الطائرة الشمسية «سولار أمبالس».. تجربة رائدة في مجال الطاقات المتجددة

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » الطائرة الشمسية «سولار أمبالس».. تجربة رائدة في مجال الطاقات المتجددة

الطائرة الشمسية «سولار أمبالس»

بهدف الحفاظ على البيئة، حرص الإنسان ومازال على تسخير الإشعاعات الشمسية في العديد من الأمور اليومية، إضافة إلى مصادر أخرى للطاقات المتجددة مثل الرياح والأمواج والطاقة الكهرومائية والكتلة الحيوية.

وتتسم وسائل التكنولوجيا التي تعتمد الطاقة الشمسية بشكل عام، وارتكانا إلى الطريقة التي يتم استغلال وتحويل وتوزيع ضوء الشمس من خلالها، بكونها نظم طاقة شمسية سلبية أو نظم طاقة شمسية إيجابية.

وتلجأ التقنيات المستفيدة من الطاقة الشمسية الإيجابية إلى استخدام اللوحات الفولتوضوئية والمجمع الحراري الشمسي، مع المعدات الميكانيكية والكهربية، لتحويل ضوء الشمس إلى مصادر أخرى مفيدة للطاقة.

واعتمادا على هذه الفكرة، قرر الطياران برتران بيكار وشريكه اندريه بورشبيرج، سنة 2003، تبني مشروع طاقي جديد يعتمد على استغلال الطاقة الشمسية في تحريك طائرة، تمكنا من تقديمه للجمهور في يونيو 2009، ومن تم بدأ الطياران رحلة جوية أولى من نوعها في العالم تربط بين قارتين.  

وقد أطلق الطياران على مشروعهما، اسم الطائرة “سولار امبالس” ورصدا لها ميزانية قدرت بـ 90 مليون يورو (أي ما يقارب 994.2300 درهم) بمشاركة مهندسين من شركة شندلر السويسرية لصناعة المصاعد، وبعض الباحثين من مجموعة سولفاي البلجيكية للكيماويات.

وفي أبريل 2010، قامت الطائرة “سولار أمبالس” برحلتها التجريبية الأولى، والتي استطاعت خلالها البقاء في الجو لمدة 75 دقيقة تقريبا. وبعد ذلك بثلاثة أشهر، ستعمل الطائرة على مباشرة رحلة تستمر لأزيد من 26 ساعة في سماء سويسرا، وهو ما اعتبره المختصون وقت طيران قياسي لطائرة تعمل بالطاقة الشمسية. وفي محاولة أخرى، قطع الطيار بورشبيرغ المسافة بين بلدة بايرن غرب سويسرا وبروكسل ببلجيكا، في رحلة جوية استغرقت 13 ساعة.

 وبعد هذه الرحلات التجريبية الأولى، قرر الطيار السويسري برنار بيكار، أحد مؤسسي المشروع، القيام برحلة جوية عابرة للقارات، تقلع فيها الطائرة الشمسية يوم 24 مايو من بلدة باييرن السويسرية، لتقوم في اليوم التالي بالهبوط في مطار مدريد، قصد فحص الحالة الفنية للطائرة، ثم تحلق على ارتفاع 3600 متر بإشبيلية (جنوب إسبانيا)، وتقطع بعدها مضيق جبل طارق على ارتفاع 8500 متر، لتحط في الرباط بعد رحلة استمرت 19 ساعة، قطعت خلالها مسافة قدرت بـ 2500 كيلومتر.

 ويشار إلى أن الطائرة الشمسية “سولار أمبالس”، مصنوعة من ألياف الكربون وغير مستهلكة للوقود، تحتاج إلى 12 ألف خلية ضوئية كهربائية تغطي جناحها الضخم، وتخزن الطاقة في البطاريات، الأمر الذي يسمح لها بالطيران خلال الليل، ومجهزة بأربعة محركات كهربائية، تبلغ قوة كل واحد منها عشرة أحصنة.

ويبلغ طول هذه الطائرة الشمسية نحو 63.4 مترا، أي ما يعادل طول طائرة إيرباص أي 340، ووزن لا يتجاوز 1600 كيلوغرام، أي وزن سيارة متوسطة الحجم.

 فاطمة الزهراء الحاتمي

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *