يشعر العديد من الأباء والأمهات بالقلق اتجاه تعرض أولادهم لأخطار وتأثيرات مواد مثل مادة الرصاص، والكلوروفورم، وأبخرة البنزين، ومبيدات دي دي تي الحشرية.
وقد صنفت (الوكالة الدولية لأبحاث السرطان – International Agency for Research on Cancer)، التابعة لمنظمة لصحة العالمية، هذه المواد بالإضافة إلى اكثر من 250 عامل على أنها ضمن فئة (2 بي – 2B)، التي قد تحتوي علي عوامل مسببة للسرطان للبشر.
وقد اعتبرت الوكالة المجالات الكهرومغناطيسية للترددات الراديوية ضمن تلك الفئة. ووتعتبر كل من أجهزة الراديو والتلفزيون والميكرويف والأجهزة النقالة، بالإضافة إلى أجهزة الـ (واي فاي – Wi-Fi) من أهم المصادر الرئيسية التي تولد هذه المجالات الكهرومغناطيسية.
ولكن هذه الأجهزة على ما يبدو واضحاً منتشرة في كل مكان ولا يمكننا التخلص من استخدامها وإلغاء تعرضنا وتعرض أطفالنا لمخاطر المجالات الكهرومغناطيسية. ولكننا قد نكون بحاجة للحد من تعرضنا لمخاطرها، حيثما أمكن ذلك.
وقد تطرقت استنتاجات تقرير نشر في (دورية الدراسة المجهرية والتركيب الدقيق – Journal of Microscopy and Ultrastructure)، بعنوان ” أسباب امتصاص الأطفال لكميات أكبر من الموجات الصغرية من الكبار، وعواقبها – Why children absorb more microwave radiation than adults: The consequences)، إلى موضوع الحد من التعرض لهذه الموجات المضرة.
ومن خلال الرجوع إلى تحليلات دراسات أخرى، يزعم الباحثون بأن الأطفال والمراهقين معرضون لخطر كبير من الأجهزة التي تشع الموجات الصغرية وبأن عرضة الكبار والبالغين لهذه الموجات أقل من الأطفال.
وقد قدم التقرير النقاط التالية:
- يمتص الأطفال كمية أكبر من الأشعة الصغرية من البالغين.
- الجنين في بطن أمه معرض لهذه الأشعة أيضاً، ولذلك ينبغي على النساء الحوامل تجنب التعرض لهذه الأشعة.
- ينبغي على الفتيات المراهقات والنساء تجنب وضع هواتفهم المحمولة في غطاء الرأس (الحجاب).
- توضح التحذيرات المدرجة في دليل استخدام الهاتف المحمول أن التعرض المفرط للهاتف يؤدي إلى مشاكل.
- لقد كانت معظم الحكومات قد أصدرت تحذيرات حول الموضوع، ولكن معظم الناس لا تعي مثل هذه التحذيرات.
- إجراءات الحد من التعرض لهذه الأشعة الحالية تعد غير كافية وينبغي إعادة النظر فيها.
- إن الأجهزة اللاسلكية ليست ألعابا، وينبغي مراقبة عملية بيع الألعاب التي تستخدم هذه الجهزة عن كثب.
ووفقاً لمؤلفو التقرير، فإن الأطفال والأجنة معرضون لامتصاص كميات أكبر من الأشعة الصغرية، وذلك لأن أجسامهم أصغر نسبيا، وجماجمهم أقل سمكا، بالإضافة إلى أن أنسجة دماغهم أكثر امتصاصية.
وعموما، فإن الدراسات المذكورة في التقرير تسعى إلى ربط التعرض لمخاطر المجالات الكهرومغناطيسية للترددات الراديوية بأنواع مختلفة من السرطان، وبانخفاض عدد الحيوانات المنوية، بالإضافة إلى ربطها بالعديد من الأمراض الأخرى.
ومع ذلك، فإنه من المهم ملاحظة بأن مثل هذه الدراسات بحاجة إلى أن يتم استيعابها في الإطار وسياقها المناسبين. وتوصف هذه الدراسة بحد ذاتها بأنها وجهة نظر مجموعة بمفردها، حيث أنها نشرت في دورية جديدة وثانوية وتحتوي على مجموعة محدودة من البيانات.
وقد لاحظوا أيضا بأن متوسط الوقت بين التعرض لمسببات السرطان وبين ظهور الورم الناتج يبلغ 3 عقود أو أكثر، مما يجعل الأمر صعبا للتوصل إلى استنتاجات نهائية.
هذه ليست دعوة للتخلص من جميع الأجهزة الإلكترونية. ولكن، ينبغي على الأقل التطرق للنقاش حول معايير ومستويات الأمان المختلفة الموصى بها للبالغين مقابل مقابل تلك المعايير الموى بها للأطفال. ونأمل أن يتم إجراء المزيد من الدراسات للتحقق من الافتراضات أو للتعارض معها.
فوربس ميدل ايست