الصوفية عنصر أساسي في العلاقات بين المغرب والسينغال

الرئيسية » أخبار » الصوفية عنصر أساسي في العلاقات بين المغرب والسينغال

على مدى يومين 8-9 نونبر، ينظم معهد الدراسات الإفريقية التابع لجامعة محمد الخامس -السويسي بالرباط ومركز جاك بيرك بتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور ندوة  بالرباط تحت عنوان “الصوفية والسياسة بالمغرب والسينغال : شروط ورهانات راهنة”  إذ أن الصوفية باعتبارها فضاء اجتماعيا ودينيا عبر- وطني تشكل عنصرا أساسيا في تحليل العلاقات السوسيو-تاريخية بين المغرب والسينغال منذ الفترة الكولونيالية وإلى اليوم.

وأوضح الباحث أمادو درامي٬ من جامعة الشيخ أنتا ديوب بدكار٬ أن هذه العلاقات تنعكس بشكل أفضل في الروابط المتميزة القائمة بين الطريقة التيجانية التي تعد أهم الزوايا الطرقية الدينية التي دخلت إلى السينغال في القرن ال19 وزاوية فاس٬ التي تأوي ضريح مؤسس هذه الجماعة٬ وتستقبل بالتالي الآلاف من الزوار الذين يأتون سنويا على الخصوص من السينغال.

وأضاف المتدخلون أنه من منطلق كونه أكثر من مجرد رحلة تأمل٬ يبرز تعلق  السينغاليين أتباع الطريقة التيجانية بفاس “مساهمة إسلام الطرقية في ظهور الإحساس بالانتماء لرابطة واحدة بين الشعبين المغربي والسينغالي ” ٬ ويرمز إلى ” تلك الآصرة الدينية المرتكزة على أساس الممارسة الروحانية والقاسم الديني المشترك ” إضافة إلى أنه يساهم في خلق فرص اقتصادية من خلال تشجيع وتسهيل التبادل التجاري.

وأبرز عبدو اللاي كان٬ أستاذ بمركز الدراسات الأفريقية في جامعة فلوريدا بالولايات المتحدة في عرض تقديمي بعنوان ” إثنوغرافيا الفضاء الديني عبر- الوطني: الزاوية التيجانية لفاس ” أن هذا التبادل والتمازج الروحي والإنساني والثقافي المكثف يجعل من زاوية فاس “فضاء اجتماعيا -عبر وطني يجمع بين أتباع الطريقة التيجانية من مختلف البلدان والثقافات”٬ ويشكل بالتالي “صورة مصغرة تعكس التنوع الثقافي الذي يميز المجتمعات عبر الصحراء للطريقة ومريديها “.

واعتبر ليوناردو فيالون٬ الباحث بنفس الجامعة٬ أن النقاش حول ” الصوفية السياسية” يطرح نفسه اليوم بقوة ٬ ويهم ٬ بعيدا عن الجماعات الدينية المغلقة٬ الهيئات السياسية ومنظمات المجتمع المدني بالمعنى الذي تحمل فيه الممارسة الصوفية المعاصرة العديد من الرهانات السياسية والاقتصادية.

وأبرز الجيلالي العدناني٬ رئيس قسم التاريخ في جامعة محمد الخامس- أكدال٬ في مداخلة حول “قدسية البحث في العلوم الإنسانية: الاستمرارية والقطائع” أن الصوفية التي تعد أساسا قوة دينية وروحية بامتياز٬ تطورت إلى قوة اجتماعية وسياسية٬ مضيفا أن هذا التغيير شكل الموضوع المفضل لدى الباحثين الذين اهتموا انطلاقا من النصف الثاني من القرن التاسع عشر بحقل الدراسات المتعلقة بالطرقية.

وتطمح هذه الندوة التي ينظمها معهد الدراسات الإفريقية التابع لجامعة محمد الخامس -السويسي بالرباط ومركز جاك بيرك بتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور على مدى يومين٬ إلى تسليط الضوء على تحولات الإسلام الصوفي٬ وأشكال الاستمرارية والمتغيرات في الممارسات الروحانية ونظم التمثلاث الرمزية في المغرب والسينغال من خلال محاولة تحليل مساهماته وعلاقاته مع السياسة.

ويتمحور برنامج الندوة حول العديد من الموائد المستديرة تهم مقاربة العديد من الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للصوفية.

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *