يعتبر البلاستيك، وباتفاق الجميع، العدو رقم واحد للبيئة، كونه يحتاج إلى عقود طويلة ليتحلل، ويتسبب في التلوث البصري والعضوي للبيئة، إضافة إلى أضراره الكبيرة المتمثلة في سد المجاري وقنوات الصرف الصحي وفيضان الشوارع، وخنق الحيوانات، وهذا ما يفسر الحرب التي تشنها دول العالم على هذه المادة.
غير أن ليليا كازانوفا، نائب المدير السابق في برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة والمركز الدولي لتكنولوجيا البيئة (UNEP-IETC) في اليابان، وهي حاليا المدير التنفيذي لمركز الدراسات المتقدمة في الفلبين، وعضو مجلس إدارة جمعية إدارة النفايات الصلبة في الفلبين، ترى عكس ذلك، حينما تعتبر أن المشكلة الأساسية ليست في المادة التي تصنع منها الأكياس أصلاً، ولكن في طريقة إدارة هذه المواد سواء أثناء استخدامها أو التخلص منها.
وترى كازانوفا أن السلوك الخاطئ لأولئك الذين لا يعرفون -أو لا يهتمون- أين ومتى وكيف يجب التخلص من هذه المنتجات هو السبب في الإضرار بالبيئة، وليست المواد المستخدمة، لأن الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل، قادرة هي الأخرى على الإضرار بالبيئة، إضافة إلى الدور الذي تلعبه صناعة البلاستيك الرقيق في اقتصاد بعض الدول، فأستراليا مثلا، قررت الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية الرقيقة المصنعة من البولي اثيلين عالي الكثافة، دون أن تقرر حظرها بسبب الآثار السلبية التي ستترتب على العمالة.
ويتوقف حل المشكلات المرتبطة باستخدام الأكياس البلاستيكية على الإدارة المثلى لاستعمالها، من حيث الخفض وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير، كما الحال بالنسبة للنفايات الصلبة، وليس في حظرها ومنع استخدامها. والمثال على ذلك، هي تلك الأكياس الورقية التي يمكن أن تكون ملوثاً سيئاً للبيئة أكثر من الأكياس البلاستيكية، كونها تحتل تسعة أضعاف المساحة في مقالب القمامة، ويتم التخلص منها بصورة أكثر بطئاً من البلاستيك.
وبحسب الوكالة الأمريكية لحماية البيئة فإن أكياس الورق تولد 70 بالمائة أكثر من ملوثات الهواء و50 مرة أكثر من ملوثات المياه التي تولدها أكياس البلاستيك، حيث يتطلب إنتاجها طاقة تعادل أربعة أضعاف الطاقة التي تحتاجها عملية إنتاج الأكياس البلاستيكية، و85 مرة من الطاقة المخصصة لإعادة التدوير.