العلم يغيّر ملامح الحياة خلال 40 عاماً

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » العلم يغيّر ملامح الحياة خلال 40 عاماً

العلم يغيّر ملامح الحياة خلال 40 عاماً

يدرس الخبراء كيف سيكون شكل حياة البشر في المستقبل بعد 40 سنة من اليوم. ويقولون إنه سيتغير كلياً، مستندين إلى كم التغيرات الهائلة التي حصلت في العالم منذ سبعينيات القرن الماضي حتى اليوم وامتداداً إلى العقود المقبلة، ومنها ما هو في مجال التطوير والإنشاء الذكي والطب الشخصي والزراعة بصفة خاصة.

وذكرت مجلة «فوكس» العلمية المتخصصة، في تقرير حديث لها حول هذا الموضوع، أن قطاع الصحة سوف يشهد طفرة في عدد أجهزة الفحص الذاتي الحديثة، التي تعطي مؤشرات عن صحة الفرد بمجرد وضعها، سواء كانت في شكل ساعة يد أو سماعة أذن أو غير ذلك، مثل منتجات العلامة التجارية «فيتبت»، و«جوبون».

التقدم الطبي

وستتوفر هذه الأجهزة المُتقدمة لعامة الناس على اختلاف قدراتهم الشرائية، وعليه سيتمكن من يعانون من ظروف صحية صعبة من السيطرة على أمراضهم بشكل إيجابي يؤثر على معدل العُمر المتوقع. وفي هذا السياق يعمل فريق طبي سويسري على تطوير أصغر خلية قابلة للزراعة يصل طولها إلى 14 مليميترا تحت الجلد تحذر المريض من احتمال إصابته بأزمة قلبية.

ويعزز الخبراء في المجال الطبي أيضا ما يُعرف بالطب الشخصي. وكمثال على ذلك رذاذ «لورا» المنشط للذهن وللإدراك العاطفي. فبينما تركز كثير من الأبحاث في هذا المجال على علاج الأمراض المزمنة، مثل الزهايمر، يسعى الخبراء إلى توسيع نطاق البحوث في مجال الطب الشخصي.

ويسعى مشروع علمي يشرف عليه خبراء هولنديون إلى دراسة طريقة استخدام هذه المنتجات الحديثة من قبل الأفراد، لبحث سبل تطويرها. ويشهد مجال الزراعة في بعض دول العالم المُتقدمة نموا ملحوظا من الناحية التقنية.

فبريطانيا على سبيل المثال تزرع 60% فقط من منتجاتها الزراعية التي تدخل في الغذاء، وتستورد كمية أخرى. إلا أنه بالنظر إلى ارتفاع تكاليف الشحن عامة وتداعيات التغير المناخي وغير ذلك من العوامل، فإن كثيرا من الشركات بدأت بتوفير حاضنات خاصة للزراعة المنزلية أو للزراعة البسيطة ذات التكاليف والتجهيزات المُنخفضة، وهذا بدوره سيوفر المنتجات المحلية الموسمية. وبدأت شركات يابانية باستخدام هذه التقنيات لزراعة الخس في مزارع داخل البيوت.

ويشهد قطاع الشحن والنقل، على امتداد العالم، تحديات تتمثل في ارتفاع التكلفة وتلويث الجو. فأكثر من ثلاثة أرباع حافلات الشحن التقليدية المعروفة عالميا تستهلك كثيرا من الوقود. وعليه طور العلماء مشروعاً سمي «أل إن ون»، وهو نظام شحن يتم عبر الأنفاق الموجودة تحت المدن. وهو مشروع يعدُ بتقليل التلوث والزحام المروري. وقد يستكمل التوصيل النهائي عبر استخدام الدراجات الهوائية أو العربات الصغيرة المماثلة للريكشو شائعة الاستخدام في آسيا.

المباني الأكثر ذكاء

يعكف الخبراء أيضا على تطوير مفهوم المباني الذكية، ويضعون فيها أجهزة التحكم بدرجات الحرارة، بحيث تلبي احتياجات السكان في الوقت ذاته الذي تتحكم بالشبابيك وشرفات المنزل للمواءمة بين الظروف كاملة بأقل تكلفة ممكنة. وفي هذا السياق أيضا تتنافس كبرى الشركات في استغلال تصميمات المهندسين المعماريين الاختصاصيين في علم النفس البيئي لتطوير المنشآت.

وتتبنى شركة «بروف ماركوس بستشول وتوماس» في النمسا مشروعا بحثيا يستغل المساحات البنائية والتصميمات والتكنولوجيا لتشجيع الانفتاح والتفاعل الاجتماعي والتفكير الابداعي. ويعمل فريق «بهيرفرال انسايتس» في بريطانيا على تطبيق خلاصات التجارب والأبحاث النفسية والعصبية الإنسانية لمواجهة التحديات، التي تفرضها ندرة المساحة في ظل زيادة عدد السكان ومحدودية الموارد.

ومن ناحية أخرى، يُطور الخبراء في قطاع التكنولوجيا الروبوتات دوريا. وبينما لا يتوقع أن تحل الروبوتات محل الإنسان في المعامل، يزداد الاعتماد على الحيوانات الآلية يوماً بعد يوم لا سيما للعلاج النفسي. وتعد هذه الحيوانات الأليفة الآلية أقل تكلفة ولا تحتاج إلى كثير من الوقت والرعاية مقارنة بالحيوانات الأليفة المنزلية كالقطة أو الكلب أو غير ذلك.

ومن الممكن دمج الخواص التعليمية في ألعاب الأطفال وجعلها أكثر إفادة، لا سيما للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. ويطور مشروع «أوركيد» الذي تموله الحكومة البريطانية روبوتات ذكية تعمل كموظفين اختصاصيين في تأدية وظائف معينة، تتعلم من تجاربها الذاتية وممارستها للعمل.

وهذه الروبوتات نتاج لمجموعة من البحوث وأنظمة اختصاصية تقلد قدرات أصحاب القرار. ويمكن لهذه الروبوتات المساهمة في كل شيء، بدءا من مواجهة الكوارث المفاجئة إلى المشاريع العلمية التي تعنى بالتطوير.

البطاقات الإلكترونية

يقول خبراء في التطوير العلمي والمعرفي إن بطاقات العمل التقليدية لن تختفي بين ليلة وضحاها، إلا أن استعمالها سيقل نتيجة لوجود البطاقات الإلكترونية. وأظهرت الدراسات في هذا المجال أن من الأسهل على المجتمع التعامل مع هذه البطاقات مقارنة بالعمل بالأوراق النقدية. فتتوفر اليوم أنظمة دفع تغني عن الاستخدامات البنكية.

ومن هذه الأنظمة «إم –بيسا»، حيث يتمم الأفراد عبره الإجراءات البنكية اللازمة من خلال هواتفهم النقالة، ويشمل ذلك إرسال الأموال أو إيداعها أو إنفاقها. وبتخزين بعض البيانات الدقيقة في هذه البطاقات، فإن من الممكن لها أن تحل محل مفاتيح السيارة وأوراق الاعتماد.

لانا عفانه – البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *