الشك مفتاح الإبداع والتطوير في الأعمال في ظل التغيرات المتسارعة

الرئيسية » إبداع وتنمية » الشك مفتاح الإبداع والتطوير في الأعمال في ظل التغيرات المتسارعة

حذر كتاب جديد ألفه خبراء بوسطن كونسلتنغ غروب (مجموعة بوسطن الاستشارية) أنه في ظل المتغيرات المتسارعة التي نشهدها في عصرنا الحالي، حيث العمر الافتراضي للأفكار الجيدة يتقلص أكثر فأكثر، فإن الشركات التي تفتقر إلى أسلوب عملي ومنهجي للاستفادة من الأفكار المبتكرة لموظفيها ستفوت على نفسها فرص النمو وتتوقف عن كونها سيدة نفسها.

وذهب مؤلفوا كتاب (التفكير داخل صناديق جديدة: نموذج جديد للابتكار في العمل- Thinking in New Boxes) إلى أن معظم الابتكارات الناجحة تبدأ بعد الشك فيما إذا كانت الطريقة التي ندير بها أعمالنا اليوم ستظل صالحة للمستقبل أم لا. لكن ليس هناك رغبة لدى غالبية المؤسسات والأفراد في إعادة تقييم جذري للمعتقدات الراسخة بقوة في أذهانهم، أو قدرة على فعل ذلك. ويمكن لأولئك الذين يتبعون عملية منتظمة للشك وتبديل الاعتقادات أن يتوقعوا إنتاج ابتكارات تغير قواعد اللعبة. أما أولئك الذين لا يتبعونها، فبوسعهم ترقب قدوم الصدمة والبقاء في المؤخرة بسبب عدم القدرة على مسايرة تيار التغيير.

وبحسب لوك باربندير، مستشار أول وزميل في بوسطن كونسلتينج غروب ومؤلف مشارك للكتاب بتعاون مع الأخصائي العالمي الأول للمجموعة، آلان إني: “يحدث التقدم الخارق عندما يكون هناك شخص يتمتع بالجرأة الكافية للتفكير فيما لا يمكن التفكير فيه، وفي إعادة صياغة الطريقة التي ننظر بها إلى العالم”.

ومن جهته أوضح آلان قائلا: “هناك العديد من المفاهيم التقليدية حول الإبداع مثل “التفكير خارج الصندوق” والعصف الذهني “للسماء الزرقاء”، وهي مفاهيم غير ملائمة ويمكنها أن تعيق مسيرة الإبداع”.

يتحدث كل من برباندير وإني في كتابهما عن خطة الخطوات الخمس لإطلاق شرارة الفكرة الكبيرة المقبلة، ويوصيان بأن تبدأ العملية من خلال الشك في كل شيء. ويرتكز أسلوبهما المنهجي على نتائج الاشتغال مع المئات من الشركات حول العالم، إضافة إلى تحليل قضايا شهيرة تتعلق بنجاحات باهرة مرتبطة بالإبداع من بينها: القرار الجريء لـ”ديك فوسبري” والمتعلق بالقفز إلى الوراء بدل الأمام، والمبتكرون الذين أطلقوا شرارة ثورة تكنولوجية من خلال الإيمان بأن برنامج الكمبيوتر لم يكن من الضروري أن يكون منتجا وأنه يمكن تطويره بتعاون في بيئة مفتوحة المصدر، ثم فريق وكالة الفضاء الناسا الذي قرر إنزال كمبيوتر ضخم يزن نحو 363 كيلوجرام يدعى “باتفندر” على سطح كوكب المريخ من خلال استخدام أكياس هوائية عوضا عن الصواريخ المعززة.

يبقى التفكير في صناديق جديدة إذن جزءا من برنامج تغيير اللعبة الخاص  ببوسطن كونسلتينج غروب، والذي أطلق احتفالا بالذكرى الخمسين للشركة، وخصص لإعطاء القادة وشركاتهم نصائح وحلول عملية عن كيفية التطور في حقبة زمنية حافلة بالتغيرات المتسارعة.

فوربس

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *