أصغر كاميرا في العالم توثق حياة الإنسان

الرئيسية » إعلام ورقميات » أصغر كاميرا في العالم توثق حياة الإنسان

في البلدة القديمة في ستوكهولم، يعمل عدد من المهندسين والفنيين في الشركة السويدية الصاعدة (ميموتو- Memoto) على وضع اللمسات الأخيرة على أصغر كاميرا في العالم يمكن للمرء تثبيتها على ملابسه أو ارتداؤها كقلادة كي توثق حياته لحظة بلحظة. فقد قام أوسكار كالمارو، أحد مؤسسي الشركة التقنية، مع رفاقه بابتكار أداة يمكنها أن تساعد الناس على الاحتفاظ بأهم الذكريات التي تمر بهم في حياتهم. تقوم هذه الكاميرا فور تشغيلها بالتقاط صور تلقائية بدقة 5 ميغا بكسل كل ثانيتين، فيما يبلغ سعرها 280 دولارا بالإضافة إلى رسم اشتراك شهري لتوفير مساحة على الخادم الذي ينبغي رفع الصور إليه حال امتلاء الذاكرة.

ومع نهاية كل يوم، يتوقع أن تكون الكاميرا قد التقطت ما معدله ألفي صورة، ومن ثم يتم تحميلها تلقائيا إلى خوادم (ميموتو) على موقع أمازون عند توصيلها بوساطة الـ USB. وفور تحميل الصور، يمكن استعراضها باستخدام تطبيق للهواتف المحمولة. وتحتوي الكاميرا على ذاكرة بسعة 8 غيغابايت، وهي تكفي لتخزين صور لمدة يومين، كما أن بطاريتها تدوم لمدة يومين أيضا.

ورغم أن هذا الابتكار قد لا يلقى الترحيب عند البعض لأسباب تتعلق بانتهاك الخصوصية والتلصص على الآخرين، إلا أنه استطاع بالفعل أن يجذب أنظار الكثير من الشركات. في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نجحت (موميتو) في الحصول على تمويل ضخم لمشروعها فاق 550 ألف دولار، لذا يبذل القائمون على الشركة حاليا قصارى جهدهم لتجهيز الأداة الجديدة بغية طرحها في الأسواق في أسرع وقت ممكن، وذلك بعد أن تم تأجيل هذا الأمر لمدة تزيد عن الشهر حتى مطلع أبريل المقبل بعد أن كان مقررا في أواخر فبراير الحالي.

والسبب في ذلك يعود إلى أن الشركة الموردة قد أخطأت في وضع إحدى الرقاقات في مكانها الصحيح، وبينما يجري تعديل هذا الخلل حاليا، يقوم كالمارو وزملاؤه باختبار المجموعة الأولية من الكاميرات. كما يتوقعون أن تصلهم 20 كاميرا أخرى من شركة التصنيع التايوانية (يومورا- Yomura) خلال الأسبوع المقبل، ثم مائة أخرى في غضون أسابيع قليلة لإجراء المزيد من الاختبارات عليها. بعدئذ، ستصدر النسخ النهائية من الكاميرات والتي تعد بالآلاف كي يتم توزيعها في أنحاء متفرقة من دول العالم. وفيما يتعلق بنتائج الاختبارات، يقول كالمارو إنه قد تفاجأ من سهولة تأقلمه مع ارتداء هذه الكاميرا طوال اليوم، مؤكدا على أن هذا الشعور قد انتاب أشخاص آخرين أيضا حيث سرعان ما تناسوا وجود هذه الكاميرا على أيديهم أو ملابسهم.

وتقول شركة (ميموتو) إن أهمية هذه الكاميرا تكمن في أنها توثق للحظات قد لا يتنبأ الإنسان بحدوثها مثل الالتقاء بشريك المستقبل أو رؤية أحد الأحباب قبل وفاته. كما تشير الشركة إلى وجود مزايا عملية أخرى للكاميرا كأن يتنبه الشخص إلى وجود أشياء معينة في المنزل أو العمل أو أي مكان آخر عند مطالعته للصور في آخر النهار، وهو ما قد يعجز عن ملاحظته بعينه المجردة بادئ الأمر.

وعند سؤاله عن أصل فكرة هذه الكاميرا، أجاب مارتن كالستروم، المؤسس الأول لـ (ميموتو)، بأنه كان يحاول قبل عدة سنوات أن يؤرخ لما يمر به من مواقف عبر الاستعانة بكاميرا عادية ودفتر مذكرات لكنه لم يستطع المحافظة دوما على أي منهما. ثم بدأ يبحث عن طريقة تساعده على توثيق كل ما يشهده في حياته تلقائيا ومن هنا جاءت الفكرة.

 بارمي أولسون

(FORBES)

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *