أمير المومنين يبعث ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة العلامة المرحوم أحمد الغازي الحسيني

الرئيسية » أخبار » أمير المومنين يبعث ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة العلامة المرحوم أحمد الغازي الحسيني

أمير المومنين يبعث ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة العلامة المرحوم أحمد الغازي الحسيني

بعث أمير المومنين  جلالة الملك محمد السادس، برقية تعزية إلى أفراد أسرة العلامة المرحوم أحمد الغازي الحسيني٬ الذي وافته المنية يوم الجمعة بمدينة فاس عن عمر يناهز86  عاما. وأعرب أمير المومنين٬ في هذه البرقية٬ لأفراد أسرة الفقيد ولأهله وذويه٬ ومن خلالهم لجميع العلماء والفقهاء الأماثل بالمملكة٬ ولكافة محبيه ورفاقه وطلبته بجامعة القرويين٬ عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة٬ في هذا الرزء الفادح٬ الذي لا راد لقضاء الله فيه٬ سائلا جلالته الله عز وجل أن يعوضهم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء. واستحضر أمير المومنين٬ “بكل تأثر وتقدير٬ ما كان يتحلى به الفقيد الكبير من خصال العلماء الأجلاء٬ كفاية علمية متميزة في علوم الشريعة٬ وفهما عميقا لمقاصدها٬ وتواضعا ودماثة خلق وطيبوبة نفس٬ وما كان مشهودا له به من غيرة وطنية ودينية صادقة٬ سواء كأستاذ مقتدر حظينا بالدراسة على يديه٬ أو كفقيه متمكن من القيام بالفتوى الشرعية المدعومة بالدليل والبرهان٬ والإرشاد الديني والخطابة بجامع القرويين٬ فكانت له مكانته المتميزة التي لا تعوض في خدمة الدين الإسلامي السمح٬ وترسيخ وحدة المذهب المالكي، وكل ذلك في وفاء مكين لإمارة المؤمنين٬ وإخلاص للعرش العلوي المجيد٬ وتشبث بثوابت الأمة ومقدساتها”.وأضاف أمير المومنين “وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا المصاب الأليم٬ لنبتهل إلى الله تعالى أن يثيب الفقيد الكبير على ما قدم بين يدي ربه من أعمال مبرورة في خدمة دينه ووطنه٬ وأن يتقبله في عداد الصالحين من عباده٬ الذين وعدهم سبحانه وتعالى٬ بسكنى الجنان٬ في ظلال المغفرة والرضوان”.

ويعتبر العالم الغازي الحسيني من كبار علماء المغرب في المجال الفقهي الدقيق، وتمكنه الكثيف في علم الفرائض والتوقيت، بالإضافة إلى عطائه العلمي والمعرفي الغزير، حيث اشتغل أستاذا للأجيال لعقود من الزمن في جامعات عدة.

وكانت الحالة الصحية للعالم العلامة أحمد الغازي الحسيني قد عرفت تدهورا في اليومين الأخيرين، حيث نقل على وجه الاستعجال إلى مصحة الأطلس بمدينة فاس، وقد صليت صلاة الجنازة على الفقيد بجامع القرويين، ليوارى الثرى في مقبرة باب الفتوح.

وقد ولدالشيخ أحمد بن أبي الشتاء الصنهاجي بن الحسن الغازي الحسيني بمدينة فاس حوالي سنة 1924. وهو من أسرة علمية معروفة، فوالده أبو الشتاء من أعلام المغرب المعروفين الذين تتلمذ على يدهم طائفة من العلماء والفقهاء والأدباء.

مسار الفقيد الدراسي والتدريسي والوظيفي:

•  حفظ القرآن الكريم في صغره وبعض المتون العلمية، وتلقى مبادئ العلوم عن والده الشيخ الإمام أبي الشتاء الصنهاجي.

•  التحق بجامعة القرويين فدرس على كثير من علمائها العلوم الشرعية واللغوية وغير ذلك، سنين عديدة، حتى نال شهادة العالمية من القسم الشرعي بنفس الجامعة سنة 1948.

•  أدرج بسلك العلماء المدرسين بالجامعة سنة 1950، وعين في الدرجة الثالثة من نظامها، فدرّس بها مختلف المواد المقررة فيها.

•  التحق بالتدريس في كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1976، بعد أن نال منها شهادة دبلوم الدراسات العليا في الحقوق “قانون خاص”.

•  في سنة 1974 عين خطيبا للجمعة بمسجد تونس بفاس، ثم موقتا بجامع القرويين.

•  عين أستاذا بالمعهد الوطني للدراسات القضائية بالرباط سنة 1976.

•  التحق بالتدريس بكلية الشريعة بجامعة القرويين بفاس، في صف الإجازة سنة 1981،ثم في صف السلك الثالث سنة 1987.

•  تولى التدريس بكلية الحقوق بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس منذ افتتاح الدراسة بها.

•  أستاذ كرسي التوقيت بالقرويين منذ أوائل الثمانينات من القرن الماضي.

•  نال شهادة دكتوراه الدولة في الحقوق “قانون خاص” من كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1994.

•  في أواخر الثمانينات عين عضوا بالمجلس العلمي لمدينة فاس، ثم نائبا عن رئيس المجلس.

•  عين خطيبا للجمعة بجامع القرويين بفاس منذ سنة 1994.

•  تولى الإجابة عن أسئلة “ركن المفتي” بالتلفزة المغربية بالرباط في أوائل الثمانينات من القرن الماضي.

•  كانت له مشاركة بالعضوية تارة، وبالرئاسة تارة أخرى لعدة ندوات علمية بالداخل والخارج (الإمارات العربية المتحدة، الصين الشعبية، فرنسا وألمانيا وغيرها).

•  أشرف على تأطير كثير من الأطروحات بكلية الشريعة بفاس وغيرها.كما أن الشيخ مع كبر سنه لا زال يقيم درسه في الفقه كل يوم اثنين يدرس فيه كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد ،كما أنه يدرس في نفس اليوم علم التوقيت وذلك بجامع القرويين العتيد.

ندب العالم العلامة سيدي أحمد الغازي الحسيني نفسه للتعليم بجامع القرويين ما يفوق ستة عقود من الزمن، وهو فقيه موقت فرضي مبرز.

من جهوده العلمية :

•  تحقيق كتاب “التدريب على تحرير الوثائق العدلية” لوالده الشيخ الإمام أبي الشتاء ابن الحسن الغازي الحسيني (جزآن).

•  تحقيق كتاب “مواهب الخلاق في فقه القضاء” لوالده الشيخ الإمام أبي الشتاء ابن الحسن الغازي الحسيني (جزآن).

•  طوارئ القسمة في الشريعة والقانون (جزآن).

•  طوائف الصناعة التقليدية بمدينة فاس، وأنظمتها المهنية والقانونية.

•  محاضرات في الأحوال الشخصية والميراث.

•  مختصر في علم الفرائض.

•  فقه خطبة الجمعة.

•  شرح بداية المجتهد ونهاية المقتصد للفقيه ابن رشد.

•  تأليف في بيان عمليات الاجتهاد الفقهي.

•  شرح القانون المدني.

•  تآليف أخرى في علم التوقيت والتعديل.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

 

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *