البيولوجيا مركز القفزة العلمية الجديدة

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » البيولوجيا مركز القفزة العلمية الجديدة

البيولوجيا مركز القفزة العلمية الجديدة

أفادت دراسة حديثة، أجرتها جامعة أكسفورد، عن تطور براءات الاختراع، خلال السنوات الأخيرة، أن إدخال أصناف جديدة بالكامل في مجال التكنولوجيا، أصبح أمراً أكثر ندرة مما كان عليه الوضع في الماضي، وأنه فيما استمرت الابتكارات في النمو، إلا أنها باتت منذ عام 1870، تنطلق أكثر وأكثر من إعادة تركيب ومزج لتكنولوجيا قائمة، بدلاً من إحداث نقلة نوعية مهمة.

ورجحت مجلة «إيكونوميست»، في تقرير نشرته أخيراً، أن يحدث علم الأحياء (البيولوجيا) القفزة العلمية الجديدة في السنوات المقبلة، ويحصد براءات اختراع هامة، بعد أن كانت معظم الاكتشافات في السابق قائمة على الفيزياء والكيمياء.

ونقلت الصحيفة عن العلماء قولهم، إن فهم الإنسان عن علم الأحياء يقف حالياً عند العتبة نفسها، حيث كانت العلوم الفيزيائية في القرن التاسع عشر، لكنه بات جاهزاً الآن ليحصد مجموعة واسعة من أصناف براءات الاختراع، ربما لأشياء مثل أجهزة الكمبيوتر العصبية، أو غيرها من الأشياء التي كانت تعتبر من نسج الخيال في السابق.

وكان اختراع الهاتف وسكك الحديد وغيرها خلال فترة الثورة الصناعية، على يد مبتكرين نجوم في مجالهم، وعدد هؤلاء الآن بات أقل، وهذا قد يكون سببه مسار الابتكار نفسه الذي تغير بشكل جذري.

وتفيد البيانات أن الزيادة في عدد براءات الاختراع الصادرة كل سنة لم تتراجع، وإنما ما تراجع هو إدخال أصناف جديدة بالكامل من التكنولوجيا. وتنقل مجلة «إيكونوميست» نتائج الدراسة الصادرة في مجلة «رويال سوسيتي إنترفايس»، من إعداد الدكتورة يون هياجين من جامعة أكسفورد وزملائها، والتي توفر بيانات حول ما تغير خلال تلك السنوات.

وتفيد الدراسة بأن الابتكار يمكن أن يتأتى بطريقتين. الطريقة الأولى تكمن في جلب مكونات سابقة، كلمبة توماس أديسون، على سبيل المثال، التي لم تكن نتاج لحظة اكتشاف اللمبة بالمعنى المجازي، بقدر ما كانت نتاج مزج مكونات سابقة، إمدادات كهربائية، أسلاك، غلاف زجاجي. ولم يكن أي منها جديداً في عام 1870، لكن على يد أديسون أصبح المزيج ابتكاراً يحظى ببراءة اختراع. وعلى نقيض ذلك، هناك الترانزستور لوليم شوكلي، الذي تم اختراعه بعد 70 عاماً، وتضمن اكتشاف الكثير من الفيزياء الحديثة التي شكلت الأساس الذي بنيت عليه تكنولوجيا المعلومات. وهذان الاختراعان جسدا نوعين من الجديد القائم والموجود، والذي هو أساسي في أي ابتكار ناجح: الاكتشاف وإعادة التركيب والمزج.

وباعتماد بيانات مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأميركي، قامت الدراسة بفرز وثائق براءات الاختراع، وتصنيف التكنولوجيات القائمة على الجديد أو التجديد باستخدام ترتيب من الرموز، يشمل مكون رئيس يدعى صنف، إلى جانب أصناف فرعية. والصنف يميز تكنولوجيا عن أخرى. أما الأصناف الفرعية، فتصف عمليات وسمات بنيوية وميزات وظيفية لهذه التكنولوجيا. على سبيل المثال 136/206 تعني أن الصنف 136 يرمز إلى البطاريات، والصنف الفرعي 206 يعني الطاقة الشمسية. وبالإجمالي، شملت سجلات المكتب 474 صنف وأكثر من 160 ألف رمز. فقط عندما يصل طلب براءة اختراع لا يمكن اشتقاقه من هذا التصنيف القائم، يجري تشكيل واحد جديد.

رمز وحيد

وجد العلماء أن نصف براءات الاختراع الصادرة من الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر، كانت ابتكارات برمز وحيد، فيما تسعة أعشار تلك الابتكارات اليوم هي ابتكارات تمزج على الأقل رمزين. وهذا يشير إلى أن الابتكار اليوم ينطلق من إعادة تركيب تكنولوجيا قائمة. ويتطلع العلماء اليوم إلى أصناف جديدة نوعية في مجال تكنولوجيا علم الأحياء لتغيير الأوضاع.

البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *