الأنسجة النانوية.. استخدامات بلا حدود

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » الأنسجة النانوية.. استخدامات بلا حدود

الأنسجة النانوية.. استخدامات بلا حدود

تقدم تقنية النانو -الأكثر تميزا ودهشة- الجديد والمفيد للإنسانية، وآخرها الأنسجة النانونية، وهي إحدى التخصصات المدهشة التي تتعامل مع تصنيع أنسجة خاصة تظهر نوعا من التمويه للوهلة الأولى أشبه بعملية إخفاء بعض أجزاء الجسم بإعادة توجيه الضوء من جانب إلى الجانب الآخر.

فقد نجح العلماء في إنتاج أنسجة معطرة باستخدام الكبسولات النانوية بهدف تعطير الأنسجة المستخدمة في أنواع الأرضيات والثياب والسجاد لتعميمها على جميع أنواع الأنسجة. ويدوم العطر على الأنسجة حتى بعد غسلها خمس مرات، كما تتميز بكونها مضادة للبكتيريا وأن القماش الناتج يكون غير قابل للاشتعال ومقاوما أمام رش المواد المصهورة.

ففي عصر النانو، لا حدود لخيال الإنسان وطموحاته، كما قدمنا سابقا في مقالاتنا المنشورة على شبكة الجزيرة. وقد طور العلماء أليافا مغلفة بجسيمات نانوية من أكسيد الخارصين، وكان هذا هو التحدي الأكثر إثارة في عالم تقنية النانو.

فمن جهة، تعتبر تلك الألياف قاتلة للبكتريا ومضادة للعدوى، وذلك لأن نسبة الإصابة بالأمراض تقل بارتداء الأنسجة النانوية، ومن جهة ثانية تعتبر هذه الأنسجة منظفة ذاتيا يطول عمر استخدامها إلى أقصى مدة ممكنة، بل يمكن تحسين نوعية الأنسجة لملاءمة استخدامها في موسمي الصيف والشتاء على حد سواء.

ولهذا السبب فقد افتتحت مراكز تسوق خاصة بمنتجات تقنية النانو في الولايات المتحدة لتسويق المنتجات الجديدة، ولكسب معرفة وثقافة تكنولوجية إضافية للمجتمع، وللحفاظ على البيئة والمحيط نظيفا خاليا من الملوثات بما يعود بالصحة والخير على سكان المعمورة.

وأظهرت نتيجة فحص هذه الألياف باستخدام أجهزة المطياف الفارق الكبير عن نظيرتها غير المغلفة نانويا، وبهذا نزداد معرفة بأن تقنية النانو هي العلم الذي ينقل الإنسانية من مرحلة القراءة والكتابة والاطلاع إلى مرحلة الدراسة والتطبيق العملي المحض.

البيئة والاقتصاد

تعتبر هذه الأنسجة صديقة للبيئة وتتمتع باستدامة أكثر استخداما وأطول عمرا مقارنة بالمنسوجات التقليدية، كما تتسم بالليونة والمرونة العالية.

ومن صفاتها تغيير لون الملابس بناء على الطلب بحسب الطول الموجي المنعكس عنها، مما يُحدث ثورة في عالم الأنسجة والملابس و”الموضة” العالمية، الأمر الذي يعني مستقبلا إمكانية شراء بدلة واحدة فقط وتغيير لونها عدة مرات في المناسبة الواحدة أو في مناسبات متنوعة مكانيا وزمانيا، بما يعود بالتوفير والاقتصاد على مقتني الملابس المصنوعة من الأنسجة النانوية. كما تفيد هذه التقنية في مجال البناء بما يغير لون ورق الجدران مثلا.

كل هذه الميزات تكسبها صفات جديدة كونها مقاومة للبقع أو السوائل، أو تحمي من الأشعة فوق البنفسجية، أو تمتص الشحنات الكهربائية الساكنة في أجسامنا، والتي تجعل أجسامنا مستعدة لاستقبال صعقات كهربائية عند ملامستنا أي نوع من الأجهزة الكهربائية، إلى جانب قدرتها العالية في توفير الاتصال بشبكة الإنترنت، أو إعادة شحن الأجهزة أو مراقبة الحال الصحية لمرتديها.

كما تتميز الأنسجة النانوية بعدم اختراق الماء لها على الرغم من تمتعها بصفة صحية مهمة، هي خروج عرق الجسم منها.

فقد تمكن فريق بحثي من جامعة زيورخ السويسرية من تطوير أنسجة نانوية طاردة وعازلة للمياه بنسبة 100%، عبر تغليف الألياف المصنوعة من مادة البوليستر بخيوط نانوية من السيليكون، فيتحول الماء إلى كريات كروية دقيقة تنزلق على سطح النسيج ولا تبلغ مادة البوليستر الأصلية.

ويمكن استخدام هذه التقنية في صناعة الأنسجة والبوليمرات مثل القطن والصوف، وفي صناعة الزجاج والمعادن وتغطية سطوح المنازل وعزل السدود والبناء والجسور وكسو أجسام الطائرات.

ملابس ذكية

ومن المنتجات الحديثة، الملابس الطبية الداخلية التي تحوي أنسجتها على أقطابا كهربائية، لمراقبة بيانات ضغط الدم ونبضات قلب مرتديها، وتحليلها، وتحديد ما إذا كانت طبيعية أم خطرة، ودرجة حرارة الجسم ومعدل التنفس، فإذا تمّ رصد أي مشكلات يمكنها استخدام تكنولوجيا لاسلكية للاتصال بالإسعاف واستدعاء خدمات الطوارئ.

إضافة إلى امتياز آخر هو التواصل مع الطبيب المعالج عن طريق ميكروفون داخل القميص، ويمّكن نظام تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية (جي بي أس) الموجود داخل القميص، من استدعاء سيارة الإسعاف إلى موقع المريض إذا تطلب الأمر ذلك.

كما صمم العلماء ملابس ذكية ذات تقنيات عالية تساهم في إنقاذ حياة مرتديها، فمثلا بعض سائقي السيارات أثناء حركة المرور يصابون فجأة بجلطة قلبية ويفقدون وعيهم، وهنا ستقوم هذه الملابس بنقل إشارات إنذار إلى محرك السيارة لإجبارها على الإبطاء والسير على جانب الطريق تلقائيا بشكل لا يضر بقية السائقين ومركباتهم، وبالتالي تنقذ حياة قائد السيارة وغيره.

وسيستفيد كذلك من هذه المنسوجات الذكية رجال الدفاع المدني كطواقم الإطفاء، فهي تستطيع أيضا قياس درجة حرارة البيئة المحيطة، بزرع مجسات ضوئية في أنسجة السترة، لتعطي إشارة ضوئية تدل على وجود خطر حرارة عالية جدا قريبة من رجل الإطفاء، مما يعني أن عليه الابتعاد والتوقف عن مهمته.

الجزيرة

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *