تعمل الكثافة السكانية الكبيرة في بعض البلدان على إعاقة النمو. فقد يستقر عدد سكان الهند في غضون خمسين عاماً؛ ولكن لأن عدد السكان في الكيلومتر المربع يعادل مرتين ونصف المرة نظيره في أوروبا الغربية وإحدى عشرة مرة نظيره في الولايات المتحدة، فإن النزاعات على حيازة الأراضي للتنمية الصناعية تخلق حواجز خطيرة تحول دون تحقيق النمو الاقتصادي. في قسم كبير من أفريقي..
لا تمثل الكثافة مشكلة، ولكن في رواندا كانت المنافسة على الأراضي بفِعل الكثافة السكانية المرتفعة والمتزايدة الارتفاع من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى اندلاع حرب الإبادة الجماعية في عام 1994. وبحلول عام 2100 قد تصبح الكثافة السكانية في أوغندا أكثر من ضعف المستوى الحالي في الهند.
إن التحديات الديموغرافية (المتعلقة بالسكان) التي تواجه الاقتصادات المتقدمة ضئيلة بالمقارنة. فزيادة متوسط العمر المتوقع لا تفرض أي تهديد على النمو الاقتصادي أو استدامة نظام معاشات التقاعد ما دام متوسط عمر التقاعد يرتفع وفقاً لذلك. ويعمل الاستقرار السكاني على تخفيف الضغوط المفروضة على الأصول البيئية مثل المناطق الريفية البِكر، والتي يزيد تقدير الناس لها مع زيادة دخولهم.
لا شك أن الانحدار السكاني السريع من شأنه أن يخلق بعض الصعوبات. ولكن إذا كان الكُتَّاب من أمثال إيريك برينجولفسون وأندرو مكافي محقين في اعتقادهم بأن تكنولوجيا المعلومات سوف تخلق فرصاً جديدة للتشغيل الآلي للوظائف..
فإن الانحدار السكاني التدريجي من الممكن أن يساعد في التعويض عن تناقص الطلب على العمل، والذي كان ليعمل لولا ذلك على توليد البطالة و/أو زيادة فجوة التفاوت بين الناس اتساعاً.
الواقع أن زيادة متوسط العمر المتوقع وهبوط معدلات الخصوبة من التطورات الإيجابية إلى حد كبير عندما يتعلق الأمر برفاهة البشر. وكلما كان هبوط معدلات الخصوبة إلى طفلين أو أقل أسرع، كلما كان ذلك أفضل للجنس البشري.
أدير تيرنر: رئيس معهد الفِكر الاقتصادي الجديد – نقلا عن البيان