القراءة والثقافة الرقمية.. أزمة وحلول

الرئيسية » تربية وتكوين » القراءة والثقافة الرقمية.. أزمة وحلول

القراءة والثقافة الرقمية.. أزمة وحلول

يقدم كتاب «القراءة والثقافة الرقمية»، لمؤلفه محمد سيد ريان، إجابات وشروحات جمة حول أوضاع القراءة في العالم العربي، ومن ثم تقديم الكثير من المعلومات حول مجموعة مسائل: المواقع الثقافية الإلكترونية، الكتب الإلكترونية، التسويق الإلكتروني للقراءة، نماذج من المكتبات الرقمية العالمية، إشارات إلى تجربة المؤلف الخاصة في هذا المجال.

ويبين المؤلف أن أسباب أزمة القراءة في العالم العربي هي: ارتفاع أسعار الكتب.. انتشار الأمية.. عدم تعويد الطفل على القراءة.. مناهج وطرق التعلم القاصرة.. عدم الاهتمام بالتسويق المتقدم.. إغفال وسائل الإعلام جانب التسويق.. اعتبار الكتاب رفاهية.. عدم وجود جمعيات لحماية القارئ.. عدم وصول الكتاب إلى الأماكن البعيدة.

وفي المقابل، يحاول ريان طرح بعض الحلول، ومنها: الحملات القومية لمحو الأمية، سرعة ملاحقة تطور التقنية الرقمية، تعويد الأطفال على القراءة، الاهتمام بفكرة مكتبة المنزل، تفعيل حصة «المكتبة» بالمدارس، التنسيق بين وزارات الثقافة والإعلام والتعليم وغيرها، حملات إعلامية لترويج الكتب، عمل قاعدة بيانات للكتب.

وتوقف المؤلف عند حيثية كيفية اختيار الكتب للقراءة، مبينا مدى أهمية عنوان الكتاب الدال الجاذب والموضوعي وليس التجاري. هذا إضافة إلى عدد من العوامل الاخرى، منها، أولاً: الحرص على التعريف بالكاتب أو المؤلف، فلكل كاتب توجه يلزم أن نعرفه كقراء.. كما لدار النشر أهميتها، فهناك دور لا تحرص على القارئ. وثانيا: طباعة الكتاب تلعب دوراً مهماً وخصوصاً في مجال كتاب الطفل.. ولا يخلو الأمر من مراعاة الغلاف الأمامي والخلفي بحيث يكونان على شكل مناسب، مع توفير الفهرست وتاريخ النشر.

أما التقنية الرقمية فيرى ريان أنها لعبت دوراً كبيراً مع الثقافة، سواء مع المثقف أو دور النشر أو المكتبات. فعن طريق التشارك والتفاعل من خلال موقع ما تتبادل جماعة من الأشخاص إبداعاتها أو قضاياها للمناقشة أو حتى يتبادلون الأخبار. ويشير مؤلف الكتاب إلى ان الكتاب الإلكتروني سبب قفزة كبيرة في مجال النشر، نظرا لرخص تكلفة إنتاجه وسرعة توزيعه، ذلك حتى يمكن القول انه أصبح الكاتب ناشرا أيضا. وعلى الجانب التجاري، فإن تسويق الكتاب الإلكتروني غدا أسهل وأسرع كثيرا.

هناك جوانب أخرى لا تقل أهمية في هذه المسألة. وتتمثل في: النشاط الاجتماعي بل والسياسي على الشبكة.. ومن مظاهره: المبادرات الشبابية لمناقشة قضية ما، المشاركة في الحملات الانتخابية، التواصل الاجتماعي عموما.

وفي إطار تفعيل الكتاب الإلكتروني، يسوق المؤلف مثالاً يتجسد في انه قررت السلطات البريطانية تبني مبادرة لإهداء مليون كتاب رقمي في يوم واحد، وهو 25 مارس عام 2011م. وكذا أنشأت الصين ما يعرف بغرف القراءة الإلكترونية في سبتمبر 2010م، وهذه الغرف لا تبنى في المكتبات، بل في المصانع وأماكن التجمعات. ويلفت ريان إلى ان البحوث أثبتت أن سر التقدم الهائل في كوريا الجنوبية القراءة ورواج الثقافة التي يسهل تقديمها بالتقنيات الرقمية.

وقد بدأت دار الساقي اللبنانية بمبادرة عربية عام 2009م، أثناء اعتبار بيروت عاصمة ثقافية، حيث تم توزيع 200 كتاب بطريق المصادفة كأن يترك الموظف بالدار الكتاب في سيارة أجرة أو في محل الحلاقة وكأنه نساه، بينما توجد ورقة داخل الكتب «مبروك حصلت على كتاب مجانا».. إلا أن الفكرة لم تستمر.

ويقدم المؤلف جملة مقترحات في الشأن، وهي: ضرورة إنشاء «مركز لأبحاث الكتاب»، إنشاء جهاز حماية القارئ لتكون مهمته حماية القارئ من وسائل وأنواع الغش والتقليد والاحتيال التي تحتويها بعض الكتب لصالح فرد أو جماعة.. مع مواجهة الغلو في ارتفاع أسعار الكتب.. ثم الدعوة إلى دعم الكتاب من الأفراد والمؤسسات الحكومية.

البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *