الاكتئاب..اضطراب نفسي يعاني منه حوالي 350 مليون فرد عبر العالم

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » الاكتئاب..اضطراب نفسي يعاني منه حوالي 350 مليون فرد عبر العالم

الاكتئاب

أصدرت منظمة الصحة العالمية، في احتفاليتها بالذكرى العشرين لليوم العالمي للصحة النفسية، الموافق للعاشر من أكتوبر، بيانا دعت فيه إلى وضع حد لوصم المصابين بالاكتئاب وغيره من الاضطرابات النفسية، وكذا تحسين إتاحة العلاج لجميع من يحتاجون إليه.

وجاء في البيان الصحافي المنشور بموقع المنظمة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب في العالم، يزيد على 350 مليون فرد، باعتباره اضطراب نفسي يمنع الفرد من أداء وظيفته، كما أن الكثير من الأشخاص يعجزون عن الاعتراف بإصابتهم بمرض الاكتئاب، ولا يسعون إلى الحصول على علاج منه، كونه وصمة تلحق بهم.  

وتشير تقديرات المنظمة إلى أن مرض الاكتئاب شائع في جميع مناطق العالم، وهو ما كشفت عنه دراسة حديثة أجريت بدعم من المنظمة، بحيث أفادت أن نسبة المصابين بالاكتئاب في المجتمع خلال العام الماضي بلغت 5 في المائة.

وعن طرق التعامل الناجعة مع هذا المرض، يشير البيان إلى إمكانية العلاج النفسي والاجتماعي إلى جانب أخذ الأدوية، والمشاركة النشطة للمصابين بالاكتئاب والقريبين منهم في علاج هذا المرض، إلا أن هذه الخطوة لا تكتمل إلا إذا تم الاعتراف بالإصابة به والحصول على الدعم اللازم لعلاجه، بحيث أنه كلما كان العلاج مبكراً زادت نجاعته.

وفي هذا الصدد يقول الدكتور شيخار ساكسينا، مدير إدارة الصحة النفسية ومعاقرة مواد الإدمان، إن “لدينا بعض العلاجات الناجعة للغاية من الاكتئاب. ولكن للأسف، فإن عدد الذين يعانون من الاكتئاب ممن يتلقون الرعاية التي يحتاجون إليها يقل عن النصف” ويضيف بأن هذه النسبة تقل في كثير من البلدان عن عشرة في المائة، وهو السبب الذي يقف وراء دعم المنظمة للبلدان في مكافحة الوصم بوصفه نشاطاً رئيسياً لزيادة إتاحة العلاج.”

ومن أجل هذا، تعمل المنظمة على مساعدة الحكومات في إدراج العلاج من الاكتئاب فيما تقدمه من مجموعات خدمات الرعاية الصحية الأساسية. وبفضل برنامج عمل المنظمة بشأن سد الفجوات في مجال الصحة النفسية، يوضح البيان أن العاملين في مجال الصحة بالبلدان المنخفضة الدخل، يتدربون على تشخيص الاضطرابات النفسية وتزويد المصابين بالاكتئاب بما يلزم من رعاية ومساعدة نفسية واجتماعية وأدوية.

ويضيف البيان أن الاكتئاب لا يعني تلك التقلبات العادية في المزاج ، بل هو اضطراب يؤدي إلى الشعور بحزن دائم لمدة أسبوعين أو يزيد ويعطل قدرة أداء الفرد في محل العمل أو المدرسة أو المنزل، أو بتعبير آخر، كما جاء في البيان، هو حصيلة تفاعل معقد بين عوامل اجتماعية ونفسية وأخرى بيولوجية، تربطه علاقة بالصحة البدنية، كون أن أمراض القلب والأوعية الدموية يمكن أن تؤدي مثلاً إلى الإصابة به والعكس بالعكس. ونتيجة لإسهام المواقف المبنية على الثقافة وعدم فهم الحالة بشكل صحيح، غالبا ما يلجأ الفرد إلى الإحجام عن طلب المساعدة في علاج الاكتئاب.

وإضافة إلى ذلك، فإن ظروفاً من قبيل الضغوط الاقتصادية، والبطالة، والكوارث، والصراع يمكن أيضاً أن تزيد من خطورة الإصابة بهذا الاضطراب، الذي يؤدي في أسوأ حالاته إلى الانتحار. ومما يُؤسف له، حسب بيان المنظمة، فإن عدد من يقدم على الانتحار سنوياً يبلغ مليون شخص تقريباً، منهم نسبة كبيرة من المصابين بالاكتئاب، دون إغفال الإشارة إلى  أن هناك امرأة واحدة من بين خمس نساء تصاب بالاكتئاب عقب الولادة.

وللتذكير، فقد خصص الاتحاد العالمي للصحة النفسية اليوم العالمي الخاص بها سنة 1992، وهو اليوم الذي اعتبره البيان فرصة تستفيد منها بلدان ومنظمات كثيرة لرفع مستوى الوعي العام بقضايا الصحة النفسية وتعزيز النقاش المفتوح حول الاضطرابات النفسية، وتوظيف الاستثمارات في خدمات الوقاية منها والترويج لمكافحتها وعلاجها.

فاطمة الزهراء الحاتمي

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *