسية » إعلام ورقميات » المستشعرات ثلاثية الأبعاد تضفي لمسات واقعية

شهد مجال التصميم الإلكتروني تطوراً هائلاً في دقة ومهارة اختيار الألوان والحركات ورسم الأشكال في كافة نواحي المجالات التي يأتي أبرزها في مجال الإعلانات والرسوم المتحركة وكذلك أفلام الخيال العلمي، ولكن لا يزال يلاحظ جمهور المتابعين لها عدم اتساقها مع الطبيعة والواقعية من خلال تقنيات الحركة والتصميم في أغلب الأعمال الفنية، ولمعالجة تلك المشكلات كان لابد من تطوير تكنولوجيا جديدة تستمد تطبيقاتها من مصادر طبيعية وواقعية، لذا ظهرت العديد من الشركات لابتكار مستشعرات حركية ثلاثية الأبعاد تعتمد على التفاعل ما بين الإنسان والحاسب الآلي.

و”المستشعر” جهاز صغير يتم توصيله بواسطة USB إلى الحاسب الآلي، ويحتوي على كاميرتين تعملان بالأشعة تحت الحمراء بتقنية LED تمسح الفراغ الذي أمامها لمسافة متر واحد، وهي مسافة جلوس الأشخاص أمام الحواسيب، ومصممة لمراقبة حركة الأصابع أو الأقلام وغيرها مما يقع داخل نطاقها، وعند إعطائها الأمر تقوم بترجمة تلك الحركات كما هي تماماً ونقلها إلى شاشة الحاسب الآلي على واجهة البرنامج الملحق بها لتصميم حركات ثلاثية الأبعاد تتميز بالواقعية والطبيعية . تطورت تلك الأجهزة بهدف زيادة دقة التطبيق وظهر جهاز Kinect من شركة مايكروسوفت، الذي استطاع تغطية مساحة تقدر بغرفة صغيرة ويستطيع مراقبة ونقل حركات الجسم كافة مرة واحدة، ولكن بسبب الإفراط في المساحة المغطاة اتسم بعدم الدقة في أغلب الأحيان.

تسارعت التطورات لسد الحاجة لاستخدام وسائل أكثر دقة في التطبيقات ثلاثية الأبعاد، وتصفح الخرائط عن بعد وغيرها، لذا ظهر أوائل الشهر الجاري مستشعر جديد من إنتاج شركة Leap Motion، ويعد قفزة حقيقية في ذلك المجال، إذ يتميز بالدقة المتناهية 100 مرة أكثر من جهاز Kinect لميكروسوفت وأقل من نصف سعره الحالي، ومن المتوقع ريادته للأسواق التكنولوجية خلال الأشهر المقبلة، كما أعلنت الشركة عن تفاصيل تصنيعه لمن يستطيع تطويره، مما يعني ظهور العديد من التطبيقات عليه تبدأ بتصميم الأفلام السينمائية وتنتهي ببرامج الألعاب والهواتف الذكية وتصفح الخرائط ومعرفة أحوال الطقس . ويقول الخبراء إن تطبيقه على الهواتف الذكية سيحقق له الانتشار ويوسع دائرة استخدامه لتشمل الهواة وعدم اقتصاره على المحترفين والشاشات التي تعمل باللمس، والمستشعر الجديد يستبدل كافة استخدامات لوحة المفاتيح والماوس بحركات الأصابع لتصفح الإنترنت أيضاً، وعمل تكبير وتصغير للشاشة، وكذلك له بعد فني في إعطاء الحرية لشركات البرمجيات لإنتاج برامج رسم تسمح باستخدام الأقلام في رسم اللوحات على شاشة الحاسب الآلي عن بعد أو بملامستها.

حققت المرونة التي منحتها الشركة للمبرمجين ابتكار عدة برامج جديدة تعتمد على المستشعر، وكان أبرزها قيام بريان بيني مصمم ثلاثي الأبعاد بشركة Autodesk الأمريكية بتصميم برنامج يمكن المستخدمين من التحكم بأصابعهم في تشغيل موتور رقمي تم تصميمه من قبل، مما يمكن الاستفادة منه في نقل التقنية الجديدة لكافة التصميمات القديمة، وإجراء التعديلات عليها بدلاً من استخدام “الماوس” التقليدي، كذلك حقق الكرواتي ماريو فيفياني المبرمج بشركة “ماريوكس أبس” اختراقاً لأسلوب عمل المستشعر بإضافة برنامج للتحكم بالصور إلى نظام تشغيله يسمح والإبحار داخل الصور الكبيرة، التي لا تسمح لشاشة الحاسب الآلي بإظهارها كاملة، والإبحار بداخلها وهو ما دفع الشركة لتبني البرنامج الذي أسماه Agatha ليتم إطلاقه مع الترويج الإعلاني للمستشعر الجديد.

الخليج

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *