من المتوقع أن يمثل العام 2013 عام التحدي الأكبر لأمن الإنترنت في الشرق الأوسط، وفقا للرئيس التنفيذي لشركة “آنكورفري”، إحدى الشركات المختصة في مجال الخصوصية والأمن على الإنترنت في العالم.
ويضع ديفيد غورديانيسكي الرئيس التنفيذي لشركة “آنكورفري” الخطوط العريضة لسلسلة من التوقعات لعام 2013، مثل الهجمات الفيروسية التي تلوح في الأفق لتستهدف نظام “آي أو إس” من “أبل”، والنمو غير المسبوق لتهديدات نظام تشغيل الهواتف الذكية “أندرويد”، وازدياد سرقات الهوية، وتراجع مكانة برمجيات مكافحة الفيروسات.
ويعتقد بأن عام 2013 سيشهد زوبعة من التفاعلات عبر الإنترنت في الشرق الأوسط، بدءا من الحوار الشخصي والجدال السياسي وانتهاء بربط المؤسسات والشركات وتمكينها، قائلا إن الحدود بين العالمين الحقيقي والافتراضي أصبحت “مبهمة”، وأضاف: “بما أن الهواتف الذكية صارت في متناول اليد، والحواسيب اللوحية متاحة أمام الجميع، فإن سكان المنطقة سيتواصلون كما لم يحدث من قبل، إذ أصبح استخدام الإنترنت شيئا نقوم به دون وعي، لأنه يمثل الحالة الافتراضية لوجودنا، هذا العام، سوف تتعرض منطقة الشرق الأوسط لأكثر التحديات الأمنية المستدامة متعددة الأوجه على الإنترنت. فالأفراد والشركات الذين يدخلون العام الجديد دون اتخاذ تدابير حماية كافية، أو من دون وعي تام بالقضايا الرئيسية سيكتشفون خطأهم قريبا”.
توقعات غورديانيسكي لعام 2013:
“فيروس طروادة المسمى “فلاش باك” الذي هاجم 400 ألف جهاز ماك في ربيع 2012 كان مجرد استعراض للقوة. ستكون أجهزة آبل، المكتبية واللوحية والهاتفية، والتي كان يعتقد بأنها في مأمن من الفيروسات، عرضة لهجوم فيروسي كبير أشد فتكا من “فلاش باك”. وبطبيعة الحال، فإن الهجوم على الأجهزة إنما يمثل جانبا من جوانب التحدي الأمني لمستخدمي آبل، فهم معرضون أيضا لخطر الاختراقات الأمنية وانتهاك الخصوصية على الإنترنت، علاوة على سرقة كلمة المرور والهوية الإلكترونية، مثل مستخدمي الكمبيوتر الشخصي”.
– “أندرويد” على المحك
“ليس سرا أن مستخدمي أندرويد سيتعرضون لخطر تنزيل تطبيقات خبيثة محتملة، إلا أنه بوجود كثير من المؤسسات التي تدير نظام التشغيل هذا بفضل سهولة استخدامه، فإن عام 2013 سوف يشهد ارتفاع معدلات إصابة الشركات التي تستخدم نظام التشغيل أندرويد بالفيروسات. وسيتعرض ما يقدر بنحو 18 مليون من مستخدمي أندرويد لبرمجيات خبيثة محمولة هذا العام والعام المقبل، وفقا للأرقام الصادرة عن شركة لوك آوت سيكيورتي الأمنية. وإذا لم تقم إدارات تقنية المعلومات بجهود مكثفة لتأمين برمجياتها، فإن العدد الأكبر من هؤلاء الضحايا سيكون من الشركات”.
– سرقة الهوية في ارتفاع مستمر
“تشهد سرقة الهوية ارتفاعا متزايدا في جميع أنحاء العالم، وينبغي أن يتعود الناس على التكيف مع متطلبات حماية البيانات الشخصية المهمة. وفي حين أن أكثر من 120 مليون مستخدم قاموا بتنزيل برمجيات “آنكورفري” لحمايتهم من سرقة الهوية، ما يزال هناك مئات الملايين ممن يقفون في مهب الريح على الإنترنت، ويتركون أنفسهم عرضة للاعتداءات على هوياتهم. ولن يكون عام 2013 عاما سعيدا لمثل هؤلاء”.
– هجمات القراصنة
تعرض كبار اللاعبين في قطاعات التقنية والصيرفة والتقنية، والدفاع، “من “جوجل” إلى “لينكد إن” ومن “لوكهيد مارتن” إلى “سيتي بنك”، للاختراق في عام 2012. ويدل اختراق مات هونان الكاتب في موقع “وايرد” الإخباري الشهير، الذي حظي بتغطية إعلامية مكثفة، على أن أكثر المستخدمين يقظة لا يزالون عرضة لجرائم الفضاء الافتراضي. وبما أن القرصنة التي تعرضت لها “بلاي ستيشن 3” لا تزال تشغل الأذهان، فإن عالم الألعاب سيكون الهدف التالي. وبما أن اللاعبين عرضة للهجوم ومربحون للقراصنة، فإن الذين يسلمون طوعا بيانات بطاقات الائتمان أو “باي بال” يفتحون مسارا مكشوفا لجشع القراصنة الذين سيطمعون بتجاوز الحدود في خطوات أكثر جرأة خلال 2013″.
– تطبيقات تصمد أمام التدقيق
“في خطوة من المرجح أن يكون لها انعكاسات عالمية، تتحقق هيئة التجارة الفيدرالية الأميركية من تطبيقات يعتقد أنها تنتهك الخصوصية، وذلك عن طريق تتبع سلوك الشباب غير الحذرين. ومن شأن هذه الخطوة أن تدفع نحو مبادئ توجيهية أشد صرامة وأكثر شفافية لسياسة الخصوصية. وهذا سينعكس على وسائل الترفيه للأطفال، مثل “ديزني” و”كارتون نتوورك” و”روڤيو”، ويفيد المستهلكين الصغار والكبار. وعلى المستهلكين اتخاذ الحذر لأن الإجراءات الحكومية تستغرق وقتا طويلا، ولهذا يصبح من الضروري اتخاذ خطواتنا الاستباقية الخاصة بنا لحماية أنفسنا وأطفالنا”.
– مراقبة بيئة العمل
“إن الرقابة الصارمة المتزايدة وسياسات الفلترة التي تنتهجها الشركات تؤثر على قدرة العمال على الوصول إلى المواقع الشعبية مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب خلال أداءهم وظائفهم. وهذه الخطوة ستضع الشركات والمؤسسات أمام تحد آخر يتمثل بجلب مزيد من العمال هواتفهم الذكية وحواسيبهم اللوحية إلى مكان العمل”.
– تراجع برامج مكافحة الفيروسات
“مكافحة الفيروسات، وهو مصطلح أصبح مرادفا للأمن على الإنترنت، لن يصبح قادرا على الحماية من التهديدات الإلكترونية التي نواجهها. وفي الماضي، كانت برامج مكافحة الفيروسات توزن بالذهب، لأنها تضمن لنا أمن أجهزتنا، وهذا كاف في حد ذاته. إلا أنه بدخول الحوسبة السحابية علينا من الباب الواسع فإن علينا أن نلقي بهذه الفكرة من النافذة. والآن، فإن تأمين التفاعل عبر الإنترنت والتصفح عبر حلول سحابية أمنية مشفرة يعتبر مطلبا وقائيا أساسيا، وبذلك نقلل من الحاجة لبرامج مكافحة الفيروسات التقليدية”.
– حمايتك أنت لا جهازك
“هناك جيل جديد من الشركات يعمل على تطوير نموذج “لحمايتك”، وهذا يعني أن كل تفاعل تقوم به على جهازك المحمول أو حاسوبك سيخضع للحماية. وحتى وقت قريب كان العالم يفكر في حماية أجهزة الكمبيوتر، وفي عام 2012، أدرك كبار اللاعبين الأمنيين ضرورة حماية الأجهزة المحمولة أيضا. وفي عام 2013 ستركز الحماية عبر الإنترنت على حماية نفاذ المستخدم عبر أي منصة أو جهاز”.
(Forbes)