الجامعة المبتكرة والريادية: التعليم العالي والابتكار وريادة الأعمال تحت المجهر

الرئيسية » تربية وتكوين » الجامعة المبتكرة والريادية: التعليم العالي والابتكار وريادة الأعمال تحت المجهر

الابتكار هو المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، ففي وزارة التجارة (Department of Commerce)، تركز الوكالات والمكاتب على رعاية الابتكار، وتطوير الصناعات المتقدمة، وزيادة الصادرات للعالم، ويُعدُّ الابتكار أولوية بالنسبة لوزارة التجارة الأمريكية؛ لأنه يساعد الصناعة والجامعات، ومعاهد البحوث لتطوير الجيل القادم، من تقنيات وزيادة عدد الشركات الناشئة ذات النمو المرتفع.

وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، تحدَّث مكتب الابتكار وريادة الأعمال (Office of Innovation and Entrepreneurship) في وزارة التجارة بصورة مباشرة إلى الكليات والجامعات في مختلف أنحاء البلاد؛ لفهم الكيفية التي يتم بها رعاية الابتكار وتشجيع روح المبادرة، إذ تم إجراء هذا الجهد ردًّا على الرسالة التي جاءت من قبل المجلس الاستشاري الوطني (National Advisory Council)، “المعني بالابتكار وريادة الأعمال” إلى وزارة التجارة في عام  2011م، التي وُصفت بها الكيفية التي يزدهر بها الابتكار وروح المبادرة المستندان إلى الجامعة، وتحديد الخطوات التي يرغب المجتمع الجامعي والحكومة الأمريكية في اتخاذها؛ لتعزيز إيجاد القيمة الاقتصادية بالتعاون مع الجامعات.

وتهتم مؤسسات التعليم العالي في أمريكا بالابتكار والتسويق وتنظيم المشاريع، وإيجاد القيمة الاقتصادية لمجتمعاتها؛ إذ إن معظم الناس على دراية بالمراكز التقليدية المتعلقة بالابتكار وريادة الأعمال في الجامعات، مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (Massachusetts Institute of Technology)، وبيئة ريادة الأعمال الكبرى في بوسطن، ولكن على مدى العقد الماضي، تبنَّى العديد من الجامعات وكليات المجتمع، والكليات الحكومية الإقليمية تاريخيًّا، الابتكار وروح المبادرة؛ نظراً لأهميتهما في المهام الأكاديمية ودورهما في المجتمع.

وقد قُدمت رسالة إلى وزير التجارة الأمريكية من (142) جامعة بحثية كبرى وجمعيات في عام  2011م، جدَّدوا فيها التزامهم بالابتكار وريادة الأعمال في المدينة الجامعية وفي مجتمعاتهم، وطلبوا من الحكومة الاتحادية مواصلة العمل معهم في هذه المجالات، ويمثل هذا التقرير الخطوة التالية في محاولة لمدة عامين من قبل وزارة التجارة والمجلس الاستشاري الوطني المعني بالابتكار وريادة الأعمال؛ لفهم ما تفعله الكليات والجامعات في أمريكا، برمجيًّا وإستراتيجيًّا؛ لتعزيز الابتكار والتسويق وروح المبادرة بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والخريجين داخل مجتمعاتهم.

ومن أجل تحديد الجهود التي قام بها الموقعون في الابتكار وروح المبادرة، تحدث ممثلون من مكتب الابتكار وريادة الأعمال إلى قادة (131) جامعة بحثية، والتي تقع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وجمع مكتب الابتكار وريادة الأعمال أيضاً، المعلومات من كليات المجتمع والكليات الإقليمية، والجامعات، حول برامجها الدراسية. وأكدت مرة أخرى القيادة في هذه الجامعات والكليات القيمة التربوية لريادة الأعمال ورؤيتها للريادة في مجتمعاتهم المحلية، والبنية التحتية التنظيمية التي يعملون على تطويرها؛ لتحقيق أقصى قدر من البحوث والأفكار والمواهب المرتبطة بالكليات والجامعات الخاصة بهم، وستكون نتائج هذه المناقشات حافزاً يشجع أي شخص قلق حول قدرة أمريكا على الابتكار، وإيجاد الجيل القادم من الشركات الناشئة ذات النمو المرتفع (High-growth Startups)، وخاصة أولئك الذين يشعرون بأن مؤسسات التعليم العالي تتولى دوراً مهماً في هذا المجال.

وعلى مدى العقدين الماضيين كانت غالبية إيجاد فرص العمل في الولايات المتحدة للشباب والشركات الناشئة، بالإضافة إلى ذلك كان تطبيق العالم الحقيقي للابتكار في كل مكان من الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ أصبح الابتكار جزءاً أكثر أهمية من كل المنتجات والخدمات المتاحة اليوم، وذلك من خلال التقدم في مجال الطب، وعلم الوراثة والتقنيات النظيفة ووسائل الإعلام الاجتماعية وتقنيات التعليم، في حين لا تزال الولايات المتحدة الشركة الرائدة عالميًّا في مجال الابتكار وريادة الأعمال، حيث إن هناك منافسة مستمرة من جميع أنحاء العالم للحفاظ على هذه القيادة.

وعلى الرغم من أن المنافسة العالمية لا تزال تنمو، إلا أنه من المهم أن تُحسِّن المؤسسات التي تقود الابتكار قدرتها على تطوير المنتجات والخدمات ذات الصلة بالسوق وفي القيمة الاقتصادية تاريخيًّا، فقد تركزت نسبة كبيرة من استثمارات أمريكا في الشركات المبتكرة في المناطق الحضرية من سان فرانسيسكو، وادي السيليكون، وبوسطن الكبرى، ونيويورك، نيو جيرسي، وأوستن، وسياتل، وواشنطن العاصمة، وسان دييغو. ومع ذلك فإن الجامعات خارج هذه المناطق تقود الآن عملية نظم المشاريع الجديدة مثل جامعة ميشيغان، وجامعة ولاية أريزونا في منطقة فينيكس، وجامعة أكرون في ولاية أوهايو، وجامعة جنوب كاليفورنيا في منطقة لوس أنجلوس. بالإضافة إلى ذلك، تقوم مئات من الكليات والجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة بإنشاء برامج ريادة الأعمال، وإيجاد القيمة التربوية لطلابها، ودفع عجلة النمو الاقتصادي في مجتمعاتها المحلية من خلال الشركات المطورة محليًّا (Locally-Developed Enterprises).

كما أكدت جميع القيادات الجامعية الذين شاركوا في المناقشة، أهمية حكومة الولايات المتحدة ومجتمع الجامعة للعمل معاً؛ لتحقيق أقصى قدر من تسويق الابتكار، وعلى مدى العقد الماضي كانت الجامعات أكبر قطاع يتلقى المنح الاتحادية فيما يتعلق بالبحث والتطوير، إذ تلقى ما يقرب من 36 مليار دولار من الوكالات الاتحادية في السنة المالية 2009م، كما تلقت الجامعات التمويل والمساعدة من مجموعة متنوعة من الوكالات الاتحادية، بما في ذلك وزارة التجارة، والتعليم والزراعة، والعمل والخارجية والصحة، والخدمات البشرية والطاقة والدفاع، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (U. S. Agency for International Development)، ومؤسسة العلوم الوطنية (National Science Foundation).

وباختصار تُعدُّ الجامعات وحكومة الولايات المتحدة من الشركاء الرئيسين في البحث والتطوير والابتكار. إضافة إلى ذلك فإن قادة الجامعات والوكالات الاتحادية لديهم رغبة مشتركة؛ لزيادة التعاون وطرح الأفكار المبتكرة إلى السوق لإيجاد حلول واقعية، وشركات ذات نمو مرتفع.

وحددت رسالة المجلس الاستشاري الوطني المعني بالابتكار وريادة الأعمال بعنوان “توصيات لتيسير تسويق التقنيات القائمة على الجامعات” خمس فئات في صميم أنشطة الابتكار وروح المبادرة داخل الجامعات الأمريكية، وتشمل هذه الفئات روح المبادرة الطلابية، وروح المبادرة لأعضاء هيئة التدريس، ونقل التقنية، والتعاون الصناعي، والمشاركة في التنمية الاقتصادية الإقليمية.

وتعمل الجامعات المنتسبة إلى الرسالة على معالجة الابتكار وريادة الأعمال بطرق متنوعة ذات صلة في ميزانيات البحوث وبرامجها، وعدد الطلاب، والجغرافيا، والتاريخ، والثقافة. ومن خلال نهجها المتميز، تأمل هذه المؤسسات في تحسين الشراكات الخاصة بها مع الحكومة الاتحادية، وتحقيق أهدافها التنظيمية الأوسع.

وتستثمر الكليات والجامعات بشكل كبير في تطوير مهارات تنظيم المشاريع لطلابها، في حين يسعى العديد من الطلاب لاستخدام برنامج التواصل الاجتماعي فيسبوك أو تويتر، لكن الجامعات هي أكثر تركيزاً على القيمة التربوية لريادة الأعمال، بوصفها مجموعة من المهارات التي يمكن تطبيقها عبر بيئات وأنشطة مهنية؛ لاستكمال تجربة الطلاب في الفصول الدراسية، وتستثمر الجامعات في البرامج الرسمية، وكذلك في الأنشطة اللاصفية لمصلحة الطلاب؛ لحل المشاكل العالمية من خلال ريادة الأعمال، وتشتمل الأمثلة على البرامج الرسمية، والدرجات العلمية، والشهادات في مجال تنظيم المشاريع، في حين أن أمثلة الأنشطة اللاصفية تشمل، مسابقات خطة العمل، ونوادي روح المبادرة، والتدريب. ويسعى العديد من الجامعات في المدن الجامعية إلى تنظيم المشاريع وتعزيز صناديق المشاريع الطلابية، وتوفر هذه الأنشطة المهارات التنظيمية المهمة للطلاب، وإيجاد بعض الممارسات الأكثر فاعلية.

ويقدم برنامج الابتكار في جامعة كولورادو (University of Colorado)، درجة البكالوريوس في الابتكار، من خلال فريق متعدد التخصصات والفريدة من نوعها، ونهج عمل فعَّال. وتوفر جامعة إلينوي (University of Illinois’) لطلاب القانون، الفرصة لصياغة طلبات براءات الاختراع. كما تقدم جامعة واشنطن (Washington University)، 25 نوعاً من برامج التدريب الداخلي المأجورة للطلاب، وذلك في الصيف؛ لبدء العمل في الشركات الناشئة. وقدمت جامعة رايس (Rice University) 1. 2 مليون دولار نقداً وكخدمات عينيَّة للمسابقة في خطة العمل عام  2011م، وقد خدم هذا المال العديد من الشركات المستفيدة، حيث تستضيف جامعة واشنطن مسابقة أفضل خطة أعمال متعددة المستويات، تضم مختلف المسابقات على مدار العام الدراسي، في تركيبة مع الندوات والدورات والإرشاد؛ للمساعدة في دفع أفكار الطالب إلى المستوى المثالي. وتشجع جامعة فلوريدا (University of Florida) المشاريع السكنية، كما تشجع التفاعل بين الطلاب أنفسِهم، وكبار الباحثين وأعضاء هيئة التدريس الكرام، والمهنيين ورجال الأعمال، وأصحاب المشاريع.

يُجري أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا البحوث العلمية التي تساعد على الابتكارات في الشركات الناشئة ذات النمو المرتفع، ومع ذلك، وحتى في الجامعات البحثية ذات المشاريع الكبيرة، فإن العديد من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا لا يهتمون بأبحاثهم العلمية في السوق والمجتمع، ولمعالجة هذه المسألة، تجري الجامعات سلسلة من التغييرات في السياسات؛ لتشجيع المزيد من المشاريع لأعضاء هيئة التدريس، والتي بدورها ستكمِّل المشاريع الطلابية، وتشمل هذه التغييرات، زيادة الاعتراف بأعضاء هيئة التدريس أصحاب المشاريع المهمة، ودمج المشاريع، وزيادة الاتصالات بأعضاء هيئة التدريس، والمشاركة مع رجال الأعمال والموارد المستهدفة لإيجاد الشركات الناشئة.

وأخيراً تعمل الجامعات بنشاط مع الوكالات الفيدرالية؛ لمعالجة بعض التحديات التنظيمية حول ريادة الأعمال، على وجه الخصوص، تلك المتعلقة بتنازع قضايا الأمن القومي والمصلحة، حيث تتضمن بعض الممارسات الأكثر فاعلية، توفير برنامج للتسويق والابتكار في جامعة بيتسبرغ (University of Pittsburgh)؛ يهدف إلى تثقيف وتحفيز كل طالب، وكذلك الباحثين وأعضاء هيئة التدريس في تنمية الابتكار، والتسويق، وتنظيم المشاريع، كما تشجع جامعة جنوب كاليفورنيا (University of Southern California)  روح المبادرة والابتكار من خلال الدعم، والمكافأة، وتمويل العمل من أعضاء هيئة التدريس.

وتجدر الإشارة إلى أن مكاتب نقل التقنية (Technology Transfer Offices ) في الجامعات، ومكاتب ترخيص التقنية (Technology Licensing) كانت تقليدية؛ لأنها مراكز داخل الجامعات، حيث يشترك المبتكرون ورجال الأعمال الخارجيون؛ لتسويق الاختراعات. ويذكر أن زيادة ريادة الأعمال في الجامعات وسعت إلى حد كبير دور مكاتب نقل التقنية ومكاتب ترخيص التقنية. وبدلاً من التركيز على تسويق التقنيات الفردية فقط، باتت هذه المكاتب تعمل الآن كنقطة مركزية؛ حيث يمكن للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والخريجين ورجال الأعمال والمستثمرين والصناعة، التواصل مع بعضهم البعض، كما تركز هذه المكاتب الآن على تحديد ودعم ريادة الأعمال في المدن الجامعية، مما يساعد الشركات الناشئة للعثور على أفضل الفرص، وبناء نماذج أعمال ناجحة، وتغيير ثقافة الجامعات، وإحداث الشركات التي سيكون مقرُّها في المجتمعات، وفي جميع أنحاء الجامعة.

وقد وسعت مكاتب نقل التقنية ومكاتب ترخيصها أيضاً الدعم خارج مناطقها التقليدية، مثل الطاقة وعلوم الحياة، والتعليم، والابتكار الاجتماعي، والزراعة. وقد كان هناك بعض الممارسات الأكثر فاعلية تمحورت في، أولاً: تساعد وحدة خدمات الملكية الفكرية في جامعة ولاية يوتا (Utah State University) أعضاء هيئة التدريس والموظفين، في إدارة وحماية وتسويق الملكية الفكرية في الجامعة، وتدعم المؤسسات في المناطق المحيطة بها. ثانياً: تقدم جامعة نورث كارولاينا (University of North Carolina)  عروض التدريب وفرص الزمالات للطلاب داخل مكاتب نقل التقنية. ثالثاً: تضم جامعة كورنيل (Cornell University) أنشطة لتوعية أعضاء هيئة التدريس، وموظفي البحوث، والطلاب؛ من أجل زيادة التقدير لأهمية جعل البحوث الجامعية مفيدة للمجتمع، وتوفير المعارف الأساسية وتفهم قضايا الملكية الفكرية (Intellectual Property)، وزيادة الوعي، وحماية الملكية الفكرية القيِّمة وأهميتها؛ لجذب شركاء القطاع المحتملين. رابعاً: يحتوي معهد كاليفورنيا للتقنية (California Institute of Technology) على ملفات تخص طلبات براءات الاختراع المؤقتة.

خامساً: تلبي المراكز الإقليمية لنقل التقنية (Regional Tech Transfer Centers) احتياجات المؤسسات البحثية والمؤسسات غير الربحية في جميع أنحاء المنطقة، وتُعدُّ هذه المراكز ذات فائدة خاصة للمؤسسات دون مكاتب نقل التقنية أو مكاتب ترخيصها، ومن الأمثلة على ذلك مركز جنوب تكساس لإدارة التقنية (South Texas Technology M anagement Center)، وجامعة ولاية يوتا، ومركز ماساتشوستس لنقل التقنية؛ إذ كانت هذه الأماكن مفيدة بشكل خاص للمؤسسات التي توجد فيها أعضاء هيئة التدريس من أصحاب روح المبادرة والمشاريع، ولكن من دون المكاتب الكبيرة لنقل التقنية.

تستفيد الشركات وقطاع الصناعة، بشكل كبير، من البحث العلمي والابتكار في الجامعات؛ إذ تبحث هذه الجامعات باستمرار عن طرق لربط الأبحاث العلمية والتعليم لدى الطلبة بمصالح المصانع الناشئة، وقد وضعت الجامعات في السنوات الأخيرة الكثير من التركيز على دعم الشركات الناشئة، مع الاستمرار في إشراك الشركات التي هي بمثابة شركاء معها، ولتسهيل المزيد من التعاون والابتكار؛ تفتح الجامعات مرافقها، وتدفع أعضاء هيئة التدريس والطلاب لديها، للشركات الصغيرة والكبيرة على أمل إحداث قيمة اقتصادية أكبر. وتعمل الجامعات شَراكات إستراتيجية مع الشركات، وتقدم التدريب، وتتقاسم المرافق مع الشركات الناشئة، وتنشئ صناديق استثمارية، وبرامج الحوافز التي تموِّلها الصناعة، وكلها تؤدي إلى زيادة الابتكار وتطوير المنتجات من قبل طلاب الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين.

ويُعدُّ المركز الدولي لبحوث السيارات (International Center for Automotive Research) في جامعة كليمسون (Clemson University) مدينة جامعية، للبحوث في مجال التقنية المتقدمة والصناعة، كما تجري جامعة ولاية مينيسوتا (University of Minnesota) شراكات بين قطاع الصناعة والجامعات؛ من أجل نقل المعرفة ونشرها، وتضم هذه الشراكة مجموعة من أكثر من 40 شركة تدعم الأبحاث الأساسية، وقد أقام مكتب الشراكة والابتكار الاقتصادي (Office of Economic Innovation & Partnership) في جامعة ولاية ديلاوير (University of Delaware)، شراكات مع كلية الهندسة وكلية ليرنر لإدارة الأعمال (Lerner College of Business)؛ لإقامة برامج مع رجال الأعمال المحليين تتعلق بالتقنية، وبراءات الاختراع ، والمنتجات من أجل التطوير التقني، كما يقدم معهد جورجيا للتقنية (Georgia Institute of Technology) التعليم الريادي للوصول إلى المرشدين من ذوي الخبرة، والخبراء والمستثمرين بهدف تبادل الخبرات وتقاسم التعلم.

تاريخياً، كانت التنمية الاقتصادية المحلية مهمة عظيمة للجامعات في البلاد، وشعر العديد من الجامعات الرائدة في أمريكا بمسؤولية قوية من أجل تحسين أحوال المجتمعات المحيطة بها، وفي هذه الأيام، تركز الجامعات بشكل متزايد على الابتكار وروح المبادرة، بوصفهما من أهم العناصر الرئيسة في نمو المجتمعات المحلية ونجاحها، كما تطلب الجامعات من الحكومة الاتحادية أن تُشمل التسويق والتنمية الاقتصادية التي يحركها الابتكار في برامج المنح الخاصة بها، وبالإضافة إلى ذلك، فإن تخطيط التنمية الاقتصادية الإقليمية الآن غالباً ما يبدأ بتقييم لنقاط القوة البحثية للجامعات المحلية، وبدورها تبحث الجامعات عن شركاء لتكملة نقاط القوة والتغلب على نقاط الضعف، من خلال شراكات مع كليات المجتمع ووكالات التنمية الاقتصادية غير الهادفة للربح، وكذلك الحكومات وبعض الجامعات مثل جامعة تولين (Tulane University)، إذ تطلب من طلابها وأعضاء هيئة التدريس فيها ضرورة الإسهام في تنمية المجتمع المحلي من خلال الخدمات والمشاريع. وجامعات أخرى، مثل جامعة ولاية نورث كارولينا، حيث تقوم ببناء مدن جامعية يحركها الابتكار والتي تساعد المدن والمجتمعات المحيطة لكي تزدهر.

والخلاصة فإنه يمكن القول بأنه على مدى السنوات القليلة المقبلة، سوف تقوم الوكالات الاتحادية تحت قيادة المعهد الوطني للمعايير والتقنية (National Institute of Standards and Technology) بوضع خطط لزيادة الجهود في تسويق الأبحاث والتطوير؛ لذا يُعدُّ هذا التقرير جزءاً من جهد كبير قامت به الحكومات الاتحادية؛ لتحسين أنشطة نقل التقنية وتعزيز الشراكات الخارجية، وتمكين المزيد من الدعم الاتحادي الفعَّال لبرامج الجامعات والكليات التي تشجع على الابتكار والتسويق.

الراصد الدولي

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *