أصوات المسلمين في أوروبا ... هل تغير الخريطة الانتخابية؟

الرئيسية » أخبار » أصوات المسلمين في أوروبا … هل تغير الخريطة الانتخابية؟

أصوات المسلمين في أوروبا ... هل تغير الخريطة الانتخابية؟

قال خبير إسباني في السياسات الأوروبية إن أصوات الجاليات المسلمة المقيمة في البلدان الأوروبية مرشحة لقلب موازين الانتخابات فيها، بسبب تزايد أعدادهم وحصولهم على الحق في التصويت والترشح.

وأوضح سويرين كيرن، عضو مجموعة الدراسات الاستراتيجية في السياسة الأوروبية الموجود مقره بمدريد، إن المسلمين في فرنسا لعبوا دورا رئيسيا وحاسما في إيصال المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند إلى قصر الإليزي، خلفا لليميني نيكولاي ساركوزي، وهو ما دفع الرئيس الفرنسي الجديد إلى التعهد بمراجعة القوانين الانتخابية في البلاد بحيث يصبح لدى المسلمين غير الحاصلين على الجنسية الفرنسية الحق في التصويت في الانتخابات المحلية عام 2014، مما سيشجع أكثر الحزب الاشتراكي”على تقوية نفوذه في السياسة الفرنسية”، حسبما قال كيرن.

ويقدر عدد المسلمين في فرنسا بنحو مليونين، وكان استطلاع للرأي أجرته إحدى مؤسسات سبر الرأي الفرنسية ونشرته يومية”لوفيغارو” قبل أسابيع قد كشف أن 93 في المائة من المسلمين الذين صوتوا منحوا أصواتهم لهولاند بما يقدر بنحو مليون ونصف صوت، بينما لم يصوت لفائدة ساركوزي سوى 7 في المائة منهم.

وحسب هذا الخبير الإسباني فإن المسلمين في فرنسا يشاطرون الاشتراكيين عددا من القواسم المشتركة فيما يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية معا. فعلى صعيد السياسة الداخلية قال كيرن إن الطرفين يتقاسمان نوعا من الرفض غير المعلن اتجاه القيم التقليدية اليهودية ـ المسيحية، مضيفا بأنه على الرغم من الموقف السلبي للمسلمين من علمانية الاشتراكيين الفرنسيين إلا أن غالبية هؤلاء المسلمين يؤيدون بشكل كبير تأكيد الاشتراكيين على التعددية الثقافية، لأن ذلك ـ يضيف كيرن ـ يوفر لهم وسيلة لـ”أسلمة”أوروبا، حسب قوله. أما على الصعيد السياسة الخارجية فقد رأى كيرن أن القواسم المشتركة بين المسلمين والاشتراكيين تتمثل في كراهيتهم جميعا للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

وأوضح الباحث الإسباني أن ظاهرة التصويت الإسلامي لا تقتصر فقط على فرنسا، وأن بلدانا أوروبية أخرى لعبت فيها أصوات المسلمين دورا كبيرا في الحسم. ففي الدانمارك مثلا تمكن رئيس الوزراء الاشتراكي هيل تورنين شميدت من الفوز في الانتخابات التشريعية التي أجريت في شتنبر 2011 بفارق 8500 صوت، وحسب استطلاع للرأي فإن 89 في المائة من المسلمين في الدانمارك قد صوتوا لصالحه أو لصالح الأحزاب الاشتراكية الأخرى. ويقدر عدد المسلمين في الدانمارك بنحو 200 ألف شخص، نصفهم تقريبا لديه الحق في التصويت.

أما في بريطانيا فقد أظهرت دراسة بعنوان”درجات التمايز: الأقليات الإثنية المصوتة والحزب المحافظ” أن 47 في المائة من المسلمين أكدوا بأنهم يؤيدون حزب العمال، بينما قالت نسبة 5 في المائة بأنها مع المحافظين. وكشفت الدراسة أنه خلال انتخابات 2010 لعب الناخبون المسلمون دورا حاسما في 82 دائرة انتخابية.

وفي بلجيكا يمثل المسلمون اليوم ربع سكان العاصمة بروكسيل التي يعيش فيها نصف المسلمين الموجودين في البلاد، بحوالي 300 ألف نسمة، مما يجعلها العاصمة الأكثر إسلامية في أوروبا. ويقول الباحث إن الإسلام في بروكسيل يحرك الناس أكثر مما تفعل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، ويؤكد الخبراء في علم السكان بأن المسلمين سيتجاوزون نصف عدد سكان العاصمة في أفق سنة 2030.

وفي إسبانيا يسعى الحزب الاشتراكي العمالي إلى تقديم مشروع قانون أمام البرلمان يسمح لأزيد من 500 ألف مغربي بالمشاركة في الانتخابات المحلية في البلاد، ويقول كيرن إنه في حال تم تبني هذا المشروع فإن الاشتراكيين الإسبان سيحكمون قبضتهم على المحليات بمعاونة المسلمين.

إدريس الكنبوري

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *