التكنولوجيا القابلة للارتداء والسجلات الطبية

الرئيسية » إعلام ورقميات » التكنولوجيا القابلة للارتداء والسجلات الطبية

التكنولوجيا القابلة للارتداء والسجلات الطبية

من الفرضيات الرئيسة التي تحفز شركات السجلات الطبية الإلكترونية مثل: (إيبك-Epic) على توظيف خدمة (هيلث كيت- Healthkit) من شركة أبل، هي أن هذه البيانات ستكون مفيدة سريرياً، ومثرية للمعلومات طبياً. وعلى هذا يمكن للأطباء التوصل إلى المعلومات المتعلقة بالمريض بسهولة أكبر من ذي قبل.

لكن الأمر الآخر، والأقل وضوحاً، هو درجة نجاحنا في تحقيق الطموحات الأكبر فيما يتعلق بالأجهزة القابلة للارتداء، فهل استطاعت هذه الأجهزة مثلاً، تحقيق التوقعات الخاصة بتجزئة المرضى وتصنيفهم ضمن مجموعات فرعية، ذات مغزى سريري أو علمي؟ إن هذه النظرية ملفتة للاهتمام، فمع فرصة مراقبة المرضى بطريقة أكثر شمولية، وتتبع أحوالهم عن كثب، ومتابعة أدق تفاصيل حياتهم، لا بد من اشتقاق بيانات كاملة تمكننا من تحديد المجموعات الفرعية. وبدلاً من تشخيص المرضى بالسكري أو الربو مثلاً، قد يكون من الممكن البحث عن المجموعات الفرعية ذات الاختلافات الواضحة، حيث إن السبب الدفين للمرض قد يكون مختلفاً بشكل دقيق. ومن دون التعرف إلى السبب الرئيس، فإن المجموعات الفرعية التي تم تحديدها من خلال التكنولوجيا القابلة للارتداء، قد تنتفع من أساليب العلاج المختلفة.

وقد تكون البيانات المستقاة من هذه التكنولوجيا ذات قيمة كبيرة، فيما يتعلق بنواحٍ طبية معينة، لتساعد بالتالي على تحديد المرضى المناسبين لتلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب. وتبدو هذه النظرية ملفتة للنظر أيضاً، عندما يتم دمج البيانات الظاهرية مع المعلومات الجينية المفصلة.

إلا أنه لا دليل على أن الأجهزة القابلة للارتداء، قد قدمت كمية كافية من البيانات التي من شأنها الإسهام في تصنيف المرضى بشكل ملحوظ، لكن هذا وحده ليس كافياً للحكم على فشلها، فالوقت ما زال مبكرا لاستخلاص النتائج القطعية. وفي أفضل الاحوال، يمكن إيجاد دراسات مجدية وواعدة وبيانات أولية عن هذا الأمر.

كما يمكن استخدام الدراسات المنطقية التي تبرهن على أن الجهاز القابل للارتداء، يمكن استخدامه بشكل أكثر فعالية مقارنة بالأساليب التقليدية، لتحديد المجموعات الفرعية ذات العلاقة بطريقة مؤثرة على مستوى الرعاية السريرية، أو تعمل على تمييز هذه المجموعات التي يمكن استخدامها كأساس للتحليل الجزيئي العميق.

فإذا لم تكن هذه البيانات موجودة فعلاً، فإن السبب في ذلك يعود إلى أن الصحة الرقمية حديثة نسبياً، وتستغرق وقتاً طويلاً لتنفيذ بياناتها ونشرها وتحليلها. وقد يكون السبب في ذلك أيضاً، هو أن العديد من الأجيال الأولى للأجهزة القابلة للارتداء، لم ترقَ إلى مستوى المهمة المنوطة بها. إلا أن الأجيال المقبلة قد تنجح في هذه المهمة بحكم التطورات المستمرة في هذا المجال.

فوربس

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *