الاستشراف العلمي والتكنولوجي - 3

الرئيسية » الأعمدة » دراسات استشرافية » الاستشراف العلمي والتكنولوجي – 3

التوقعات العلمية والتخطيط لها

رابعا: مجالات الاستشراف العلمي والتكنولوجي.

إن مجالات الاستشراف العلمي كثيرة ومتعددة، فهناك اهتمام بالجانب النظري المحض مثل الفيزياء النظرية وهناك مجالات تطبيقية مثل الهندسة الوراثية والنانوتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والمعلوميات وعلوم الأعصاب وغير ذلك. ولكن تحديد الأولويات وترتيبها مرتبط بتوجهات كل دولة وكل مؤسسة حكومية وكل شركة ومجال تخصصها. وبالنسبة لميشيل كاكو فإن العلماء يتوقعون انفجارا “لم يسبق له مثيل في النشاط العلمي من الآن وحتى العام 2020. وفي تكنولوجيتين رئيسيتين هما قوة الكمبيوتر وتسلسل الـ”د.ن.أ” سنرى صناعات بأكملها تصعد وتهبط على أساس تطورات علمية أخاذة، ومنذ الخمسينات تطورت قدرة الكومبيوتر بعامل يقارب 10 بلايين. الحقيقة أنه بما أن قدرة الكومبيوتر وتسلسل “د.ن.أ” يتضاعفان مرة كل عامين تقريبا، فيمكن للمرء أن يحتسب الإطار الزمني التقريبي الذي ستحدث خلاله اكتشافات علمية عدة. ويعني هذا أن التنبؤات حول مستقبل الكمبيوتر والتكنولوجيا الحيوية يمكن حسابها كميا بدقة إحصائية معقولة حتى عام 2020″[1].

ويبدو بأن هناك ثلاث ثورات متصلة، فهناك ثورة الكومبيوتر والثورة البيوجزئية وثورة الكم.

1- التوقعات العلمية والتقنية في مجال الحاسوب.

هناك مراكز ومختبرات متعددة في العالم، منها ما هو معروف، ومنها ما هو مجهول، تشتغل على حواسيب المستقبل والتي ستغير نظرة الناس وعلاقتهم بالمحيط الإنساني والطبيعي، وبالطبع فإن الشركات العملاقة في المجال، تخصص أموالا ضخمة للإبداع والابتكار وتخيل نماذج الحاسوب المستقبلي. وهناك اشتغال كبير حول فكرة الحاسوب الخفي. ومن المراكز العلمية المهتمة بهذا المجال، مركز بالو للأبحاث التابع لشركة زيروكس الموجودة في وادي السيليكون. وقد ساهم المركز في ابتكارات كثيرة مرتبطة بالحاسوب. فالقدرة التكنولوجية اليوم، القائمة على إمكانية تصغير الشرائح الدقيقة والتي أصبحت رخيصة، فإنها ستمكن من إدراج الحاسوب الصغير والخفي في جميع مجالات الحياة اليومية. إذ سيكون ممكنا إلصاقها في الجدران والتجهيزات المنزلية والمنازل والسيارات والمجوهرات ويقول مارك فايزر “ستجعل الآلات التي تناسب بيئة الإنسان استخدام الكمبيوتر، عملية ممتعة تشبه التريض في الغابات، بدل أن تجبر الإنسان على دخول عالمها. وسوف تتواصل هذه الآلات المنتشرة مع بعضها البعض. وستتصل آليا بشبكة الانترنيت، وستصبح تدريجيا ذكية ويمكنها أن تتوقع رغباتنا، كما يمكنها عن طريق الاتصال بالانترنيت أن تجلب حكمة الكوكب كله إلينا. “[2] إن هذا الحضور المكثف للحاسوب الخفي في كل شيء وفي كل مكان، يخالف ذلك التصور السائد في أفلام الخيال العلمي، حول حواسيب عملاقة ووحوش مخيفة، فحسب الخبراء ستكون صغيرة وخفية، لذلك أطلق فابرز عبارته “الحوسبة الحاضرة في كل شيء”[3].

إن الانتشار الواسع للحاسوب الخفي في العقود المقبلة، سيجعل الحياة أكثر طرافة، وأكثر تعقيدا للشركات المتنافسة والمتخوفة من المستقبل التكنولوجي القادم.

ويتوقع العلماء والخبراء هبوط مستمر في أسعار شرائح السيليكون، ولذلك سيكون في الطور الثالث للحاسوب، وفرة في المعالجات الدقيقة والصغيرة والرخيصة. كما سيتم تطوير تقنية Excimer Laser وهو نوع غازي من الليزر، له استعمالات عديدة.

وفي هذا التطور الثالث، ستكون الحواسيب قادرة على تحسس حرارة الإنسان وحركاته وفهم إشاراته، وتلقي أوامره بالصوت بكفاءة عالية. وستمكن تقنية الاستشعار عن بعد من تفادي التصادم بين السيارات.

وسيتطور الواقع الافتراضي بشكل كبير وتكون له استعمالات لا حدود لها، وفي استطلاع رأي قامت به مجلة العلوم الأمريكية، حول التطبيقات التكنولوجية التي يعتقد الناس بأنها ستساهم في تغيير حياتهم ومسارات المستقبل، تبين بأن الواقع الافتراضي يحتل المرتبة الثانية، سابقا بذلك تقنية الاندماج النووي والهندسة الوراثية، وتصدر الذكاء الاصطناعي المرتبة الأولى[4]. ومن مزايا الواقع الافتراضي حسب البعض ما يلي:

  • توفير نفقات إنشاء أنظمة حقيقية.
  • محاكاة الأنظمة التي يحول البعد أو الخطورة دون ارتيادها.
  • محاكاة الأنظمة التي تفرض الظروف ضرورة التواجد بداخلها إنشائها فعليا (المباني/ السيارات/ الطائرات).
  • محاكاة الأنظمة التي يصعب التواجد بقربها أو بداخلها وتسخير التفاعل معها لتحطيم فرص تفهم أدائها لوظائفها.
  • محاكاة الأنظمة المعقدة صعبة الإنشاء أو غير المستقرة.
  • الاقتراب الشديد من العوالم الضئيلة (في مستوى الجسيمات) والعظمى (في مستوى الأجرام السماوية) وزيادة تفاعلنا معها عن طريق تمثيلها بنسب وأبعاد محسوبة.
  • تتيح تقنيات الواقع الافتراضي إمكانية جديدة لنشر الثقافة، فإذا كانت وسائل الاتصال السمعية والبصرية، قد حققت الاتصال المكاني وإمكانية (تسجيل) الثقافات المختلفة، فإن تقنيات الواقع الافتراضي تحقق اتصالا من نوع جديد، زمنيا/مكانيا، بالإضافة إلى ما تتضمنه من قدرات تفاعلية، بدلا من الاكتفاء بالتلقي السلبي، قد أصبح ممكنا إحياء أو إعادة عرض ثقافات مغايرة، منفصلة عنا زمانيا ومكانيا، ليس فقط كنصوص، بل كنمط حياة”[5].

ولا يجادل أحد في كون الواقع الافتراضي له إيجابيات مهمة ولكن كذلك سلبيات كثيرة وتداعيات خطيرة على مستوى الوضع النفسي للأفراد، وخصوصا في مجال الألعاب التي تزج العديد في الإدمان “الافتراضي” أو الانفصال عن الواقع والحياة اليومية.

وتطور الواقع الافتراضي مرتبط، بالتطور الحاصل في مجال الحوسبة وتقنياتها[6]. وله استعمالات متعددة في المجالات الطبية والعسكرية وتوقع المناخ وغير ذلك.

والتوقعات العلمية والتكنولوجية المرتبطة بالواقع الافتراضي، تحظى بأهمية كبيرة من طرف مؤسسات حكومية مهمة وكذلك شركات عالمية كبرى، خصوصا المتخصصة في الصناعات العسكرية والطيران وكذلك مختبرات علوم الفلك ومختبرات صناعة الأدوية والأجهزة الطبية…

إن ثورة الكومبيوتر لا حدود لها، فقد اقتحم الحاسوب كل شيء. ومن المجالات التي تعطى أهمية كبيرة في إطار التوقع التكنولوجي والعلمي، هي قضية مستقبل الانترنيت. إذ تنجز الأبحاث الاستشرافية المرتبطة بموضوع الانترنيت، ويتم مطارحة ذلك من أبعاد كثيرة، منها التكنولوجي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والديني والنفسي وغير ذلك. “فجمعية الانترنيت” وهي مؤسسة مهتمة بنقاش مستقبل الانترنيت خلال العشر السنوات المقبلة، وضعت أربعة مشاهد مستقبلية:[7]

  • سيناريو الجسور المتحركة والخنادق.
  • سيناريو الحوض المشترك.
  • سيناريو شيكات البوتيك.
  • سيناريو الحدائق النفوذة.

ومن المعلوم أن الانترنيت أصبح مندمجا مع التلفزيون، وسيتطور تلفاز المستقبل مع اعتماده لتقنية الحاسوب، حيث سيتم تصميم تلفاز تفاعلي متقدم، قادر على تحقيق اختبارات المشاهد وإجراء الاتصال مع المذيعين والشخصيات الإعلامية والتعليق المباشر على البرامج والقيام بالبحث في الانترنيت وتخزين المعطيات وتقديم البرامج المفضلة وجميع المعلومات التي يرغب فيها المشاهد.

فالمشاهد سيكون فاعلا وليس فقط متلقيا و”لقد ظهرت بوادر فهذا التلفزيون التفاعلي عن طريق بعض المشاريع الجديدة وشركات التلفزيون التي تقدم مستوى مختلفا من التفاعلية من اختيار البرامج والشراء وتقديم بعض الطلبات؛ لكنه لم يصل بعد إلى ما وصفنا من توجهات مستقبلية. إن هناك الكثير من التجريب المحاولات في توحيد التقنية وإيجاد الحلول التي تضمن أفضلة أسهل الوسائل. إن جوجل تعد بالكثير، (…) إن تلفزيون جوجل حسب ما يصف قادة المشروع هذا، سيجلب كل ميزات التلفزيون مع كل ميزات ومحتوى الانترنيت معا في آن واحد هو تلفزيون جوجل. سيتمكن المشاهد، بضغطات زر قليلة من جهاز التحكم عن بعد الذي في يده، أن يتجول بين البرامج ويشارك فيها الآخرين ويبحث ويتابع بريده الإلكتروني ويتصفح الانترنيت ويستخدم الفيسبوك وتويتر والبرامج الاجتماعية ويتسلى بالألعاب الإلكترونية، كل ذلك في غرفة المعيشة التي فيها هذا التلفزيون”[8].

ويمكن جرد بعض توقعات الخبراء والعلماء المختصين في تكنولوجيا الحاسوب فيما يلي:

  • حاسوب قادر على تحويل أفكار الدماغ إلى صور إلكترونية وبالتالي مساعدة المرضى والعاجزين عن الحركة على التعبير عن طلباتهم وتشخيص الأمراض وغير ذلك.
  • تطوير تقنية التحكم في الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية عبر الأفكار.
  • الأبحاث تتجه نحو استنطاق الحاسوب.
  • توقع امتلاك الحاسوب لوعي: وهي مرحلة التفرد Singularity.
  • يتوقع بيتر دونين P.Denning، التمكن في سنة 2030 من وضع جميع تقنيات الدماغ في حجم يعادل الدماغ أيضا، وهذا سيجعل الحاسوب قادرا على التفكير بنفسه[9].
  • توقع اقتراب قوة الحاسوب من الوصول إلى القوة القصوى.
  • البروفسور فارمز دوني D.Farmen من وأكسفورد، لا يرى احتمال نهاية قانون مور، وبالتالي فالحواسيب لن تتوقف عن التطور[10].
  • ويقول كاكو “يشعر بعض العلماء أن الاتجاه النهائي للبحث العلمي سيكون دمج الثورات العلمية الثلاث في المستقبل البعيد، فنظرية ستزودنا بترانز ستورات كمية دقيقة أصغر من الخلية العصبية، وستقدم لنا ثورة الكومبيوتر شبكات عصبية بقوة الشبكات الموجودة في المخ، وتمنحنا الثورة البيوجزئية القدرة على استبدال الشبكات العصبية لدماغنا بأخرى مصنعة مما يعطينا شكلا من أشكال الخلود”[11].

2- التوقعات في مجال البيوتكنولوجيا.

من المعلوم أن هناك ثورة عارمة في مجال البيوجزئية الهندسة الوراثية ولذلك فالتوقعات في هذه المجالات جد كثيرة ومتنوعة وغريبة.. فهناك الكثير من البحوث التي تجرى في المختبرات في سرية تامة، لأن الحديث عنها يمكن أن يشكل رجة لا مثيل لها.

 فالتكتم على الدراسات والأبحاث الثورية في مجال الهندسة الوراثية هو السائد. إذ لم يتعرف أحد على أبحاث إدواردز وستبتو الانجليزيان. حينما قاما بتجارب حول الإخصاب خارج الرحم مثلا[12]، إلى أن تم الإعلان عن ذلك وشكل زوبعة إعلامية. ويمكن جرد بعض التوقعات كما يلي:

  • يمكن للتكنولوجيا الحيوية أن تساهم في مشكلة الجوع في العالم، من خلال تطوير الأبحاث الزراعية.
  • دور التقنية في كسر الحواجز بين الأنواع، يمكن نقل جينات من نباتات إلى أخرى لا تتوافق معها جينيا، وكذلك من حيوانات، كما يمكن إنتاج أنواع لها صفات غير موجودة في الطبيعة، هذه الأبحاث جارية ولكن تطبيقاتها المستقبلية لا حصر لها[13].
  • يمكن للتقنية الحيوية زيادة كمية الغذاء التي ينتجها النبات الواحد، فالمعهد القومي الياباني للموارد البيولوجية، تمكن من زيادة الإنتاج 30% من محصول الأرز بعد نقل جينات التمثيل الضوئي من البطاطس إلى الأرز.
  • تقليص فقدان المنتوج بسبب الآفات المرتبطة بالأمراض.
  • مقاومة وتجاوز الظروف البيئية المعيقة لنمو النباتات.
  • تحمل النباتات مبيدات الحشائش.
  • مقاومة النباتات للجفاف والظروف البيئية الصعبة.
  • زيادة نسبة الفيتامينات بشكل مهم في النباتات مثل فيتامين E في منتجات معينة[14].
  • إبطال مفعول الجينات المسببة للحساسية وبالتالي إنتاج منتجات لا تسبب الحساسية. ويقترح L.Val.Giddings نائب رئيس هيئة البيوتكنولوجيا الصناعية أنه يمكن القضاء على الحساسية التي يسببها الغذاء من منظور آخر هو تصميم أجسام مضادة ترتبط مع وتزيل المركب الذي يتكون نتيجة اتحاد أجسام غريبةallergers  مع الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم وتثير الحساسية. يقول Giddings أن هذا النوع من العلاج ربما يكون مقبولا لدى الجمهور أكثر من الأغذية المعدلة وراثيا”[15].
  • يتوقع والتر جيلبرت[16] (حاصل على نوبل) تطور الطب الجزيئي بعد اكتشاف الخريطة الجينية، حيث ستتم عملية إزالة الأمراض، عن طريق المحاكاة بالكومبيوتر  والواقع الافتراضي ومهاجمة الفيروسات والبكتيريا عند نقاط الضعف الجينية المحددة.
  • يمكن أن يحصل كل فرد، حسب جيلبرت في عام 2020 على قرص مدمج يحتوي على تسلسل الـ”د.ن.أ” الخاص به.
  • مع الطب الجزيئي، سيتغير النظام من العلاج إلى الوقاية، أي توفر إمكانية توقع الأمراض الوراثية واعتماد إستراتيجية وقائية منها.
  • توقع ليروى هيرد من جامعة واشنطن القضاء على الأمراض الرئيسية المهددة لسكان أمريكا وذلك خلال عشرين سنة القادمة[17].
  • توقع أندرسول فرينش (وهو أب المعالجة الجينية) تمكن العلماء من توفير معالجة جينية لكل مرض[18].
  • اكتشاف جين السن والقضاء على الشيخوخة[19].
  • توليد طبقات من جلد البشر، للتبديل والترقيع، وتقول ماري بيرك من مركز علوم الأنسجة “نستطيع أن نولد ما يغطي ستة ملاعب كرة قدم من جلدة ختان مولود واحد”[20].
  • يتوقع العلماء ما بين 2020 حتى 2050 إمكانية الحصول على كل عضو في الجسم ما عدا المخ.
  • تطوير صناعة الدم الاصطناعي.
  • يتوقع جاي هرسون مع حلول عام 2030 سنتمكن “من رؤية تفريد للأدوية تبعا لجينوم المريض. وهذه الأدوية ستكون أمنية وفعالة، ولكن ربما تكون أسواقها محددة بسبب الفريد”[21].
  • إمكانية إجراء الفحوص والتحاليل الجينية عبر الانترنيت[22] وتطوير ذلك.
  • توقع العلماء، إجراء الفحوصات الطبية بواسطة الهاتف المحمول[23].
  • صرحت الإدارة الأمريكية[24] (Food and Drug Administration) ، استعمال رقاقات متناهية الحجم متضمنة للتاريخ الطبي للمريض وبياناته الطبية والجينية؛ والرقاقة في حجم حبة أرز، تزرع في ذات الشخص لأغراض طبية وتسمى Verichip تقوم الشركة الأمريكية (Applied Digital Solutions) بصناعتها ولا يمكن تصور الاستعمالات المستقبلية لهذا النوع من الرقاقات التي ستتطور بشكل كبير لأغراض متعددة.
  • فمن وظائفها الطبية يمكن تعقب المريض مثلا بالزهايمر أينما كان. والإطلاع على هذه البيانات مسموح فقط للفريق الطبي. وتستعمل الآن الرقاقة Verichip لتتبع قطيع الغنم والأبقار وغدا سيكون البشر قطيعا كذلك !!
  • إمكانية تحسين النسل والتحكم في جينات الطول والبدانة واللون وغير ذلك.
  • التمكن من رسم خريطة الاتصالات بين خلايا العصبية في الدماغ.
  • توقع إمكانية نقل وتمرير البيانات الرقمية (كالنصوص والأغاني وغير ذلك) مباشرة إلى الأدمغة الإنسانية وذلك في حدود 60 سنة القادمة[25].
  • الحلم باستنساخ البشر.

3- التوقعات في مجال النانوتكنولوجيا.

يقول كاكو[26] بأن فيزياء الكم هي التي ستقدم إجابات حول قضايا متعددة، من شأنها تغير حياة البشرية. وتعتبر تكنولوجيا النانو، ثورة حقيقية لأنها كفيلة بإحداث تحولات عارمة في العالم والحياة اليومية. ويمكن رصد أهم التوقعات فيما يلي:

  • ابتكار نانوكومبيتر قادر على النفاذ إلى الجسم وفي مناطق هامة للقيام بمهام معينة مبرمجة ومن ذلك القضاء على بعض الفيروسات وقتل الخلايا السرطانية والإمداد بالأكسوجين.
  • ابتكار خلايا الدم النانومترية (Respirocytes) وهي خلايا حمراء صناعية تمكن من نقل الاكسوجين.
  • ابتكار الآلات “نانونية” قادرة على تنظيف البيئة بامتصاص الفضلات الخطرة، تنظيف الشرايين وإصلاح الخلايا التالفة.
  • تطور كبير للأدوية الحيوية النانونيةHarobiopharmaceutical .
  • قيام جهاز النانو الصغير (روبوت) بعلاج الجلطات الدموية حيث يقوم الجهاز بإزالة انسداد الجلطة دون اللجوء إلى العملية الجراحية.
  • يتوقع العلماء استعمال النانو في تطوير التطوير الطبي التشخيصي.
  • يتوقع العلماء ابتكار مجموعة من الآلات المتناهية الصغر أو النانونية في التشخيص الطبي والجراحة.
  • استعمال تكنولوجيا النانو في ابتكار مواد صلبة وإسمنت في ابتكار الصلابة للوقاية من الزلازل.
  • ابتكار ملابس للوقاية من البرد والحرارة، بكفاءة عالية جدا.
  • تطوير تكنولوجيا النقش الضوئي.
  • ابتكار ملابس تقيس النبض والتنفس وتنظف نفسها من الأوساخ والروائح.
  • تطوير قطارات الرفع المغناطيسي.
  • تطوير تكنولوجيا التحفيز الضوئي النانوني لمعالجة المياه المستعملة بدلا من الكلور.
  • تصغير الحواسب العملاقة بحجم مكعبات السكر.
  • تطوير السفن الذكية، القادرة على الإبحار بسرعة وأمان وإدراك مختلف المخاطر وتفاديها، لأنها ستكون مزودة بأنظمة ذكية[27].
  • ابتكار تكنولوجيا الاختفاء[28].
  • يقول كاكو: “إن التكنولوجيات التي رسمت خطوطها إلى الآن، قد تتحقق إلى حد بعيد في الفترة من 2020 وحتى 2100، وبعد ذلك التاريخ ربما تأتي تكنولوجيات جديدة لتحل محلها، وربما أكثرها غرابة وتعقيدا هو محرك مضاد المادة”[29].
  • تطوير ابتكار روبوتات بحجم الحشرات تحاكي الحشرات، إذ تمكن بالفعل الباحث كيفن وزملاؤه من جامعة هارفارد من تصنيع ليزر متخصصة، مكنتهم من ابتكار هياكل مركبة صغيرة، تضم أجنحة ميكانيكية وعضلات الطيران وبالتالي بناء ذباب روبوتي يزن 80 ميلجراما[30].
  • استعمال النانوتكنولوجيا لابتكار طاقات بديلة ونظيفة والقدرة على تخزين الطاقة الشمسية بشكل فائق[31].
  • اعتماد المواد النانونية لابتكار الأعضاء البشرية ودعمها[32].
  • تطوير النانوتكنولوجيا للمساهمة في ابتكار صيغ بديلة للطاقة غير ناضبة، ومن ذلك طاقة الاندماج النووي والتي يتوقع البدء في تشغيل وحدة الاندماج النووي في حدود 2025، وكذلك انطلاق وحدة الاندماج التجارية الأولى. وفي سنة 2050، سيتم انتشار وحدات الاندماج التجارية.
  • الاعتماد على الطاقة الشمسية مرتبط بتقنية النانوتكنولوجيا، لتوفير طاقة غير ناضبة ورخيصة.
  • اعتماد النانوتكنولوجيا في بناء المعدات والآلات الخاصة برحلات الفضاء الخارجي، ومن ذلك زيادة قدرة المركبات الفضائية على تحمل درجات الحرارة العالية.

إن التوقعات العلمية والتكنولوجية المرتبطة بمجال النانوتكنولوجيا متعددة ومتباينة، إذ ستحدث تغيرات مهمة في كل المجالات ومن ذلك المجال العسكري[33] ولذلك هناك توجس وتخوف للمستقبليين[34] من المخاطر المحتملة الناتجة عن التطبيق غير الأخلاقي للنانوتكنولوجيا.

د. خالد ميار الإدريسي
رئيس تحرير مجلة مآلات، فصلية محكمة تعنى بالدراسات الاستشرافية

الهوامش:

[1]  – ميشال كاكو، رؤى مستقبلية، مرجع سابق ص: 25.

[2]  – نفسه، ص: 37.

[3]  – نفسه، ص: 38.

[4]  – رجب سعد السيد، الواقع الافتراضي: عالم تصنعه التقنية 11 – 11 – 2006 في موقع ميدل إيست أونلاين

[5] – نفسه.

[6]  – يقول ميشال كاكو.

ستصبح تكنولوجيا الواقع الافتراضي جزءا لا يتجزء من العالم عام 2020. إن الحوسبة المخفية هي، من أحد الوجوه، نقيض الواقع الافتراضي، الذي يحاول إعادة خلق عوالم غير موجودة بدل أن يشدد على العالم الموجود فعلا. ويحاول الواقع الافتراضي أن يخلق عالما ضمن ذاكرة الكومبيوتر عن طريق استخدام النظارات وعصي الألعاب، ليحاكي عملية الانتقال ضمن الزمان والمكان، ولكن الكمبيوتر المخفي العالم الموجود بشكل لانهائي عن طريق وضع الذكاء في الأجسام غير الحية، التي تحيط بنا، فإن الواقع الافتراضي على النقيض من ذلك يضعنا داخل الكومبيوتر.

وعلى الرغم من أن الواقع الافتراضي Virtual Reality لا يزال بدائيا اليوم، فإن عيوبه الفنية ستختفي مع الزمن، وسيستبدل أطقم الملابس وأجهزة استشعار المجال الكهربائي التي ستحس بموقع كل جزء من جسمنا في الأبعاد الثلاثة، بعصي اللعب البدائية، كما ستستبدل النظارات بشاشات البلورات السائلة LCD خفيفة الوزن، وسوف تحل أجهزة الاستقبال المربوطة مباشرة مع الانترنيت، إن الواقع الافتراضي أداة عملية قوية، كما أنه يساعد في التدريب وهو مصدر للتسلية، يخلق نوعا جديدا من العلم يدعى “العلم السبراني” الذي يعطينا القدرة على محاكاة أنظمة فيزيائية معقدة مثل: الثقوب السوداء والنجوم المتفجرة والمناخ وسطوح الطائرات النفاثة الأسرع من الصوت.

(…) لقد أصبحت محاكاة الكمبيوتر دقيقة جدا، بحيث إن حقولا بأكملها أصبحت تعتمد بشكل حاسم عليها، وستؤثر هذه بدورها في تطوير تكنولوجيات تقدر قيمتها بعدة ملايين من الدولارات. وفي مجالات عدة، فإن أجهزة الكمبيوتر هي الطريقة (الوحيدة) لحل مثل هذه المعادلات التفاضلية وفيما يلي القليل فقط من الأشياء، التي يمكن دراستها بشكل أفضل بواسطة علم السبرانية:

– الأجسام الغريبة في الفضاء

تعتمد على أجهزة الكمبيوتر في تحليل النجوم الملتهبة والنجوم النيوقرونية والثقوب السوداء، ويقول روس فرايكسيل، ومن وكالة الفضاء والطيران الأمريكية ناسا “إن المحاكاة بالكومبيوتر هي أملنا الوحيد في تحويل علم الفلك إلى علم تجريبي”.

– كشف تركيب البروتين.

عندما لا تتمكن من تحويل البروتين إلى بلورات لا يمكننا أن تستخدم التصوير بأشعة إكس لتحديد بنيته، ويضطر العلماء عند ذلك إلى استخدام المعادلات المعقدة، التي تحدد بنية أو تركيب هذه البروتينات إلا باستخدام الكمبيوتر، وقد تكون الحواسيب هي الطريقة الوحيدة الممكنة لحساب بنسبة أو تركيب هذه البروتينات إلا باستخدام الكمبيوتر، وقد تكون الحواسب هي الطريقة الوحيدة الممكنة لحساب بنسبة فئة كبيرة من البروتينات، وبالتالي معرفة خواصها.

– الديناميكا الهوائية.

من الممكن محاكاة تدفق الهواء حول كل شيء من السيارات إلى الطائرات النفاثة فوق الصوتية بواسطة الكومبيوتر، وقد يكون هذا هو السبيل لجعل استخدام الطائرات الأسرع من الصوت في الرحلات الجوية رخيصا في المستقبل.

– ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأجهزة الكومبيوتر هي الوسيلة الوحيدة لدينا في الوقت الحالي لنقرر إذا كان من المحتمل ان يسبب تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي (والناجم عن حرق الوقود الأحفوري) ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى تسخن الأرض، وإذا ما أصبح تسخن الأرض حقيقة واقعة في أوائل القرن الحادي والعشرين، واضطرب المناخ نتيجة لذلك، فإن اقتصاد العالم بكامله يستأثر سلبا نتيجة ذلك.

– اختيار المواد.

يمكن حساب الإجهاد والشد للمواد الصناعية بشكل أفضل باستخدام الكمبيوتر مما يؤدي إلى توفير ملايين الدولارات في اختبارات غير ضرورية.

– أنظر ميشال كاكو: رؤى مستقبلية، ص: 57 – 58 – 59.

[7]  – تأسست الجمعية سنة 1992، أنظر موقع الجمعية  www.internetsociety.org

[8]  – أنظر مادة مستقبل الانترنيت في موقع ويكيلوجيا www.wikilogia.net

سنخصص دراسة مستقلة حول مستقبل الانترنيت لاحقا، وسنفصل الحديث من مختلف المشاهد المستقبلية التي تصاغ حول الانترنيت.

[9]  – فاضل التركي: مستقبل التلفزيون. مجلة القافلة عدد 47 . 2010 من موقع دروب www.dorob.com

[10]  – أنظر مدونة العالم الغريب. www.weirdsc.com

[11]  – نفسه.

[12]  – ميشال كاكو: رؤى مستقبلية ص: 155.

[13]  – د. عبد الحسن صالح: التنبؤ العلمي، مرجع سابق، ص: 66.

[14]  – مسعد مسعد شتيوي: التطبيقات الحديثة للبيوتكنولوجيا. في الزراعة. مجلة أسيوط للدراسات البيئية ، العدد: 30 يناير 2006 أنظر الموقع.

[15]  – نفسه.

[16]  – نفسه.

[17]  – ميشال كاكو، رؤى مستقبلية ص: 187.

[18]  – نفسه، ص: 211.

[19] – يقول كاكو: “إلى الآن، لم يقترب أحد من عزل جينات السن عند البشر، هذا إذا كانت موجودة أصلا. ولكن مايكل وسيت – وهو عالم بيولوجيا جزيئية في مركز ماساشوستش الطبي التابع لجامعة تكساس في دالاس – يدعى أنه قام بخطوة أولى مباشرة لفصل “جينات الموت” Mortalitygenes في خلايا الإنسان، التي تتحكم في عملية الشيخوخة في خلايا الجلد والرئتين وأوعية الدم. ولهذه الجينات تأثير قوي جدا، بحيث إنه أطلق عليها M-1 وM-2، ويتنبأ ويست “بأننا سنقوم في السنوات القليلة القادمة بتوصيف الجينات التي تضبط شيخوخة الخلايا كاملا. وبعد ذلك سنرى تطبيقا هجوميا لهذا الفهم لأمراض تتعلق بالسن مثل مرض التصلب العضوي والشريان التاجي وشيخوخة الدماغ وأمراض أخرى مثل الإلتهاب العظمي وشيخوخة الجلد” (ص: 277).

[20]  – نفسه، ص: 282.

[21]  – جاي هرسون: مستقبل الابتكار في الصناعات الصيدلانية ضمن واغنر (تحرير) الاستشراف والابتكار والإستراتيجية مرجع سابق، ص: 565.

وينتهي هرسون إلى الخلاصة التالية: “سترى السنون الخمس والثلاثون القادمة ابتكارات متزايدة في حقل التطوير الدوائي من خلال السوق والتشريعات. وسيقودنا هذا الابتكار في النهاية إلى قواعد بيولوجية لا نتمكن اليوم حتى من تصورها. وستمكننا هذه الأسس أو القواعد من تصميم الأدوية بدرجة دقة تصميم الطائرات أو الجسور نفسها. وستؤدي بنا هذه الابتكارات مثل الطائرات النفاثة ومعابر الأنهار إلى حيث نريد بسرعة أكثر من أي بدائل (ص: 566).

[22] – أنظر مجموعة من الدراسات في موقع مجلة Futuribles :

-Ricroch, Agris : « Les tests génétiques sur Internet » Futuribles, n° 30, Février 2010

لقد بدأت مجموعة من الشركات إجراء تحليلات جينية للزبناء مقابل 199 دولار تقريبا. وهذه التحليلات ليست تشخيصات طبية. فالمختبرات تقوم بتحليل الجينيات لإخبار المعني بالأمر الأمراض الوراثية المحتملة لديه مثلا، وهناك نقاش أخلاقي اليوم حول هذه الممارسات لتداعياتها المحتملة على نفسية الزبناء وهناك مطالبة بوضع تشريع دولي يحدد القواعد القانونية إجراء هذه التحاليل واحتواء عواقبها القانونية والنفسية.

[23] – أحمد محمد حسن: العلماء يقرأون المستقبل. العربي العلمي. عدد 15. مارس 2013: 34 – 35.

[24] – أنظر موقع أسياد العالم: (www.syti.net) وكذلك موقع الشركة  – www.applied-ds.com

وكذلك موقع حول Verichip – www.positivedcorp.com – L’encyclopédie du Savoir relatif et Absolu online

www.esraonline.com

وللتوسع حول الموضوع أنظر كذلك الكتاب المهم:

– Pat Necerato : « The shocking Truth about the Verichip… and How it may quickly change life as you know it » 2004. www.thveirichip.com

[25] – أحمد محمد حسن، مرجع سابق، ص: 35.

[26] – يقول كاكو: فيزياء الكم هي المسؤولة عن إطلاق ثورة “الـ د.ن.أ” والثورة اليوجزئية في الخمسينات، وبإدخال ماسحات الأشعة المقطعية والبوزيترن وغيرها ساعدت فيزياء الكم على تغيير طريقة إجراء البحث الطبي في التسعينات، وقد أعطتنا أيضا الترانزستورد الليزر اللذين يدلا بعمق طبيعة التجارة والعمل والتسلية والعلم. إن الانتقال السلس إلى عام 2020، حيث تتضاعف قدرة الكومبيوتر وسلسلة الـ”د.ن.أ” مرة كل عامين تقريبا، ممكن بسبب تكنولوجيا وفرتها نظرية الكم (الكوانتم) ولكن فيزياء الكم لم تراوح مكانها في العقود الأربعة الماضية، لقد حصل تطور مهم في نواح عديدة سوف تقدر منحى القرن الحادي والعشرين (كاكو، ص: 342).

[27]  – للتوسع في مجال الطب النانوني يمكن الرجوع إلى مجلة Nanomedcine، أنظر موقع طب المستقبل: ww.futuremedicine.com

[28]  – للتوسع أنظر: إيمان محمد: السفن الذكية.العربي العلمي مرجع سابق، ص: 8 – 10.

[29]  –  ياسر علي: الاختفاء “مشكلات التطبيق العلمي وحلولها المقترحة، العربي العلمي، مرجع سابق، ص: 28 – 29

[30]  –  كاكو: رؤى مستقبلية، ص: 374.

[31]  – أنظر موقع الطبعة العربية لمجلة www.arabicedition.nature.com» : Nature»

[32]  – Pierre le hir : «Le Soleil enfin mis en boite». in Le monde Hors-série, février-Avril 2013 pp – 84 – 85

[33] – Marc Gozian : « Des Nanomatériaux  pour réparer l’homme » in Le monde, op.cit pp 55-58

[34] – La guerre de Demain. Quelles Technologies ? Défense et sécurité international, Hors-série 23, 2012

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *