اللوفر .. مساهمة ملكية من أجل إشعاع الفنون الإسلامية وقيم الحوار والتسامح

الرئيسية » أخبار » اللوفر .. مساهمة ملكية من أجل إشعاع
الفنون الإسلامية وقيم الحوار والتسامح

مساهمة ملكية من أجل إشعاع الفنون الإسلامية وقيم الحوار والتسامح

يأتي الدعم الكريم الذي قدمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ والذي أشاد به يوم الثلاثاء الماضي بباريس الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمناسبة تدشين الجناح الخاص بالفنون الإسلامية بمتحف اللوفر٬ ليؤكد٬ مرة أخرى٬ الانخراط الدائم لجلالة الملك في النهوض بقيم الحوار والتسامح التي يتسم بها الدين الإسلامي٬ هذه المرة في مجال الفنون.

فمن خلال هذا الدعم الكريم٬ يساهم جلالة الملك محمد السادس في التقريب بين حضارتين ومكافحة كراهية الإسلام٬ كما يساهم جلالته٬ في الوقت ذاته٬ في إشعاع الفنون الإسلامية في قلب العاصمة باريس٬ داخل أحد أعرق المتاحف في العالم٬ اللوفر الذي توافد عليه ما لا يقل عن ثمانية ملايين ونصف مليون زائر خلال سنة 2011.

ففي ظرفية تتسم بالاضطراب حيث غدت صورة الإسلام مشوهة لدى الرأي العام الغربي٬ شاءت الصدفة أن تجمع بين حدث راهن وتاريخ تدشين هذا الجناح لتعطي دلالة تحفل بالرمزية لهذه المبادرة.

يصطف المغرب بذلك٬ ضمن خانة أولئك الذين يشددون على إسماع صوت السلام والعقل٬ ويعملون من أجل حوار بين الحضارات والثقافات والشعوب من أجل إخراس أصوات التطرف المعادية للإسلامية أو المتعصبة التي تدعي التحدث باسم الإسلام.

كما يشهد على العناية التي يوليها جلالة الملك٬ إلى جانب أطراف أخرى٬ “للفن وحوار الثقافات والحضارات”٬ كما أبرز ذلك الرئيس مدير متحف اللوفر السيد هنري لويريت في حديث عن المانحين وممثلي المانحين الحاضرين خلال حفل التدشين.

إذ أن الطموح المعلن عنه من قبل هذا المشروع٬ “التاريخي والسياسي في الآن ذاته٬ في أسمى تجلياته”٬ والذي انخرط فيه المغرب بشكل وثيق٬ يتمثل في “إظهار الجانب المشرق من حضارة عظيمة” في قلب باريس حسب السيد لويريت٬ وهي المساهمة المدعوة إلى تعزيز صورة هذا الفضاء الجديد ليغدو “في الآن نفسه شاهدا وملتقى من أجل تفاهم متبادل٬ جسرا بين الشرق والغرب حيث يتحدثون عن اختلافاتهم٬ ولكن أيضا عن تاريخهم المشترك واختراقاتهم المتبادلة على مر القرون”.

وتعتبر مديرة قسم الفنون الإسلامية السيدة صوفي ماكاريو أن هذا الدعم الملكي يأتي أيضا لتعزيز تحد نبيل يتمثل في “إعادة إعطاء الإسلام كافة عظمته وعدم تركه بين أيدي أولئك الذين يدنسونه”.

ويتبنى الرئيس الفرنسي هذا التحدي مؤكدا٬ بشكل رسمي٬ أن الأمر يتعلق ب”مبادرة سياسية ومبادرة للسلام”٬ فهذا الجناح الجديد باللوفر سيمكن٬ خاصة بفضل “السخاء الكبير والوعي العميق للمانحين”٬ زوار العالم بأسره من “معاينة روائع الفن الإسلامي” في فضاء ” للقاء والحوار بين الحضارات” كما يؤكد ذلك٬ إذ يعتبر أن “الحضارات ليست أقطابا تتجاهل بعضها البعض أو تصطدم في ما بينها. الحضارات تتطور من خلال الالتقاء بينها”.

كما أن ما يميز الحضارات الإسلامية٬ يقول الرئيس الفرنسي٬ “كونها جد عريقة وجد حيوية وجد متسامحة٬ أكثر من أولئك الذين يدعون اليوم التحدث باسمها”٬ مشددا على أن “الأمر يناقض تماما الظلامية التي تسعى لتقويض مبادئ وقيم الإسلام من خلال الدعوة للعنف والحقد”.

“يا لها من رسالة نبيلة تلك التي تعبر عنها الفنون المعروضة هنا باللوفر٬ إذ في خضم تنوع الأعمال

… ندرك أن أفضل الأسلحة من أجل مكافحة التعصب الذي يتدثر بالإسلام يوجد في صلب الإسلام نفسه”٬ كما يؤكد ذلك الرئيس الفرنسي٬ فهذا “المشروع الرمزي على أكثر من صعيد” الذي استطاع أن يرى النور بدعم صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ يمكن الزائر من الاطلاع على “أجمل مجموعة في العالم” من الأعمال الفنية الإسلامية٬ أي حوالي ثلاثة آلاف عمل فني قادم من فضاء شاسع حيث ازدهر الإسلام٬ من المغرب إلى الهند٬ مرورا بالأندلس والامبراطورية العثمانية٬ خلال 12 قرنا.

وتتوج هذه المساهمة الملكية في إشعاع الفنون الإسلامية والنهوض بقيم التسامح والسلم التي يدعو إليها الإسلام٬ سنة تميزت بالعديد من المبادرات الكريمة لجلالة الملك لفائدة الجالية المسلمة في فرنسا٬ سواء من أجل النهوض بالمذهب المالكي أو الهندسة المعمارية لأماكن العبادة.

فبعد مساهمة حاسمة من أجل استكمال إنجاز مسجد جديد بستراسبورغ٬ الذي ازدان بأرقى فنون العمارة المغربية٬ تميزت سنة 2012 أيضا بتدشين مسجد محمد السادس بسانت إتيان بفرنسا٬ الذي تم تمويله بفضل هبة ملكية وبناؤه على الطريقة المعمارية والهندسية المغربية الصرفة.

إنجازان من بين مبادرات أخرى٬ من أجل تمكين المسلمين المقيمين بفرنسا٬ وفي مقام أول المغاربة٬ من ولوج أماكن عبادة ترقى إلى عظمة الدين والحضارة الإسلاميين٬ وكذا منحهم شعورا بالفخر إزاء جمالية ورقي هذه المباني التي تبهر الفرنسيين.

و م ع

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *