التحضير للجامعة الرقمية: استعراض التاريخ والوضع الحالي للتعلم عن بعد والمختلط.. وعبر الإنترنت

الرئيسية » تربية وتكوين » التحضير للجامعة الرقمية: استعراض التاريخ والوضع الحالي للتعلم عن بعد والمختلط.. وعبر الإنترنت

التحضير للجامعة الرقمية: استعراض التاريخ والوضع الحالي للتعلم عن بعد والمختلط.. وعبر الإنترنت

يتناول هذا البحث خلاصة استعراض وتحليل لدراسات عديدة، تناولت المقارنة بين التعليم التقليدي في الفصول الدراسية والتعليم عن بعد والتعليم عبر الإنترنت، بالإضافة إلى التعليم المختلط الذي يجمع بين التعليم عن بعد والتعليم التقليدي؛ وذلك بهدف تسليط الضوء على أهمية استخدام التقنية الرقمية في دعم عملية التعلم في العصر الحديث، واستخدام نتائج البحث في إعداد دراسة شاملة لتأسيس ما يسمى بالجامعة الرقمية.

يناقش البحث، الذي صدر تحت عنوان (التحضير للجامعة الرقمية: استعراض التاريخ والوضع الحالي للتعلم عن بعد والمختلط وعبر الإنترنت)، أهمية الدور الذي سوف تؤديه التقنية الرقمية في جامعات الغد، التي يجب أن تدعم عملية التعلم لتلبية احتياجات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في العصر الرقمي، بوصف أن الانتقال إلى التعليم الرقمي يقدم فرصًا للجامعات للوصول إلى عدد أكبر من الطلاب وزيادة جودة التعليم، في الوقت الذي يوفر خيارات عديدة للطلاب أيضًا.

وقال البحث الذي صدر في فبراير 2015م، في مقدمة مختصرة، إن عام 2012 وصف بأنه عام دورات التعليم المفتوح عبر الإنترنت، وفي ذلك العام استٌخدم مصطلح (MOOC)؛ وهو يعني (التعليم المكثف عبر الإنترنت)؛ وذلك لأن الدورات التي قدمت للتعليم عبر الإنترنت في ذلك الوقت كانت آخذة في التزايد بشكل كبير، بينما كان البحث في هذا المجال متأخرًا بنسبة كبيرة، وهي إشارة إلى أن هذا العام يعدُّ محوريًّا في الانتباه لأهمية التقنية الرقمية في التعليم.

ومن أجل ذلك السبب، قرررت مؤسسة “بيل أند ميليندا غيتس” المهتمة بالتعليم والصحة عبر العالم، دعم تطوير البحث في مجال التعلم عبر الإنترنت (MOOC ) وتسهيله؛ وذلك لاختبار الإمكانات المتاحة لهذا التطور الجديد في عالم التعليم عن بعد، وأطلقت مبادرة البحث الرئيس أو ( MRI) في جامعة أثاباسكا، التي لها باع طويل وخبرة كبيرة في مجال التعليم عن بعد؛ لتكون مقرًّا رئيسًا لإجراء البحث، ومن ثم الحصول على المنحة مع جامعات أخرى.

وقال معدو البحث إنه واحد من سلسلة من التقارير التي تصف التطورات التاريخية والوضع الحالي للتعليم عن بعد والتعلم عبر الإنترنت، والتعلم المختلط. ومع نية تشكيل مستقبل البحث والممارسة في هذا التخصص الناشئ للتعليم الرقمي، فإن الجزء من البحث يركز على تاريخ التعليم عن بعد وحالته، وفهم مجموعة كبيرة من البحوث التجريبية والبحوث الثانوية المتعلقة بهذا المجال.

وأضافوا أنه تم إجراء بحث إلى الدراسات المتاحة في العديد من المكتبات الرقمية على الإنترنت، ومحركات البحث عبر محرك البحث العملاق “جوجل”، بالإضافة إلى أكثر من عشر مجلات أكاديمية ذات صلة بالتعليم الرقمي والتعليم عن بعد. وحدد البحث 339 دراسة في مجالات التعليم عن بعد والتعلم عبر الإنترنت، والتعلم المختلط. ومن بين هؤلاء، تم اختيار 37 دراسة حول بحوث وأشكال ممارسة التعليم عن بعد، تتفق مع معايير التقرير.

واستنادًا إلى تحليل هذه المصادر، ظهرت ثلاثة محاور رئيسة لدراسة الجزء الأول من البحث الخاص بالتعليم عن بعد وهي:(المقارنة بين التعليم عن بعد والتدريس في الفصول الدراسية التقليدية)، (تحديد العوامل المهمة لإنجاز التعليم عن بعد)، (العوامل المؤسسية لتبني التعليم عن بعد).

وأشارت نتائح البحث إلى أن التعليم عن بعد، إذا تم التخطيط السليم له، وتم تصميمه بشكل ملائم، وبدعم من المزج المناسب بين التقنية وأصول التدريس، يكون في بعض الحالات أكثر فاعلية من التعليم التقليدي داخل الفصول الدراسية وجهًا لوجه. ويسلط ذلك الضوء على أهمية التصميم القائم على التعليمات والدور النشط للمؤسسات؛ لأداء دور في توفير هياكل الدعم للمعلمين والمتعلمين على حد سواء في التعليم عن بعد، وكذلك دراسة وتحليل الآثار المترتبة على البحث والممارسة في المستقبل.

وفي محاولة لإيجاد تعريف شامل لمفهوم التعليم عن بعد، ذكر البحث أن هذا التعريف يتغير من وقت لآخر، لكن الفرضية الرئيسة للتعريف تبقى واحدة، وهي أنه ذلك التعليم الذي يكون فيه انفصال مكاني، أو زماني، أو كلاهما بين الطلاب والمعلمين لمعظم أو كل فترة التعليم والتدريس. ويرجع التعريف المتعلق بالمسافة إلى منتصف القرن التاسع عشر، ولكن التحول العالمي نحو المعرفة القائمة على العمل المستمر خلال الخمسين عامًا الماضية، جعلت من التعليم عن بعد حاجة ملحة هذه الأيام. وقد وضع التدفق السريع للمعلومات، وتضاؤل المعرفة، بالإضافة إلى الحداثة التي صبغت المجتمعات، مطالب كثيرة للموظفين والعمال للتعليم المستمر وتدعيم معرفتهم وثقلها.

وتغير تعريف التعليم عن بعد ونطاقه أيضًا؛ بسبب ظهور أشكال جديدة من التقنية التعليمية المتقدمة. ومن بين العديد من التعريفات للتعليم عن بعد، يوجد واحد من التعريفات الأكثر شهرة واستخدامًا، ذلك الذي قدمه العالمان مور وكيرسلي عام 2004 (Moore and Kearsley 2004)، وقالا فيه إنه تعليم مخطط، يحدث عادة في مكان مختلف عن مكان المعلم، ويتطلب الاتصال من خلال تقنيات متقدمة وعميقة، وكذلك من خلال تعليمات منظمة.

ونظرًا لهذه الحاجة الملحة إلى تجاوز المسافة المادية بين الطلاب والمعلمين، كان التعليم عن بعد دائمًا يعتمد بشكل كبير على الحالة الراهنة للتنمية التقنية، وفقًا لتعريف للباحثين (اندرسون ودرون، 2010)، أو (Anderson & Dron, 2010.

وتحت عنوان: الغرض من البحث، قال الباحثون الذين شاركوا فيه، إنه بالنظر إلى مجموعة كبيرة من البحوث التربوية التي أٌجريت على مدى السنوات الأربعين الماضية، فإن هناك ضرورة ملحة لجمع هذه المعرفة المتراكمة، في شكل قابل للاستعمال لتطوير التعليم الحديث عن بعد، مشيرين إلى أن التعليم عن بعد طريق طويل ويمكن أن يقدم دروسًا مفيدة لتطوير المجال الناشئ المتعلق بالتعليم الرقمي.

وتعدُّ الاستفادة من البحوث التي أجريت منذ فترة طويلة ذات أهمية خاصة للنموذج الجديد من التعليم الرقمي (MOOC) الذي يوصف بأنه ثورة في التعليم، وهو امتداد للتطورات المتواصلة منذ فترة طويلة في مجال التعليم عن بعد. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المؤسسات تحاول ابتكار ممارسات التعلم والتدريس الخاصة بها مثل الفصول الدراسة المختلطة، والتي تعني مزيجًا من التعليم عبر الإنترنت والمشاركة في مناقشات على الإنترنت، مع حضور بعض الفصول التقليدية، وكذلك التعليم النشط الذي يعتمد على التعليم التفاعلي عبر الإنترنت. ومن المهم توفير توليفة موجزة من المعارف ذات الصلة، يمكن استخدامها لتوجيه هذه العمليات من الابتكار.

ويقدم هذا البحث لمحة عامة منتظمة من تحليلات ذات علاقة، واستعراضًا لأدبيات مناهج تستخدم في مجال التعليم عن بعد، في حين يغطي تقريران إضافيان التعلم عبر الإنترنت والتعلم المختلط على التوالي.

وبناءً على ماسبق، يختبر هذا البحث الأبعاد المهمة التي يمكن الاستفادة منها، من خلال تحليل عدد كبير من التقارير العلمية على أشكال مختلفة من التعليم عن بعد ودراستها. وبشكل أكثر تحديدًا، فإن هذا التقرير يركز على الأسئلة البحثية الآتية: ما الحالة الآنية لأبحاث التعليم عن بعد كما يعكسها (meta-analyses)، وهو تحليل التقارير القائم على استخلاص النتائج والمقارنات، بناء على بيانات ومعطيات رياضية؟ ما المواضيع الرئيسة في مجال بحوث التعليم عن بعد؟ واستنادًا إلى (meta-analyses) التحليلات العلمية والاستعراضات للبحوث السابقة، ما المعروف حاليًا عن مجال التعليم عن بعد؟

وفي استعراض تاريخي سريع، قال البحث إن أول محاولة للتعليم عن بعد كانت في القرن الثامن عشر، وتحديدًا عام 1728م، عندما حاول المعلم (Caleb Phillips) من ولاية بوسطن، اقتراح إرسال دروس أسبوعية لمن يعيشون خارج المدينة، مع بعض التعليمات. ثم يرسلها الطلبة مع أداء بعض الواجبات المطلوبة للحصول على درجات وتقييمات.

وانتقل البحث لتأكيد أن تطوير تقنية الحوسبة الرقمية كانت هي الحدث الأكثر أهمية في تاريخ التعليم عن بعد، وأن استخدام موارد الإنترنت مثل البريد الإلكتروني، ونظم إدارة التعلم، والنقاشات على الإنترنت، مثلت بعض التقنيات الأساسية التي تدعم نماذج تفاعلية ومرنة للتعليم عن بعد. ومن أجل توفير تجميع معلومات موثقة علميًّا ودقيقة عن التعليم عن بعد، أجرى فريق البحث مراجعة منهجية لأدبيات أبحاث التعليم عن بعد، والتي تم نشرها من قبل. ومن أجل بناء طريقة ومناهج البحث، قام فريق البحث بالتنقيب عن المقالات العلمية ونتائج المؤتمرات المتخصصة، ورسائل الدكتواره والتقارير المؤسسية المتعلقة بالتعليم عن بعد، بالإضافة إلى المكتبات الرقمية. كما تم استخدام محركات البحث على الإنترنت، ومنها محرك البحث العملاق “جوجل”؛ وذلك من أجل تغطية كل البحوث السابقة، وتم الاهتمام بكل الدرسات بغض النظر عن تاريخ نشرها.

وفي الجزء المتعلق باستعراض الدراسات التي تم تحليلها واستخلاص النتائج منها، فيما يتعلق بالتعليم عن بعد، أوضح البحث أنه استعرض 37 دراسة، كما استعرض 30 مقالًا أكاديميًّا وخمس ورقات بحثية ورسالتي دكتوراه؛ من أجل اختبار الجزء الأول من البحث المتعلق بالتعليم عن بعد فقط.

وقارن البحث بين فاعلية التعليم عن بعد والتدريس التقليدي في الفصول، وبين أنه بعد أن أصبح التعليم عن بعد مقبولًا بشكر أكبر، أثار مجتمع البحوث التربوية تساؤلات عديدة حول فاعلية هذا النوع من التعليم، وكيف يقارن بالتدريس في الفصول الدراسية التقليدية. وأشار إلى أن عددًا كبيرًا من الدراسات التجريبية أُجريت من أجل تقديم أدلة وإجابات عن هذه الأسئلة المهمة، المتعلقة بفاعلية التعليم عن بعد، جنبًا إلى جنب مع عدد كبير من المراجعات المنهجية والتحليلات الوصفية التي حاولت تجميع هذا الكم الهائل من الأدلة التجريبية.

واستنادًا إلى نتائج قائمة على تحليل علمي دقيق للعديد من الدراسات التي ذكرت في إطار هذا البحث، فإنه يمكن استنتاج أن التعليم عن بعد هو أكثر فاعلية، أو على الأقل له فاعلية التدريس في الفصول الدراسية التقليدية نفسها. بينما رأت دراسات أخرى أنها لم تلحظ فرقًا كبيرًا في الفاعلية بين التعليم عن بعد والتعليم التقليدي داخل الفصول الدراسية، ومنهم (Machtmes and Asher 2000). ووفقًا لبعض الدراسات التي تم استعراضها، فإن هناك اتفاقًا عامًّا واعترافًا بإمكانات التعليم عن بعد في مجال التدريب والتعليم وتقديم الخدمات الخاصة بالعاملين في المناطق الريفية، مثل الدراسات التي قام بها (Ludlow and Brannan 1999)، في حين أظهرت دراسات أخرى من التي تم استعراضها أيضًا، مستويات مماثلة من الفاعلية للتعليم عن بعد، لكن تجدر الإشارة إلى أن رضا يزيد قليلًا عن الأساليب التقليدية للتعليم تم ملاحظته في بعض الدراسات، مثل دراسات أجراها الباحثان (Chipps, Brysiewicz, and Mars 2012).

وكشفت نتائج استعراض الدراسات، أن هناك أهمية لاستخدام مؤتمرات الفيديو في التعلم عن بعد في مجال الطب النفسي، على الرغم من أن النتائج تشير إلى أن استخدام مؤتمرات الفيديو في البرامج التعليمية، لا يزال بعيد المنال في دول العالم النامي. وقال معدو البحث إنه في معظم الحالات فإن الوصول إلى وسائل التقنية الحديثة مثل الإنترنت، ينظر إليه على أنه شرط أساس لنجاح التعليم عن بعد، كما تشير العديد من المصادر إلى الحاجة إلى مواد ذات جودة عالية أيضًا لإنجاح عملية التعليم عن بعد. كما أشار مور وكيرسلي (Moore and Kearsley 2004)، إلى أنه بالإضافة إلى الوصول إلى الإنترنت، هناك مشكلة أكبر بكثير، وهي نوعية المواد الإعلامية المنتجة للتوزيع عبر التقنية.

وأظهرت نتائج البحث أن إنتاج مواد تعليمية ذات جودة عالية، يحظى بتقدير كبير من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس؛ لأنه يمكنهم من اختبار أعمق وصقل هيكل الدورة، وأيضًا الحفاظ على جودة التعليمات التي يتبعها الطلاب أو المتدربون.

أما الجزء الثاني من الدراسة فتناول تاريخ التعليم المختلط  وحالته، وهو ذلك النوع من التعليم الذي يجمع بين التعليم عن بعد والتعليم التقليدي في الفصول الدراسية. ويحاول معدو البحث وهم من جامعات عدة، مثل جامعة تكساس وجامعة أرلينجتون وجامعة أدنبرة، وجامعة جنوب أستراليا، التحقق من المكاسب التي تجنى من وراء هذا النوع من التعليم مع التطور التقني. وفي هذا الجزء أيضًا يتم التركيز على الحوار المتعلق بالتعريفات والفوائد التربوية. وأوضح البحث أن هذا النوع من التعليم هو الأكثر شيوعًا في الآونة الأخيرة، وقد ساعد الانتشار الكبير للوسائل التقنية والهواتف الذكية إلى دعمه بشكل كبير. وأشار البحث إلى أنه رغم التعريف البسيط الذي ذكرناه في البداية للتعليم المختلط، إلا أنه لا يزال هذا التعريف مفتوحًا وقابلًا للإضافة. ولكن التعريف الأكثر شيوعًا، هو أن هذا النوع من التعليم يجمع بين التعليم التقليدي وجهًا لوجه في الفصول الدراسية مع التعليم عبر الإنترنت، مستخدمًا وسائل تقنية تعتمد على تعليمات محددة، بينما يكون كل المشاركين في عملية التعليم منفصلين مكانيًّا بعض الوقت.

ويسعى هذا الجزء من البحث إلى تلخيص النقاش بشأن التعريفات المتعلقة بالتعليم المختلط، والفوائد التربوية، وأوجه القصور التي تنشأ في الدراسات الأكاديمية، والتفكير في الاتجاه المستقبلي للتعليم المختلط. وذكر البحث أنه على مدى العقد الماضي، هناك تزايد كبير في استخدام التقنية لدعم التدريب والمحتوى المقدم، سواء في التعليم التقليدي في الفصول الدراسية أو في التعليم عن بعد، وأن التقنية المستخدمة في التعليم يمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات رئيسة وهي: تقنية المعلومات التي تدعم الوصول إلى المعلومات، وتقنية الاتصال التفاعلي التي تساعد على التوسط بين المستخدمين، وتقنيات البرامج الاجتماعية.

وخلص هذا الجزء من البحث إلى أن كل الدراسات المختارة لمناقشة هذا النوع من التعليم، قالت إنه في الحالات التي شارك فيها الطلاب في التعليم المختلط، سواء كان ذلك في دورة على شبكة الإنترنت، ومع مشاركة بقليل من الوقت في تعليم تقليدي إضافي، أو إذا كان الطلاب قد انخرطوا في تعليم تقليدي داخل فصول دراسية، مع المشاركة بعض الوقت في التعليم عبر الإنترنت، كان الإنجاز الأكاديمي للطالب أعلى من الطلاب الذين شاركوا في التعليم عن بعد عبر الإنترنت فقط، أو في فصول دراسية تقليدية فقط.

أما الجزء الثالث من الدراسة، فقد تناول التعليم عبر الإنترنت؛ من أجل توفير مبادئ توجيهية لمزيد من البحث والممارسة. وتناول هذا الجزء مراجعة منهجية لاثنتين وثلاثين دراسة تتناول قضايا التعليم والتعلم عبر الإنترنت. وقال معدو البحث إن واحدًا من التحديات التي تواجه البحث في التعلم عبر الإنترنت، يتمثل بعدم وجود تعريف محدد لهذا النمط من التعليم. وأوضحوا أن هناك تنوعًا كبيرًا في المصطلحات المستخدمة لوصف التعلم عبر الإنترنت، وما الأنشطة التي تندرج تمامًا تحت مظلة التعلم عبر الإنترنت؟

وتشمل المصطلحات الأكثر شيوعًا لوصف التعلم عبر الإنترنت: التعلم القائم على شبكة الإنترنت، والتعليم الإلكتروني، والتعلم القائم على الإنترنت، والتعلم عبر الإنترنت، والتعلم عن بعد، والتعلم بواسطة الحاسوب، والتعلم بمساعدة الحاسوب.

وطرح البحث في هذا الجزء سؤالين، حاول الإجابة عنهما من خلال استعراض الدراسات التي تناولت التعليم عبر الإنترنت:

 أولهما: ما المواضيع الرئيسة الناشئة في الدراسات المعاصرة على التعلم عبر الإنترنت؟

 أما السؤال الثاني فكان حول ما حالة البحث والممارسة في التعلم عبر الإنترنت. كما تتجلى من خلال الدراسات الوصفية والنقدية لهذا المنهج في التعليم؟

وفي ختام البحث قال معدوه، إن من أهم المتطلبات المهمة للمزيد من اعتماد التعلم عبر الإنترنت، تطوير دورات مصممة تصميمًا جيدًا مع محتوى تفاعلي من أجل دعم مشاركة الطلاب، والتعاون المنظم بين المشاركين، كذلك المرونة في المواعيد للسماح للطلاب بالتفاعل الإيجابي وفقًا لظروفهم، كم تمكن الأساتذة من الرصد المستمر لتقدم الطلاب، وتوفير ردود فعل من جانب الطلاب حول الدورات، بوصف أن كل هذه المتطلبات والتحديات ضرورية لإنجاح التعليم عبر الإنترنت. ويرى العديد من الباحثين أن دراسات مبدئية حول فاعلية التعليم عبر الإنترنت تكشف عن الدور المحوري للتقنية، وتكشف أيضًا عن الحاجة الكبيرة إلى حوار بين رجال الإعلام ورجال التقنية الرقمية؛ لدعم أوجه القصور في هذا النوع من التعليم. وأضافوا أن التقنيات الرقمية وتطبيقاتها على شبكة الإنترنت، والتعليم المختلط لها تأثير كبير في البحث والممارسة الأكاديمية، مشيرين إلى أن التعليم العالي يتغير بشكل مستمر، وأن هذا التغير هو انتقال من التعليم الذي يتطلب حضورًا جسديًّا إلى التعليم القائم على استخدام التقنية بشكل كبير جدًّا، وأن على الطلاب والمدرسين والقادة، البدء في الاستفادة من الأدوات التي تمكنهم من استغلال هذا النوع من التعليم الواعد.

مجلة الراصد الدولي

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *