الروبوتات... ثورة ستهزّ السوق

الرئيسية » إعلام ورقميات » الروبوتات… ثورة ستهزّ السوق

الروبوتات... ثورة ستهزّ السوق

إذا كنت تتابع آخر أخبار التكنولوجيا، فربّما تتساءل عمّا إذا كانت الروبوتات ستتحكّم بحياتنا. أجرت شركة {غوغل} عدداً كبيراً من عمليات الاستحواذ في مجال علم الروبوتات، فقد اشترى عملاق الإنترنت ثماني شركات في مجال علم الروبوتات في النصف الثاني من العام المنصرم، بما فيها شركة {بوسطن دايناميكس} التي تصنع روبوتاتٍ ذات أرجلٍ قادرة على أن تحافظ على توازن يكفيها حتى تتخطّى العوائق وتركض. وقد وافق {غوغل} أخيراً على شراء شركة {تايتان أيروسبايس} المتخصّصة بصناعة الطائرات من دون طيّار، والتي يمكن أن تساعد طائراتها الروبوتية بإيصال الإنترنت إلى مناطق نائية من العالم.

إذا كنت تتوقّع اجتياحاً تقوده روبوتات شبيهة بالإنسان تتكلّم وتمشي، فإنّ التغيّرات المقبلة كفيلة بأن تفاجئك. في الواقع، تشكّل الروبوتات بالفعل جزءاً أساسياً من الحضارة الحديثة، لكنّها أدّت بشكلٍ رئيس مهامَ متكرّرة وثابتة (مثل توزيع الأوراق المالية في أجهزة الصرّاف الآلي). أمّا الآن، وبفضل توجّهات تشمل الأسعار الهابطة لبعض مكوّنات التكنولوجيا، ستغدو الروبوتات عمّا قريبٍ قادرةً على إتمام مجموعةٍ من المهام المتنوّعة والأكثر تعقيداً بدرجاتٍ أكبر من الاستقلالية والذكاء.

تمثّل العائق الحقيقي في هذا السوق بأسعار شراء مكوّنات الأجهزة الأساسية وتصنيع النماذج الأولية منها، وهي تسمح للآلات بجمع البيانات والتفاعل مع العالم من حولها. والآن، وللمرّة الأولى، بات يمكن اختبار هذه المكوّنات وتصنيعها بثمنٍ يستطيع المستهلكون دفعه. وقد نرى روبوتاً يُطعم حيوانك الأليف عندما تكون خارج المنزل، أو آخر يمثّل كيس ملاكمة بيدين من شأنه أن يساعدك بالتدرّب على الملاكمة.

روبوت رومبا واحد من روبوتات قليلة ناجحة في السوق في مجال الروبوتات المنزليّة، وهو خير مثال على كيفية أتْمَتة مهمةٍ ما عبر الإدماج المناسب للتكنولوجيا والمكوّنات الأرخص (كالمحرّكات وأجهزة الاستشعار). فسوق المكانس الكهربائية وحده ضخمٌ للغاية، إذ قدّرت شركة {الشفافية في بحوث الأسواق} Transparency Research Market أنّه بلغ 11 مليار دولار في العام 2012 وتوقّعت ارتفاعاً ليصل إلى 14،6 مليار بحلول العام 2018، مع ازدياد مبيعات المكانس الروبوتية بوتيرة أسرع من غيرها.

أعطتنا الثورات التي طاولت الهاتف الذكي والكمبيوتر سوابقَ قيّمة لدراسة السوق. ما إن تغدو أسعار الأجهزة المفيدة مقبولةً حتى يظهر قطاعٌ كامل من المفكّرين، والمهندسين والمخترعين لتلبية الطلب المتزايد. سنشهد ربّما في الواقع متجرَ تطبيقات لأجهزة الروبوتات كذلك. تبدو محاولة التنبّؤ بالاتّجاه الذي يأخذه قطاع الروبوتات حقاً شبيهةً بإمساكك بهاتفك الذكي آي فون وتخيّلِ كيف أنّه سيمسي جزءاً من حياتك. إنّه لأمر مشوّقٌ أن تفكّر في ما يخبّئه لك المستقبل، لكن من المستحيل لك أن تعلم يقين العلم. مع جهاز {آي فون}، أوجدت شركة {آبل} جهازاً تكنولوجياً استثنائياً. لكنّ الأهمّ من ذلك يكمن في أنّها أنتجت منتجاً بسعرٍ مقبول. يمكننا أن نعيد الكرّة مع الروبوتات، والاحتمالات في هذا المضمار لا حصر لها ولا عدّ.

ديميتري غريشن – الجريدة

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *