اللغة الإنجليزية ومستقبل البحث العلمي واحتياجاته

الرئيسية » تربية وتكوين » اللغة الإنجليزية ومستقبل البحث العلمي واحتياجاته

اللغة الإنجليزية ومستقبل البحث العلمي واحتياجاته

تكمن أهمية كتاب “هل يحتاج العلم إلى لغة عالمية؟ .. اللغة الإنجليزية ومستقبل البحث العلمي”، لمؤلفه سكوت. ل. مونتغمري الذي جاء تحت عنوان، في السؤال الذي حاول المؤلف طرحه منذ البداية والإجابة عنه من خلال الجزء الأكبر من الكتاب، مبيناً العلاقة العميقة التي تربط اللغة الإنجليزية بموضوع العلم، والتي ظل منذ عقود عدة يدور حولها الكثير من النقاش في العديد من المؤتمرات اللغوية.

ولا يتوقف مونتغمري في كتابه، عند حدود تفسير وشرح هذه المسألة وطرح العديد من الأسئلة حولها، بل إنه ينتقل بنا إلى الحديث عن النهوض الذي حققته اللغة الإنجليزية، وأسباب الانتشار والتطور الواسع على مستوى العالم، الذي حدث لهذه اللغة منذ بداية العقد الأول من القرن العشرين، حيث لم تكن حتى تلك الفترة، سوى واحدة من لغات عدة مهمة، وهي الألمانية والفرنسية والروسية في مختلف العلوم.

يشير مونتغمري إلى أن عدد المتحدثين بالإنجليزية في العالم يصل إلى ملياري شخص في أكثر من مئة وعشرين دولة بمستوى معقول من الطلاقة، وهو يرى أن الإنجليزية تسيطر بصورة كاملة على التواصل الدولي في ميادين العلوم الطبيعية والطب والهندسة، ويؤكد مونتغمري أن الإنجليزية هي اللسان العالمي في حقبة العولمة.

كما يرى أن اللغات الكثيرة المنتشرة في العالم والتي لها بعض التأثير العلمي، كالفرنسية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية .. وغيرها، لا تشكل منافساً للإنجليزية، بينما يضع لغة المندرين الصينية المنافس الأول للإنجليزية، بحكم استخدام 900 مليون شخص لها معززة بنهوض الاقتصاد الصيني، لكن مونتغمري يعود ويوضح أنه حتى المندرين لا تشكل منافسة للإنجليزية.

ويواصل مونتغمري الأطروحات الموثقة بالأرقام والوقائع والحكايات، ليبين صعود الإنجليزية كلغة كونية، ففي إثيوبيا التي تعد من أفقر دول العالم يسأل صحافي بريطاني طالباً بمدرسة ابتدائية لماذا يحتاج إلى تعلم الإنجليزية؟ فيرد الطالب: إنها لغة العالم، وأنا أريد معرفة العالم، بعدها يكتب الصحافي البريطاني: نحن نفقد ملكية الإنجليزية الدولية، إنها لم تعد لنا فعلاً.

ثم يفرد مونتغمري صفحات من كتابه للحديث على دور الإنجليزية في العلم، ويستعين بالأرقام والإحصاءات والرسوم، ليلفت إلى أن الإنجليزية هي لغة العلم، مع تأكيده على أن ثمة لغات علمية مختلفة خارج مقياس الإنجليزية الأميركية، ويشير مونتغمري إلى أن القرن الحالي سيكون أول من يقترب من مغامرة عالمية حقيقية في العلم، حيث ستنمو اللغة العالمية.

وينهي المؤلف كتابه بفصل: هل يحتاج العالم إلى لغة عالمية؟ وفي السطور الأخيرة تأتي الإجابة من خلال الحديث عن اينشتاين وغاليليو، فالأول بدأ سيرته العلمية بالألمانية وأنهاها بالإنجليزية التي تعلمها بعد رحيله من ألمانيا بعد وصول هتلر للسلطة، وجعل التاريخ منه رائداً للغات .

كما يقول مونتغمري، تماماً مثل غاليلو، الذي لو كان حياً مع أينشتاين لتحدثا معاً بلسان أجنبي يوحدهما ويتجاوز أي شيء كان يتخيلانه في حياتهما، فبالإضافة إلى الفيزياء ستجمعهما الإنجليزية. ويمثل هذا الكتاب معالجة ممتازة لموضوعات غدت مهمة في ميادين البحث العلمي والاتصالات والنشر والتعليم وإنتاج المعرفة.

البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *