أنظمة المساعد الصوتي تمنح السائقين مزايا وظيفية أكبر

الرئيسية » إعلام ورقميات » أنظمة المساعد الصوتي تمنح السائقين مزايا وظيفية أكبر

يشهد عالم السيارات تطورات متسارعة للغاية حيث ستصبح الشاشات اللمسية والتحكم في الإيماءات والأزرار العادية قريبا جزءا من الماضي، نظرا إلى أن السيارات في المستقبل ستعتمد على جيل جديد من أنظمة التحكم الصوتي المتطورة. ويعتقد الكثير من الخبراء في مجال التكنولوجيا أن التقنيات الحديثة ستكون الملجأ القادم والأفضل للسائقين لمعرفة كل ما يحيط بهم دون اعتماد الأساليب الكلاسيكية المعروفة من قبل.

وتغزو تطبيقات المساعد الصوتي حاليا عالم السيارات لتعزيز أمان القيادة من خلال التحكم في بعض الوظائف عن طريق الأوامر الصوتية؛ حيث يكفي نطق بعض الكلمات البسيطة لرفع شدة صوت الموسيقى أو الانتقال إلى الأغنية التالية، علاوة على إمكانية ضبط نظام الملاحة وبدء التوجه الملاحي بجملة واحدة.

وتشتمل الهواتف الذكية المزودة بنظام أبل آي.أو.أس على المساعد الصوتي سيري، بينما تتضمن الأجهزة المحمولة المزودة بنظام غوغل أندرويد، المساعد الصوتي غوغل أسيستنت، والذي يعد جزءا من نظام أندرويد أوتو في بعض السيارات. كما تقوم شركة أمازون الأميركية بربط المساعد الصوتي أليكسا الخاص بها في السيارة مع الهاتف الذكي عن طريق محول البلوتوث إيكو أوتو.

وينتشر نظام غوغل أندرويد في سيارات فيات وفيراري وجيب وكرايسلر ودودج وتعتمد الموديلات الحديثة من بي.أم.دبليو وسيات على المساعد الصوتي أمازون أليكسا وتستعمل شركة مرسيدس نظاما خاصا بها أم بكس، والذي يمكنه القيام بالعديد من المهام بواسطة الأمر الصوتي “هاي مرسيدس”.

اتصال فعال بالإنترنت

يلزم توافر اتصال فعال بالإنترنت لتشغيل جميع تطبيقات المساعد الصوتي، ولا يعمل تطبيق أبل سيري وإيكو أوتو إلا مع توافر اتصال إنترنت، أما تطبيق المساعد الصوتي أسيستنت فيمكنه مواصلة العمل حتى مع وجود فجوات قصيرة دون إنترنت. وأوضحت ناتالي تير، من الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أهمية تطبيقات المساعد الصوتي بقولها “تعمل تطبيقات المساعد الرقمي مثل الأنظمة المساعدة؛ حيث إنها تساعد على الحدّ من تشتيت انتباه السائق أثناء القيادة، علاوة على أنها أكثر راحة مقارنة بالاستعمال اليدوي للوظائف”.

ويمكن لقائد السيارة التحكم في الوظائف عن طريق الأوامر الصوتية دون الحاجة إلى النظر إلى الشاشات أو لمس الأزرار. وأضافت الخبيرة الألمانية في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أنه يكفي وجود هاتف ذكي في السيارة، ومن الأفضل أن يتم توصيله بسماعات السيارة عبر تقنية البلوتوث أو بواسطة الكابل.

ومن الأمور المهمة أيضا ضرورة توافر حامل جيد للهاتف الذكي، مع تثبيت هذا الحامل على مقربة من السائق لمنع أي تداخل محتمل وضبط استقبال الأوامر الصوتية بصورة صحيحة.

وتوفر السيارات الحديثة المزودة بنظام أبل كار بلاي أو أندرويد أوتو إمكانية دمج الهاتف الذكي بالسيارة بشكل أقوى، وهذا يعني أنه يمكن استدعاء بعض تطبيقات الهاتف الذكي واستعمالها عبر شاشة السيارة، وهو ما يزيد من سهولة الاستعمال بدرجة كبيرة.

وأكدت الخبيرة الألمانية أن تطبيقات المساعد الصوتي مفيدة لجميع السائقين، كما أنها تنصح باستعمالها في جميع الأحوال، وخاصة أنه يمكن دمجها في السيارات بسرعة فضلا عن تكلفتها المنخفضة. وفي حالة عدم التعرف على الأوامر الصوتية في بعض الأحيان، بسبب ضجيج القيادة، فعندئذ يجب إجراء محاولة ثانية.

وأشارت تير إلى أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال صرف انتباه السائق عن متابعة الطريق بسبب مشكلات استعمال تطبيقات المساعد الصوتي لأن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية تماما، ففي مثل هذه الحالات يجب إنهاء تشغيل المساعد الصوتي لكي يتم التركيز على متابعة حركة المرور بصورة أفضل.

تجربة قبل الشراء

مع المزيد من التعديلات التقنية التي تريد شركات السيارات إجراءها على المركبات، سيكون للكلمة المنطوقة ثقلها في السيارة مستقبلا. وهذا ما يحصل بالفعل داخل مراكز أبحاث شركات صناعة السيارات. ولكن ما يهم بالنسبة للشركات هو استقطاب أكثر ما يمكن من المستهلكين، ومن هذا المنطلق يرى البعض أنه من الضروري أن يقوم المستهلكون أنفسهم بتجربة الأنظمة المختلفة قبل شراء سيارة بها التقنيات الحديثة.

وينصح ميشيل تسايتلير، من أحد المتاجر المتخصصة بمدينة كولن الألمانية، بضرورة تجربة الأنظمة المختلفة قبل شراء نظام المساعد الصوتي في السيارة؛ نظرا لأن ذلك يرتبط بنوع الهاتف الذكي المتوفر ونظام التشغيل، ومن الأمور المهمة أيضا أن يتم تفعيل نظام التحكم بالأوامر الصوتية عن طريق زر، حتى لا يتم استدعاؤه عن طريق الخطأ. وبشكل أساسي يجب إجراء عملية اقتران للهاتف الذكي براديو السيارة، حتى يتمكن السائق من التواصل مع الجهاز عن طريق تجهيزة التحدث الحر، وبدلا من ذلك يمكن لقائد السيارة استعمال تطبيقات المساعد الصوتي عن طريق سماعات الرأس فائقة الجودة.

ولقد أصبح استعمال تطبيقات المساعد الصوتي في السيارات من الأمور الشائعة حاليا، سواء كان ذلك لتشغيل الموسيقى أو بثها عبر خدمات الإنترنت أو تحديد المواعيد في التقويم أو استقبال المكالمات الهاتفية أو تشغيل نظام الملاحة أو وظيفة الملاحظات.

عامل حاسم

تسهل الأوامر الصوتية من التجربة كما يمكن أن تساعد على التركيز على القيادة وتوجيه الانتباه إلى الطريق وحالة المرور ويمكن كذلك استخدام ميزة التعرف على الصوت للتفاعل مع نظام الملاحة في السيارة. ويشير ماركوس فينكلر خبير السيارات بشركة الاستشارات كابجيميني، إلى أن العامل الحاسم في وظائف تطبيقات المساعد الصوتي يتمثل في مدى إمكانية دمج النظام في السيارة وأنظمتها الرقمية.

ويقول الخبير الألماني إنه عند شراء السيارة قد تبدو تطبيقات المساعد الصوتي ذات أهمية ثانوية، ولكن تتضح أهميتها أكثر في استخدامات الحياة اليومية. وغالبا ما يتم استعمال تطبيقات المساعد الرقمي بواسطة الأشخاص، الذين يعتمدون عليها أيضا للتحكم في الأجهزة بالمنزل، وتبعا للشركة المطورة للبرنامج فإن دمج تطبيقات المساعد الصوتي لا يزال في مراحله الأولى.

وتوفر بعض الشركات مجرد عملية اقتران عبر الهاتف الذكي، في حين توفر بعض الشركات الأخرى أنظمة متطورة بالفعل تتيح إمكانية التحكم في وظائف السيارة.

ويؤكد فينكلر أن تطبيقات المساعد الصوتي ستصبح أكثر ذكاء في المستقبل، وبالتالي ستتمكن من القيام بأداء الكثير من المهام، ولكن سيتطلب الأمر دمج هذه الأنظمة في السيارة مع إجراء عمليات المواءمة؛ نظرا لأن الكثيرين يتوقعون نفس أداء التحكم الصوتي في السيارات على غرار الهواتف الذكية.

صحيفة العرب

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *