يدرس كتاب «المخ والكمبيوتر وبرامج التفكير»، موضوعة السلوك الإنساني، من وجهتي نظر، طبقا لمؤلفيه. إذ يتناولها د.نبيل نائف من الجانب الفيزيولوجي أو الوظيفي العضوي.. بينما يرصدها د.مصطفى حامد من الجانب التحليلي الخارجي، حيث إن الجهاز العصبي ينقسم إلى جهاز مركزي (الدماغ والنخاع الشوكي)..
وجهاز محيطي وينقسم إلى (تلقائي ويعمل مع الاحشاء الداخلية، والطرفي يعمل بالأطراف). وخلال الحركة الطبيعية للفرد، تتقلص العضلات من دون تدخل جهازها العصبي في حالة الحركة الإرادية، بينما تتدخل الأعصاب في حالة التعرض لخطر ما وتأمر العضلات بالحركة.
وعمل الدماغ يجري في التفكير والمحاكمة والخيال والذاكرة، وهناك منهجان للتفكير، الأول الإنطلاق من الماضي والإعتماد على الماضي، فهناك المقدس. والثاني الإنطلاق من الماضي والحاضر والمستقبل المتوقع والقيام بالتصحيح باستمرار. ويفسر الحدس حيث يعالج المخ مجموعة من الأفكار معاً، وليس على الترتيب كما المعتاد، وغالباً ما تتغلب فكرة، والتي تبدو وكأنها عفوية. بينما التفكير السببي يعتمد على الأسباب، لذلك هو مقيد ومحدد.
إجمالا، يمكن القول إننا لا نشم الروائح فعليا بأنوفنا (مثلا)، نحن نحس العالم عندما نترجم المنبهات إلى سيالات كهربية بالأعصاب، ترسل إلى مراكز المخ المختلفة حسب المرسل.. لكن المنبهات تعد بالآلاف وتصل المخ، ويجب تفعيل ما يعرف ب«ساحة الوعي» لتفعيل منبه من المنبهات العديدة. لذلك يقولون إن الأساس الفيزيولوجي العصبي للتعود على وجبات طعام ما (مثلا)، هو تكرار أحاسيس معينة، وعدم الرضا بغيرها، وفيها توجد فروق فردية بين الناس.
ويدرس مصطفى حامد، في الكتاب، الجزء الخاص به بالسؤال: هل يمكن تفسير السلوك على أنه نتيجة لبرامج مخزنة بالمخ؟ فإذا كان برنامج الكمبيوتر هو مجموعة تعليمات لها بداية ونهاية، فمدخلاته في علم النفس تسمى المثير ومخرجاته وتدعى العملية: الإستجابة.. وهنا يوجد بينهما البرنامج السلوكي، كما أن المدخلات في الإنسان هي كل ما يدركه الانسان.
السيد نجم – البيان