الخبرة وأهميتها في العملية التعليمية

الرئيسية » تربية وتكوين » الخبرة وأهميتها في العملية التعليمية

الخبرة وأهميتها في العملية التعليمية

يتفق أهل الاختصاص والتربويون على أن من مسلمات النجاح في أي عملٍ.. الرغبة فيه، ومن أعظم عوامل نجاح المعلم رغبته في التدريس؛ فالمعلم ما لم يكن محبًّا لمهنته ولديه رغبة في أداء رسالته فلن ينجح في عمله، ولن يواصل ممارسته، ومن ثم تتلاشى الخبرة أو يقل أصحابها، وهذا موضوع الحديث فيما يأتي من سطور.

فالخبرة لها مكانتها وأهميتها في عملية التعلم، ولها دورها في تفوق الطلاب وتميزهم عن أقرانهم، ولهذه الأسباب وغيرها الكثير، تتنافس السياسات التعليمية في مختلف دول العالم في إصلاح أنظمتها التعليمية؛ بهدف تطوير خبرات المعلمين والارتقاء بأساليبهم التعليمية ووسائلهم المختلفة في تبليغ رسالتهم وأدائهم لعملهم على الوجه الأكمل، إذ إن هناك أدلة قوية على أن خبرة المعلم لها تأثير كبير في نتائج الطالب؛ فالمعلمون الأكثر فاعلية هم من لديهم معرفة قوية ليس فقط في المحتوى المعرفي لموضوع الدرس (المادة العلمية)، ولكن أيضًا في كيفية تدريس هذا الموضوع (معرفة طرق التدريس المثلى).  وأهمية الخبرة لا تقلِّل مطلقًا من أهمية تمكن المعلم من مادته العلمية، أو من سبل التدريس المختلفة التي تمثل شريان النجاح لقلب العملية التعليمية (الطلاب)، إذ تعني الخبرة التمكن من الجانبين معًا (المادة التعليمية وطرق التدريس)، حيث يحتاج المعلمون إلى أن يكونوا قادرين على فك شفرة المعرفة لإظهار الخطوات المطلوبة للتعلم، وإدراك كيفية التمثيل الأفضل للموضوعات التي يدرِّسونها للطلاب، من خلال إلمامهم بسمات الطلاب وطبيعة مراحلهم التعليمية وطرق تفكيرهم، بالإضافة إلى وعي الخبراء من المعلمين بسنَّ الابتكار عند الطلاب وقنوات الإبداع لديهم، ومتى تنضج قدرتهم على بلورة الأفكار المختلفة، ومدى تفاعل الدروس الجديدة ومحتواها المعرفي مع المعرفة السابقة.

ولا شك أن الخبرة القوية لدى المعلمين في التدريس مطلوبة؛ من أجل نتاج مثمر وتدريس ناجح وفاعل في جميع مستويات التعليم. ومن خلال الاستناد إلى أكثر من 30 دراسة، ثبت أن الخبرة في التدريس ترتبط بشكل إيجابي مع مكاسب التحصيل العلمي للطلاب طوال الفترة المهنية للمعلم. ومع الخبرة المتميزة للمعلمين، يصبح الطلاب أكثر كفاءةً في مختلف جوانب العملية التعليمية، كما أن فاعلية المعلمين تزداد بمعدل أكبر عندما يُعلِّمون في بيئة عمل داعمة وجماعية. وهناك تباين في فاعلية المعلم في كل مرحلة من مراحل مهنة التدريس؛ لذلك ليس كل معلم عديم الخبرة هو أقل فاعلية، وليس كل معلم من ذوي الخبرة هو أكثر فاعلية. إلا أن هناك أمرًا يفرض نفسه، وهو أن آثار المعلمين ذوي الخبرة الإيجابية تصل إلى ما وراء الفصول الدراسية، حتى تعم الفائدة المؤسسة التعليمية بأسرها. وقد وجدت الدراسات التي بحثت في هذا الموضوع أيضًا، أن المعلم الأكثر خبرة في التعليم يظهر مهارات أفضل في التخطيط للتعليم والتعلم الصفي، وكذلك في عرض المادة العلمية. كما أن المعلمين ذوي الخبرة والفاعلية في التعليم، أكثر قدرة من غيرهم على تطبيق الإستراتيجيات التعليمية اللازمة، ومراعاة التنوع في خبرات الطلبة ومستوياتهم المعرفية. كما أن لديهم معرفة كبيرة بحاجات التعلم وأنماطه لدى الطلاب. كما وُجد أن صفوف المعلمين ذوي الخبرة أكثر تنظيمًا وتخطيطًا لحل المشكلات الصفية من نظرائهم الأقل خبرة.

وتتحقق فوائد الخبرة في مجال التدريس بأفضل شكلٍ عندما يتم اختيار المعلمين بعناية فائقة، وأن يكونوا مؤهلين وتم إعدادهم جيدًا عند دخولهم إلى سوق العمل في التدريس، وهذا يضمن إتقانهم وتوافقهم مع معايير الكفاءة، التي تمكنهم من الاستمرار في توسيع نطاق الخبرات طوال حياتهم المهنية.

مجلة الراصد الدولي

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *