أهم 5 توجهات تحكم مستقبل التقنية

الرئيسية » إعلام ورقميات » أهم 5 توجهات تحكم مستقبل التقنية

يتعرض مصطلح “التوجه” للانتقاد الشديد لأنه غالبا ما يعامل معاملة صرعات الموضة. فما إن تتحدث عن توجه معين حتى يبدأ الناس بتخيل أحدث صيحات الأزياء التي ما تلبث أن تصبح طي النسيان بعد أشهر قليلة. غير أن التوجهات تمتاز بأهمية كبيرة، لاسيما تلك التي تكون في طور الإعداد. إذ لو كان بعض الأشخاص على استعداد لإمضاء سنين طوال من أعمارهم وإنفاق ملايين الدولارات في سبيل تحقيق فكرة معينة، فلابد أن فيها ما يوجب الاهتمام.

نحن اليوم على أعتاب حقبة رقمية جديدة تبدأ فيها قدراتنا التقنية بالتفوق على قدراتنا البشرية. فالحواسيب باتت تتخذ عوضا عنا، الكثير من القرارات الهامة، سواء الاقتصادية أو التجارية أو غيرها. ولا شك أنها ستتولى قريبا مهمة قيادة السيارات وتشخيص الأمراض. هنا نتعرف فيما يلي على 5 توجهات تحكم مستقبل التقنية:

1. واجهات دون شاشة لمس

لقد اعتاد جيلنا على فكرة أن الحواسيب آلات نشغلها بأيدينا، وأصبحنا نتعامل بأريحية مع لوحات المفاتيح والفأرة. أما الجيل الصاعد فقد تعلم كتابة الرسائل النصية بلمح البصر. وبالتالي فإن كل حلقة جديدة من المنتجات التقنية تتطلب مهارات جديدة لاستخدامها بكفاءة. لذا نرى أن التوجه الحديث نحو ابتكار واجهات دون شاشة لمس أمر مختلف كليا. فمع الأجهزة المتطورة أمثال كينكت من مايكروسوفت وسيري من أبل ونظارة العرض من غوغل، بدأنا نشعر أن الحواسيب هي التي تحاول التأقلم معنا وليس العكس. لقد أخذت النماذج التقنية الأساسية تحرز التقدم منذ عقود، وبفضل النتائج السريعة، يسعنا التكهن بأن تصبح واجهات التطبيق الحاسوبية أكثر قربا للخصائص البشرية في غضون عقد من الزمن.

2. المحتوى المتفرد:

في ظل اقتراب التقنية شيئا فشيئا من النواحي المحلية والاجتماعية والاتصالات خلال السنوات القليلة الماضية، أصبحت المرحلة الرقمية الجديدة تمتاز بالمنافسة الشديدة بين الشركات الكبرى كمايكروسوفت و(نتفليكس- Netflix) وأمازون وأبل لتقديم نماذج فريدة من الترفيه للمستهلكين. ومن بين الخطط الناشئة: تطوير برامج ذات محتوى متفرد مميز بغرض جذب المشتركين والمحافظة عليهم. وقد حققت (نتفليكس) مؤخرا نجاحا ملحوظا بفضل مسلسلها (بيت من ورق)، أما أمازون ومايكروسوفت فسارعتا إلى الإعلان عن مجموعتهما الجديدة من المحتوى المتفرد عقب ذلك مباشرة.

3. إتساع مجالات استخدام الانترنت

في العقد الماضي، كانت الألعاب متعددة الأطراف عبر الانترنت تحظى بشعبية كبيرة، فقد غدا بإمكان المرء أن يلعب مع الألوف من الأشخاص الآخرين في الزمن الحقيقي بدلا من الحاسوب وحده. الآن، أصبح من المتاح تطبيق العديد من مناحي الحياة عبر الانترنت. فقد نشأت الكثير من الأكاديميات التي تطرح العشرات من الدورات التعليمية مثل تعليم لغات البرمجة الحاسوبية لأي فرد كان، بل إن هناك مؤسسات تقدم دورات مفتوحة على المستوى الجامعي. كما أن الاستخدام الواسع للانترنت وصل إلى عالم السياسة، حيث قام الرئيس أوباما بالتواصل حديثا مع الناخبين العاديين من خلال تطبيق (غوغل هانغ آوتس-  Google Hangouts).

4. شبكة الأشياء

ربما كان التوجه الأكثر انتشارا هو (شبكة الأشياء- Web of Things)، حيث يكون كل شيء نتفاعل معه تقريبا عبارة عن كيان محوسب. ستتفاعل منازلنا وسياراتنا والأشياء في الشوارع مع هواتفنا الذكية ومع بعضها البعض بانسيابية. لكن ما سيحكم هذا التوجه في السنوات المقبلة هو تقنية مكملة تدعى (اتصالات المجال القريب- Near Field Communication)، التي تسمح بتبادل البيانات باتجاهين بوجود أجهزة قريبة ورقاقات طاقة منخفضة للغاية تعمل على حصد الطاقة في المحيط، ما يتيح وضع كيانات محوسبة في كل مكان يمكن تخيله.

5. تسخير الحوسبة الخارقة لمصلحة المستهلك

يتعرض المرء للإحباط عادة حين يتصل بخط خدمة العملاء ويضطر إلى التعامل مع واجهة تطبيق آلية. فمع أن هذه العملية تسير بشكل جيد، إلا أنها تتطلب بعض الجهد. فبعد أن تجبر على إعادة أقوالك بضع مرات، تجد نفسك تشعر بالضيق. وهنا يكمن التحدي العظيم التالي للحوسبة. فيما مضى، اعتدنا الانتظار أمام حواسيبنا المكتبية ريثما تتم معالجة الأوامر ثم الانتظار مجددا لتحميل الصفحات الالكترونية، أما الآن فأصبحنا نعاني مع واجهات اللغة الطبيعية التي لا تعمل بالصورة التي نتمناها .

لذا تتسابق الشركات أمثال آي بي أم ومايكروسوفت وغوغل للجمع بين معالجة اللغة الطبيعية وأنظمة البيانات الضخمة في التقنية السحابية التي يمكننا الوصول إليها في أي مكان. حيث ستكون هذه الأنظمة أكثر معرفة بنا من أعز أصدقائنا ولكنها ستكون أيضا متصلة بشبكة الأشياء وقاعدة المعارف البشرية بأكملها. أولها هو نظام (واطسون- Watson) من آي بي أم والذي تبلغ كلفة بنائه 3 مليون دولارـ لكن هذا السعر سينخفض إلى نحو 30 ألف دولار في غضون 10 أعوام، وسيصبح في متناول أيدي معظم المؤسسات.

غريغ ساتل – Forbes

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *