لا تزال أجهزة الحواسيب الكمومية تتطلب غرفًا كبيرة ومخصصة وتثبيتًا معقدًا، ولكن في خطوة جديدة نحو إخراج التكنولوجيا من المختبر، صمم الباحثون نموذجًا أوليًا لحاسب كمومي صغير بما يكفي ليلائم رفوف مركز البيانات العادية. وكجزء من مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي يسمى AQTION، نجحت مجموعة من العلماء من جامعة إنسبروك في النمسا في إعداد جهاز حاسب كمومي يعمل بكامل طاقته في حوامل خوادم بقياس 19 إنشًا، كما هو موجود عادةً في مراكز البيانات حول العالم. ولا يتطلب الجهاز سوى قابس طاقة واحد مثبتًا عبر الحائط، وهو مستقل بذاته بخلاف ذلك.
ويعد النموذج الأولي تطورًا مثيرًا في صناعة تعتمد في الغالب على التطبيقات القائمة على المختبر، حيث لا يمكن التحكم في أجهزة الحواسيب الكمومية إلا بفضل البنية التحتية المصممة لهذا الغرض. ونتيجة لذلك فإن تطوير مجموعة من الحواسيب الكمومية يسهل الوصول إليها يعد أمرًا أساسيًا لتوسيع نطاق التكنولوجيا. ولهذا السبب أطلق الاتحاد الأوروبي مؤخرًا مشروع AQTION، وهو مشروع بقيمة 10 ملايين يورو يهدف إلى إنشاء حاسب كمومي مصغر يلبي معايير الصناعة دون الحاجة إلى بيئة معملية فائقة الاستقرار للتشغيل.
ويقول توماس مونز، منسق مشروع AQTION: عادة ما تملأ تجارب الحوسبة الكمومية معاملنا التي تبلغ مساحتها 30 إلى 50 مترًا مربعًا. وكنا نتطلع الآن إلى ملاءمة التقنيات المطورة هنا في إنسبروك في أصغر مساحة ممكنة مع تلبية المعايير الشائعة الاستخدام في الصناعة. وأوضح فريق البحث أن الجهاز الجديد يظهر أن أجهزة الحاسب الكمومية ستكون جاهزة قريبًا للاستخدام في مراكز البيانات.
الحواسيب الكمومية المصغرة قادمة:
استخدم الباحثون الأيونات، وهي ذرات أحادية الشحنة، بصفتها كيوبتات. ويتم ترميز المعلومات الكمومية في الحالة الإلكترونية للأيونات، ويتم إجراء العمليات بنبضات الليزر التي تعدل وتتحكم في حالة الجسيمات. وفي حين أن هذا النهج يختلف عن الكيوبتات الفائقة التوصيل المعروفة التي تستخدمها شركة IBM وجوجل في أجهزة الحواسيب الكمومية. فإن الأجهزة المصغرة تكتسب اهتمامًا في الصناعة. ولتناسب اثنين من الرفوف بقياس 19 إنشًا. كان لابد من تقليص حجم كل وحدة بناء فردية من الحاسب الكمومي الخاص بـ AQTION.
وكان التحدي الأكبر هو ضمان عدم المساومة على الأداء. ولكن الباحثين واثقون من أن نموذجهم الأولي يقدم نتائج واعدة. وحتى خارج البيئة الخاضعة للرقابة التي يمكن تحقيقها في المختبر، كان الجهاز مستقرًا بدرجة كافية ليعمل دون انقطاع من الاضطرابات الخارجية. وكان الفيزيائيون قادرين على التحكم بشكل فردي وتشابك ما يصل إلى 24 أيونًا. وأظهرت القياسات أن أداء النظام ومعدل الخطأ كانا على قدم المساواة مع التطبيقات القائمة على المختبر.
ويتوقع الفريق بحلول العام المقبل إنشاء جهاز به ما يصل إلى 50 كيوبت يمكن التحكم فيها بشكل فردي. ويتم في الوقت الحالي ترقية قدرات الأجهزة والبرامج الخاصة بالنموذج الأولي قبل إتاحتها عبر الإنترنت. ويصل الباحثون إلى الجهاز عبر السحابة لاختبار الخوارزميات الكمومية عبر لغة حوسبة كمومية لا تعتمد على الأجهزة.
البوابة العربية للأخبار التقنية