بمناسبة إدراج مدينة الرباط ضمن لائحة اليونسكو للتراث العالمي سنة2012، صدر عن وزارة الثقافة كتاب الغصن المهصور بمدينة المنصور، تاريخ مدينة الرباط، للعلامة محمد بن عبد السلام السايح(ت1367ه)، وقد قام بضبطه والتعليق عليه الأستاذ الباحث عبد القادر سعود.
ويندرج التأليف ضمن الكتب التي عنيت بتدوين تاريخ مدينة الرباط والتعريف بمآثرها العمرانية وتخليد أوجه حركتها الحضارية بصفة عامة ، فالغصن المهصور كما جاء في تقديم الباحث قد ” طاله غبار السنين، وغفل عن إخراجه كثير من الباحثين، وليس من حقه أن يبقى حبيس الرفوف، وهو الذي سلك فيه صاحبه مسلكا غير مألوف، إذ جمع فيه بين تاريخ مدينة الرباط، وتاريخ الأندلسيين الذين ضاقوا بكلكل الانحطاط، فارتبطوا بمنابع الثقافة الإسلامية أشد ارتباط. وقد ضيق عليهم الإسبان بالاضطهاد ، وحال ضعفهم دون المقاومة والجهاد، ففروا إلى حيث يأمنون على دينهم، يوم طويت صفحة الحكم الإسلامي في بلادهم.
ولذلك كانت مدينة الرباط دار هجرة لبعض هؤلاء، ومحطة لإناخة رحالهم يوم آخر جلاء، فكانت لهم على المدينة اليد البيضاء، وشهد لهم بذلك المؤرخون والعلماء. حيث نشطت بنزولهم الصناعة، وراجت مبيعاتهم على قدر الاستطاعة. وظهر نشاطهم ومهارتهم في العمران، وكثر اجتهادهم في التشييد والبنيان، إذ حصنوها بالأبراج والأسوار والأبواب، وحسبوا لطرق العدو ألف حساب، وكل ذلك سطره المؤلف في هذا الكتاب”.
ويعتبر العلامة محمد بن عبد السلام السايح من كبار العلماء الذين تقلدوا وظائف تربوية وعلمية وقضائية، كما تخرج عليه المئات من طلبة العلم وغيرهم.
غ.ع