توصلت دراسة حديثة إلى دور المتغير الجيني المتحكم في هرمون “الدوبامين” في تعزيز القدرة على إتقان أداء مهام متعددة في أن واحد.

 درس الباحثون طويلاً العلاقة بين الوظائف الإدراكية والقدرة على أداء مهام متعددة في أن واحد أداءً جيداً، وذهب عدد من علماء الأعصاب الذين يدرسون الدماغ وعلاقتها بالأداء في بيئات العمل المختلفة، إلى أبعد من ذلك، إذ أقدموا على دراسة الصلة بين الجينات ومهارة أداء المهام المتعددة.

 نشر العلماء دراستهم في صحيفة “العوامل البشرية” واستعرضت الآثار التفاعلية لجين COMT وتدريب الكوادر على الفروق الفردية في التحكم في المركبات الجوية بدون قائد.

 وبحسب مجلة “ساينس ديلي”، فإن جين COMT هو من الإنزيمات ناقلة الميثيل التي توجد في جينات البعض.

قائد الدراسة الباحث باراسورامان، أكد وزملاؤه في كلية ميامي للأعمال أن أداء الأشخاص الذين لديهم متغيرات جينية لجين COMT يتميز بالجودة عند القيام بمهمة جوية محاكاة، وفاق أداؤهم أداء الآخرين ممن يفتقدون لهذا المتغير الجيني، وأظهرت الدراسة أن وجود هذا الجين يرفع معدلات “الدوبامين” في قشرة الفص الجبهي PFC التي تسيطر على أداء الوظائف الحيوية المختلفة (مثل الذاكرة، وحل المشكلات، والتفكير) . ووفرة “الدوبامين” في قشرة الفص الجبهي تلعب دوراً حاسماً في جودة الأداء بخاصة عندما يكون شاقاً وملحاً، بحسب الباحثين.

خلال الدراسة فحص الباحثون أداء 99 رجلاً وسيدة تراوحت أعمارهم ما بين 18 و38 عاماً، وقسموا في ثلاث مجموعات بحسب خارطتهم الجينية وحيازتهم للمتغير الجيني COMT، وخلال التجربة أوكلت للمشاركين مهمة التحكم في مركبات جوية بدون طيار ضمن مهام شاقة ومنخفضة هدفت إلى تحطيم الهدف المضاد، ومنع غارات العدو، وتفادي النيران الصديقة أثناء الانشغال باتصال مع أطراف خارجية.

ووجد الباحثون أن مجموعة المشاركين ممن لديهم المتغير الجيني أدوا أداءً باهراً فاق أداء المجموعتين الأخريين.

نتائج هذه الدراسة التي تلقت دعماً من معمل أبحاث الدفاع الجوي، ومن قاعدة رايت باترسون الجوية، تبشر بإمكانية تدريب كوادر بشرية على التحكم في هذا النوع من المركبات . وأكد الباحثون أهمية دور التدريب الذي يجب أن يوائم قدرات المتدرب الإدراكية، وربما تفوق أهميته عوامل أخرى كثيرة.

أشرف مرحلي – جريدة الخليج