العمل بدوامات متغيرة يسرّع الشيخوخة الإدراكية

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » العمل بدوامات متغيرة يسرّع الشيخوخة الإدراكية

العمل بدوامات متغيرة يسرّع الشيخوخة الإدراكية

العمل فترات طويلة بدوامات متغيرة ولا سيما ليلاً يسرّع الشيخوخة الإدراكية، وفق ما أظهرت دراسة بريطانية نشرت اليوم الثلثاء.

ومع الاشتباه بأن العمل ليلاً أو بمواقيت متغيرة يضطلع بدور في مشكلات صحية مختلفة مثل القرحة والأمراض الوعائية القلبية وبعض السرطانات، قام باحثون بدرس تأثير ذلك في القدرات الإدراكية.

وعلى مدى عشر سنوات، تابع الباحثون ثلاثة آلاف موظف في جنوب فرنسا كانت أعمارهم تراوح بين 32 و62 سنة في مطلع الدراسة، ويعملون في كل القطاعات الإنتاجية. وعمل نصف الذين تابعتهم الدراسة بداوم غير اعتيادي على مدى ما لا يقل عن خمسين يوماً في السنة.

وقيست قدراتهم الإدراكية (من ذاكرة وانتباه وتركيز وسرعة تفاعل) ثلاث مرات في أعوام 1996 و6 200 و2011  من خلال إخضاعهم لفحوصات عصبية نفسية.

وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة “اكوبيشونال اند اينفيرمونتال مديسين”، أن الأشخاص الذين كان لديهم عمل بدوامات متغيرة على مدى عشر سنوات أو أكثر عانوا من تراجع إدراكي، وهي عملية طبيعية لدى كل شخص يتقدم بالسن، أسرع بكثير مقارنة بالآخرين.

وقال جان كلود ماركييه وهو باحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي في تولوز (جنوب) الذي نسق الدراسة، إن النتيجة السيئة المسجلة لدى هؤلاء توازي “شيخوخة إدراكية من 6.5 سنوات” وهو تراجع “لا يستهان به” لكن ينبغي تأكيده من خلال دراسات أخرى.

وأوضح هذا الباحث “كنا نعلم أن ثمة تأثيراً في المدى القصير لكن لم نكن ندرك أنها تبقى فترة طويلة”.

وسمحت الدراسة بإظهار أن التأثير السلبي في القدرات الإدراكية كان يستمر خمس سنوات على الأقل بعد التوقف عن العمل بدوام متغير وأن ثمة “تفاوتاً كبيراً” بين الأشخاص.

ومن بين الحلول المطروحة للحد من هذا التأثير، ذكر الباحث “مراقبة طبية لكل فرد” فضلاً عن تنظيم أفضل للعمل يسمح باعتماد “دوام مناسب أكثر للنوم”.

وأضاف “من المستحسن على سبيل المثال بدء العمل عند الساعة السادسة صباحاً منه عند الساعة الرابعة”.

وينتشر أكثر فأكثر العمل بدوام غير اعتيادي في الأوساط المهنية، وهو كان موضع دراسات كثيرة في السنوات الأخيرة خلصت الى أنه يطرح أخطاراً مختلفة على الصحة. فعمل الليل (مع تناوب غير منتظم بين عمل الليل والنهار) اعتبر “عاملاً مسرطناً مرجحاً” في العام 2007 من قبل “المركز الدولي لأبحاث السرطان”، وهي “وكالة منظمة الصحة العالمية” المكلفة السرطان، بسبب تأثيره في الوتيرة البيولوجية للجسم.

وأظهرت دراسة سويدية نشرت العام 2011، أن عمل الليل يضاعف خطر الإصابة بمرض التصلب اللوحي لدى الشباب، في حين أشارت دراسة فرنسية نشرت في السنة التالية الى خطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 30 في المئة تقريباً لدى النساء اللواتي يعملن ليلاً.

باريس – أ ف ب

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *