أحمد عبادي – مسارات https://www.massarate.ma مسارات للرصد والدراسات الاستشرافية Mon, 12 Apr 2021 10:53:33 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.1.6 القرآن الكريم مؤسِّسا لإجماع الأمة اليوم 6/6 https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-6.html https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-6.html#comments Tue, 21 Jan 2014 13:35:25 +0000 http://www.massarate.ma/?p=32074 مقتضيات الإجماع والوعي الجمعي

من هنا فإننا نحتاج إلى الانكباب جماعيا وإجماعيا على بحث مفهوم الإجماع والوعي الجمعي، من خلال استحضار جملة مقتضيات، تتلخص فيما يلي:

أولا ـ المقتضى العلمي التأصيلي

ومفاده القيام بإضاءات للمعنى قيد البحث، وذلك من جوانب لا تتصل فحسب بتمظهرات جذور المصلح المختلفة، وإنما تتجاوز ذلك إلى تأصيل الأسس النظرية والمفاهيمية ذات الصلة بأصل الإجماع، وإدراك النواظم المسعفة في بيان الأسس المنهجية لمجالات توظيفيه واستثماره في مختلف المجالات.

ثانيا ـ المقتضى التشريعي

وذلك بوضع إطار تشريعي شمولي، يُعرّف بدقة المجالات العلمية الملازمة لهذا الأصل، في الثقافة والفكر، والتصورات، والسياسات.. مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار، إلزامية الاجتهاد في بيان الأفكار والمضامين المسعفة في التجسير بين النظري والتنظيري في هذا المجال.

ثالثا ـ المقتضى المؤسّسي النُظمي

يهم بالأساس توفير الهياكل المؤسسية ـ المنسقة تنظيميا ومقصديا ـ المسهِمة في معرفة المسلمين بالإمكانات التوحيدية المتاحة، والتي وجب أن تسهم في التنزيل العملي لما تم استخلاصه على المستويين التأصيلي والتشريعي، وإتاحة الشروط الأساسية اللازمة للاضطلاع بهذا الدور. مما يعد تمهيدا لجمع شمل الأمة.

رابعا ـ المقتضى التربوي والنفسي والاجتماعي

ويهم بالأساس تجليات أصل الإجماع على المستويات التربوية والتعليمية، في علاقة بنشء الأمة وشبابها، وهو ما يستدعي شحذ أقلام الكتاب والمبدعين في هذا الإطار وتوجيه طاقاتهم ومبادراتهم، لتزويد الأمة بعناصر مقاومة الأخطاء والتهديدات لوحدتها وكيانها.

خامسا ـ المقتضى الاقتراحي

المرتكز على القوة الاقتراحية، والمبادرة الإيجابية المسهمة في فتح آفاق استشرافية للتناول التنظيري والتطبيقي ذَوَيْ الصلة بأصل الإجماع في علاقته بوحدة الأمة ومستقبلها.

سادسا ـ المقتضى التكاملي

الذي يعد بمثابة اللحمة الحاضنة لتنزيل محاور المشروع، وهو سبيل النجاح لاستبانة الخطوات أو الوسائط والوسائل التي يتحقق بها الوصول إلى الغاية على أفضل وأكمل ما تقتضيه الأصول وتتيحه الإمكانات.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

]]>
https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-6.html/feed 1
القرآن الكريم مؤسِّسا لإجماع الأمة اليوم 5/6 https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84.html https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84.html#respond Mon, 16 Dec 2013 10:18:16 +0000 http://www.massarate.ma/?p=31660 الإجماع والوعي الجمعي في السياق المعاصر

يُعدُّ “الإجماع”(1) عند جمهور علماء المسلمين ثالث مصادر التشريع الإسلاميَّ، بعد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويحتلّ هذا الأصل في الفكر الأصولي مكانة رفيعة؛ إذ ظلّ طوال قرون الأصل المهيمن الذي يحتجّ به في إثبات دعوى، ودحض أخرى، والمعيار الذي توزن به سائر الأدلّة .

وقد بذل الأصوليون، منذ الشافعي إلى اليوم(2)، جهودا كبيرة من أجل تقنينه وضبطه، كما اختلفوا في تعريفه، وفي تأسيسه، وفي إثبات حجيته (أي كونه أصلا)، وفي قبوله، وفي إمكان انعقاده، وفي كيفية حصوله، وفي تحديد زمنه الخ… يقول الزركشي”..وأطلق جماعة من الأصوليِّين بأنه حجَّة قطعيّة. وإنَّه يقدمَّ على الأدلة كلها، ولا يعارضه دليل أصلاً…”(3). و هو ما قرّره ابن حزم في كتابه “مراتب الإجماع”، قائلاً: “إنَّ الإجماع قاعدةٌ من قواعد الملَّة الحنفيَّة، يرجع إليه، ويفزع نحوه”(4).

والناظر في آي الذكر الحكيم، يجد جذور مصطلح الإجماع حاضرا في ثناياها، كما في قوله تعالى: ﴿فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجبِّ وأوحينا إليه لتنبِّئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرن ﴾[يوسف:15] وقوله جلَّ جلاله في السورة نفسها: ﴿وماكنت لديهم إذ اجمعوا أمرهم وهم يمكرون﴾ [يوسف: 102]، وقوله سبحانه في سورة يونس ﴿فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمَّة ) [يونس: من 71]، وكذلك قوله عز وجل في سورة طه ﴿فاجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفَّاً وقد أفلح اليوم مـن استعلى﴾ [طه: 64]..

ونظرا لما يكتنزه هذا الأصل من إمكانات هائلة لرص جهود علماء الأمة وتكامل كسبهم في وظيفية ووحدة، فإن التشمير لإعادة استكشافه وتفعيله أضحى اليوم من أوكد الواجبات. فإنه لا يخفى أن وحدة الأمة وتماسكها، فريضة ثابتة، قال تعالى: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا﴾ [آل عمران: 103]، وقال تعالى أيضا: ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين﴾ [الأنفال: 46]، وقال: ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس﴾ [آل عمران: 110].

هذه الوحدة التي شملها القرآن المجيد بندائه: ﴿يأيها الناس﴾، وفي حين آخر بندائه: ﴿يا بني ءادم﴾، و﴿يا أيها الذين آمنوا﴾، حيث لا تبرأ ذمم المسلمين إلا بالسعي في سبيل تحصيلها، وتثبيت أركانها، وإقامة بنائها، وقد جعل سبحانه من وسائل تحقق هذا المبتغى اتباع “سبيل المومنين”، فقال سبحانه: ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً﴾ [النساء:115]، وقال سبحانه أيضا: ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجهوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجهوهم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون﴾ [آل عمران:107]، وقال تعالى: ﴿إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء﴾ [الأنعام: 159]، والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً مما يدل على وحدة الأمة  عقيدة ومنهجاً، أمر واجب.

وقد تمثلت بداية نشأة فكرة الإجماع في تبني المنهج الجماعيِّ في القضايا والنوازل والمستجدات التي تعمُّ فيها البلوى وتشمل جميع أفراد الأمّة حديثة التكوين بطَيْبة الطّيبة، وقد انطلقت الفكرة الإجماعيّة عصرئذٍ من مبدأ قوامه أنَّ ثمَّة جماعةً متضامةً ومرتبطةً ذات هدفٍ واحدٍ (أمة)، وغايةٍ واحدةٍ، ومنهج حياة واحدٍ،  وأن ما يهمُّ عموم الأمة لا يفصل فيه إلا الأمَّة نفسها، أو عن طريق خبرائها وأبنائها، وأهل الدراسة والاختصاص والمعرفة بحقيقة النازلة ومآلاتها وآثارها على عموم الأمَّة.

>و”الأَمُّ” في لسان العرب: مداره على القصد، قال ابن منظور: “وأصل هذا الباب كله من القصد. يقال: أمَمْتُ إليه: إذا قصدتُه؛ فمعنى “الأُمة” في الدين، أن مقصدهم مقصد واحد… ومعنى “الأُمة” في الرجل المنفرد الذي لا نظير له، أن قصده منفرد من قصد سائر الناس… ومعنى “الأُمة”، القامة، سائر مقصد الجسد. وليس يخرج شيء من هذا الباب عن معنى “أممتُ”: قصدتُ”.(5)

ويمكن للراصد أن يلاحظ تكرار ظهور الحاجة إلى تكوين رأي جماعيٍّ من قبل الجماعة الإسلاميِّة كلما داهم الحياة العامة شأنٌ تعم به البلوى ويتجاوز الأفراد إلى المجتمع بأسره، فقد كان المصطفى –صلّى الله عليه وسلّم- يجمع صحابته- عليهم رضوان الله- فيستشير الخاصَّة من أهل المعرفة والخبرة فيما ينبغي اتخاذه من تدابير ومعالجاتٍ لمختلف النوازل.

وخلاصة القول، إنَّ مفهوم الإجماع والوعي الجمعي في العصر الرساليِّ، والذي كان قائما على الأصول القرآنية المذكورة في المباحث السالفة، كان جليّ المعنى، وحيويّاً فاعلاً في حياة الأمة، كما تميز وجوده بالواقعيَّة والحضور في سائر النوازل والحوادث التي تتسم بالعموم.

وكان لهذا الإجماع دور كبير في الاستقرار و الأمن الذي طبع سياسة الأمة في تلك الفترة، فالأمة في عمومها، كانت تتحمل تبعة الرأي الجماعي الذي يشكله أهل الشأن والدراية بموضوع الإجماع.

والنظر المتملي في منهج جيل التلقي، أثناء تعاملهم مع مختلف النوازل والمستجدات السياسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديِّة، يهدي المرء إلى القول بأن الإجماع كان امتداداً للمنهج النبويِّ في المعالجة والطريقة، كما كان انعكاساً للتربية النبويِّة التي ربَّى –صلَّى الله عليه وسلَّم- بها أولئك الصحب خلل سنوات البعثة.

إن إعادة الواقعية والفعالية إلى مفهوم الإجماع والوعي الجمعي، مرهونة باستبانته على ما كان عليه في أصله، وتجريده من المعاني المثالية التي نسجت حول مفهومه، وحول المؤهلين لعقده، ومجالات توظيفه والمسائل التي يمكن توظيفه فيها. ولن تستطيع أُمتنا أن تقوم بكل ذلك، قبل أن تعيد بناء عالم أفكارها ودعائم ثقافتها، ومناهج معرفتها، وقواعد علومها؛ بحيث يعاد تشكيل وجدان وعقل المسلمين، في انفتاح على هاديات الكتابين؛ المنظور والمسطور، وإتقان للجمع بين قراءتيهما.

 ويسجل، بهذا الصدد، أن معظم الباحثين في الإجماع لم يعنوا بتأصيل القول في جانبين مهمين منه الإجماع:

الأول: طبيعة المسائل التي ينبغي أن يوظف الإجماع في التصدي لها.

وأما الثاني: فيتمثل في البحث عن الوسائل الكفيلة بتجاوز اعتبار الفكرة الإجماعية شأناً فكرياً بحتاً، إذ إنها شأن أمة، ومن ثمّ،  فإنه يدخل في أهل الإجماع رجال الحكم والقيادة، بالإضافة إلى جماعة أهل العلم والمعرفة والدراية في كل المجتمعات.

 وهو ما يفرض واجب البحث والتفكير لتجريد سائر السبل والوسائل، المعينة على إعادة الحيوية والفعالية إلى هذا المصطلح، وحتى يؤوب أبيض من غير سوء سيرته الأولى التي كان عليها في العصر الرسالي والراشدي، حتى يمكن توظيفه للتصدي للنوازل الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الحارقة التي أضحت تمور في ساح الأمة في هذا الزمان.

مما يستدعي ضرورة إعادة وضع تصور عملي لمفهوم الإجماع والوعي الجمعي، ينطلق من القيام بجملة مراجعات، في مقدمتها المراجعة في ضوء النسق القرآني، ذلك أن للقرآن المجيد مقاصده العليا الحاكمة، وكلياته، وسننه وقوانينه، ومحدداته المنهاجية، وخصائص فهمه وفقهه ومحاوره، التي ينبغي أن تتم في إطارها هذه المراجعة، التي سبقت الإشارة إلى بعضها في المقدمات التأسيسية.

وكما يؤسِّس الإجماع الاجتهاد، فإنه يحكمه أيضا؛ ذلك أن سلطة الإجماع لا تقف عند حدود تأسيس “النص” تأسيسا أصوليا، بل تتعدى ذلك إلى مضمونه.. كما تفتح آفاق الاضطلاع بدور اللحمة والسدى في أمة أنهكتها الخلافات والصراعات بمختلف الأنواع والنكهات.

مما يجعل عملية المراجعة هذه، عملية معرفية منهجية ضرورية، تحتاج إلى فرق بحثية جماعية، تضم علماء في مختلف التخصصات، لتحقيق شرطي الدقة والنجاح.

إن أهمية هذه المراجعة تكمن في أنها لا تستجيب لهدف أكاديمي بحثي فقط، بل تشفع ذلك بهاجس حضاري؛ وهو هاجس التأسيس، الذي يحمل في طياته رؤية للعالم فاعلة تحرك الأمة، وتنتج المفاهيم والقيم والضوابط لهذه الحركة والفاعلية.. وهي رؤية منبعها الأساس، الرؤية القرآنية الكونية الحضارية، بقيمها ومفاهيمها ومبادئها وثوابتها، وفي ذلك إحياء لسيرة المفهوم، وواقعيته، وفاعليته، ووظيفيته التي كان يتسم بها خلال العصر الرسالي والراشدي على مستوى اتخاذ القرارات الخاصة بنوازل وأزمات الأمة العامة.

ومن الوظيفي، استحضار الوعي بأن هذه العوائق حين استحكمت، صيرت الأمة الإسلامية، في كثير من مناحيها وأبوابها، تنسد مناهج الاجتهاد والإبداع فيها، مما يستدعي مراجعات في ضوء إدراك هذا التمزق بمختلف تمظهراته، واستحضار المداخل المسهمة في النأي بالأمة عن واقع التعضية والتشظية.

(1) ـ الإجماع بتعريف بعض الأصوليين هو: “اتفاقُ المجتهدينَ من أمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم بعدَ وفاتِهِ ، في عصرٍ من العصورِ ، على حُكْمٍ شرعيٍّ ” . وعرَّفه آخرون بأنه: “اتفاقُ المُكَلَّفينَ من أمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، في عصرٍ من العصورِ ، على حُكْمِ واقِعَةٍ من الوقائِعِ” . وقال آخرون هو : “اتفاقُ أمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم خاصَّةً على أمْرٍ من الأمورِ الدِّينيَّةِ ” .

(2) ـ من تتبّع موارد استعمال هذا المصطلح في المدونات الأصوليّة يتبيّن له أنّ أهل العلم يطلقونه على أحمد أمرين:

الأوّل: أن يتّفق المسلمون جيلا بعد جيل على نسبة قول أو فعل أو هيئة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

والثّاني: أن تُطْبِق كلمة مجتهدي عصر من العصور على حكم لدليل عيّنوه واتّفقوا على العمل بمقتضاه

(3) ـ البحر المحيط في أصول الفقه، 4/443

(4) ـ مراتب الإجماع، ص7

(5) ـ لسان العرب، لابن منظور، مادة “أمم”

]]>
https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84.html/feed 0
القرآن الكريم مؤسِّسا لإجماع الأمة اليوم 4/6 https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-4.html https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-4.html#respond Thu, 05 Dec 2013 11:35:38 +0000 http://www.massarate.ma/?p=31403 4- موكب الساجدين

إن الرصد الشامل لتاريخ العمران البشري -إذا كان لنا أن نستعير لفظ العلامة المسلم ابن خلدون- يمكننا من اختزاله في محاولة الإنسان الدائمة لرفع تحدي حيرة قرن الحركة بوجهتها نحو القبلة في حياته الفردية والجماعية. ويتبين بجلاء أنه كلما تنكب عن الوحي، انزلق نحو قطب الرهبنة المفقدة للقدرة على الفعل في العالم، أو نحو قطب التكاثر المؤدي إلى الغرق في العالم، والمردي في سجن الأشياء: ﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى﴾[الليل:11].

ولا شك أن حجية الوحي الخاتم ، القائمة على جميع وجوه إعجازه، لا تترك مناصا أمام عاقل دون التسليم بربانية مصدره، ومن تجليات ذلك قوله تعالى ﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. وكفى بالله شهيدا﴾ [الفتح 28]

فمن سيعارض التسليم بدين الحق، واتباع الهدى إلا من تخلى عن لبّه، غير أن إبلاج هذا المعنى في دنيا الناس له مقتضى أساس، وهو بناء أدوات استخراج الهدى المنهاجي، وآليات عرضه بما يعانق هموم وآلام وآمال الناس، ويمكنهم من حلول قضاياهم الحارقة.

وجدير بالملاحظة، أن اتباع الهدى وتحقيق السجود في المجال البشري بحسب ما أَلْمحنا إليه آنفًا، مشروع كلي(1)، بدأ مع نزول آدم عليه السلام، وسوف يستمر إلى قيام الساعة، وأنه قد وصل إلى عنفوانه وكماله المنهجيين مع محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسول الناس الذي ختمت به النبوة ونقلت معه المسؤولية إلى الأمة الشاهدة على الناس.

ولا يتصور تحقق إجماع البتة، دون توحيد القبلة والميزان ﴿والسماء رفعها ووضع الميزان. ألا تطغوا في الميزان. وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ﴾[الرحمن7ـ9]، ﴿لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط﴾[ الحديد25].

(1) ـ نستخدم هنا عبارة “المشروع الكلي” نظرًا لأن مشروع إعمال الوحي في المجال البشري يستغرق كل طاقة الإنسان فردًا وجماعة، حاضرًا وماضيًا ومستقبلاً، كما يستغرق الكون المسخر كله.

]]>
https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-4.html/feed 0
القرآن الكريم مؤسِّسا لإجماع الأمة اليوم 3/6 https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-3.html https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-3.html#respond Mon, 28 Oct 2013 12:09:48 +0000 http://www.massarate.ma/?p=30501 3- حول البيت العتيق يتجلى التوحيد ووحدة الأمة

إن الله العلي العظيم، مطلق لا ينحسر وجوده مكانًا ولا زمانًا، وأما القبلة في الصلاة فهي توحيد للوجهات(1)، وضبط التوجّه عند الفرد والجماعة في رتابة وتكرار -بصفة منتظمة ومستمرة- حتى يتحقق التطابق الأمثل بين السعي والقبلة، فيصير الحق عبر التوحيد بؤرة استقطاب لقلب المؤمن، وهو محور تركيز وجذب معنوي في محور رأسي في لحظة صلة بين العبد وربه.

ولكن في لحظة الامتثال هذه نفسها، إذا بالتماثل يسود صفوف العباد وينتظم إيقاع حركاتهم، وهي الحركات والأفعال نفسها، التي تسري عليها قوانين الزمان والمكان، وتصبح القبلة واجهة استقبال لأفعال المؤمنين وبؤرة جذب وجاذبية، وتشد حولها جماعة المصلين وتوصلهم بعضهم ببعض من خلال وصلهم بها. فالصلاة التي تربط بين العبد وربه.. وتصل الأمة ببعضها من خلال الشعائر التي تطابق المضمون والجوهر الذي تؤسس له.

ومن استقبال الوجهة إلى الإقبال على الموضع، نجد أن الدور المحوري للكعبة المشرفة -بيت الله العتيق- لا يقتصر على تجسيدها لحقيقة التوحيد والوحدانية، ولكنه يمتد إلى ما تؤديه من تعزيز وحدة الأمة في شكل مادي محسوس على مشهد مَن بصر من خذلته بصيرته، يتبلور بصورة جلية في الطواف. هنا نلمس عن قرب ويقين الدلالة الاستقطابية لهذه العملية، حيث تشد الكعبة إليها وتجمع حولها أفواج الطائفين، تمامًا كما تشد الشموس الكواكب التي تطوف حولها في اتجاه الطواف المخالف لاتجاه عقارب الساعة.. وفي هذه اللحظة تتجلى حقيقة التوحيد باعتبارها قيمة عليا في الوجود الإنساني، لكن بشكل إراديّ واع، وليس كما في المجال الكوني، جبرًا بفعل القواعد الكونية الذاتية، حيث يرتقي الإنسان المؤمن العبد إلى إدراكها والإقرار بها والعمل بها طواعية.. وفي هذه اللحظة -لحظة الطواف- يتحقق الإدراك الإدماجي، عندما تلتقي الإرادات الواعية العاملة حول هذه الحقيقة العليا، علما أنها بجانبها اللاإرادي، وهي في سعيها الدائب في الحياة الدنيا لا تنقطع أبدا عن وحدة القبلة الحق محورًا، وهذه الوحدة بين جانبي الإنسان الإرادي واللاإرادي هي التي جاءت إليها الدعوة بقوله تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة﴾ [البقرة 208]

في هذه اللحظة، يكون الإنسان قد حقق أسمى وأعرق ارتباط للجماعة الإنسانية في شكل “الأمة”، ذلك الكيان الجماعي الذي تمثلت حيويته المتدفقة المتجددة في تلك الحركة الدائبة في مدار الطواف الذي لا ينقطع، وإذا كانت حيوية الكيان لا تستفاد من سكونه، وإنما من دأب المسعى تتأكد الحقيقة الوجودية العليا، وتصير الأمة القطب الوعاء البشري الذي ينفرد بين الكيانات الجماعية قاطبة في الجمع بين الخواص الاستقطابية والإدماجية، التي من خلال قوة دفع جدلية، تشدّ إليها وتجذب أفواجًا تلتف بها وحولها، والتي من خلال اتساق أصولها التكوينية والحيوية مع قواعد التركيب والحركة الكونية تختص دون غيرها من الجماعات، بوظيفة تاريخية عليا في تحقيق التئام الإنسان ببيئته وإعادة دمج البشرية في رحمها الكوني. وعندئذ يتحقق سلم الباطن وسلم الظاهر… وتصبح الأمة القطب، هي الوعاء المتاح والذي لا بديل له لتحقيق المثل العليا المفتقدة في العالمية الراهنة”(2).

(1) ـ ﴿ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير﴾ [البقرة 148]

(2) ـ انظر مقالتينا عن القبلة والوجهة في مجلة حراء، ع 25،26، وانظر الأمة القطب، للدكتورة منى أبو الفضل، ص:26. وقارن بـ”الحج”، للشريعتي: تأملات في شعائره، ترجمة: ليلى باختيار، ص:76.

]]>
https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-3.html/feed 0
القرآن الكريم مؤسِّسا لإجماع الأمة اليوم 2/6 https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-2.html https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-2.html#respond Fri, 11 Oct 2013 12:04:46 +0000 http://www.massarate.ma/?p=30172 2- إجماع الأمة حول القبلة

إجماع الأمة حول القبلة، واستبانة جماعاتها وأفرادها لوجهاتهم بناء عليه: أساسٌ رئيس لتوحيد صفوف الأمَّة.

إن من آكد مقتضيات التعامل مع كتاب الختم، الوقوفَ على المنهج القرآني المكنون النابض المتجدّد الذي يقود الإنسان نحو آفاق الإفادة من قابلية القرآن المجيد للهداية للتي هي أقوم ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾[الإسراء:9]، ولن يتيسّر ذلك إلا عن طريق الاطراح الملحّ، استنطاقًا واستهداء، بين يدي كلام الله تعالى.

ومن مقتضيات هذا الاطراح، التلقي المسلّم من الوحي عن طريق الإعمال المتصاعد المتنامي لمنهاجيته السارية فيه والتي تتكشف بالاجتهاد عبر الزمن، وهي منهاجية قد تبدّى من خلال ما سلف، أن من دعاماتها الأساس، الوقوفَ على بنائية القرآن المجيد، وإدراكَ أنه ترتيل.

وهذه البنائية هي التي مكّنت الإنسان من أن يقوم بالقراءة وفق منهجية آياتية[1]، ومن خلال تلقي الكلمات، وهذا أبرز تجليات المواءمة بينه وبين كتاب الختم، وقد ذمّ الله عز وجل الذين جعلوا القرآن عِضِين؛ أي الذين يفرِّقونه ويعضّونه، وذلك في قوله تعالى: ﴿كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ. الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾[الحجر:90-91].

وقد كان هذا المضمون، هو أول وحي تلقاه سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وهو قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾[العلق:1-5].

والآيات والبصائر مبثوثة في الكون، كما أنها مكونات القرآن. إن آيات سورة العلق تأمر سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم، ومن خلاله الإنسانَ في كل زمان وفي كل مكان، أن يقوم بضربين من القراءة: قراءة آيات وبصائرِ الخلق: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾، وقراءة في الوحي الذي حفظه الله في السطور وفي الصدور: ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾. فهي قراءة في آيات وبصائرِ الكون بتوجيهٍ وترشيد من آياتِ وبصائر القرآن.

وإن إحلال الوحي في واقع العالمين كان هو العمل الذي قام به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع الجماعة المسلمة الأولى التي تعتبر جنين الأمة الفرد/الجسد،  الأمة التي تكتمل عبر الزمن، حيث تركها عليه أزكى الصلاة والتسليم مقياسًا شاخصًا لا تتخوّفه الأحداث. فقد بدأ زرعه عليه الصلاة والسلام للآيات من نفسه الشريفة؛ “كان خلُقه القرآن”[2].

 ثم زرعها عليه الصلاة والسلام في نفوس أصحابه الكرام رضوان الله عليهم، من خلال الجمع بين القراءتين، الوحيين المسطور والمنظور[3]، قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾(الفتح:29)، ليرفعها الأصحاب الكرام رضوان الله عليهم علامات وبصائر في واقعهم[4]، واقع المدينة المنورة والذي استحق أن يكون الوحدة القياسية وحالة السواء التي تقاس عليها التجمعات البشرية.

والنظر الحصيف في منهج الصحب الكرام – رضي الله عنهم- في مواجهة تلك الأزمات والنوازل الفكريَّة، والسياسيَّة، والاجتماعيَّة، والاقتصاديِّة، يهدي المرء إلى القول بأنَّه قد كان امتداداً للمنهج النبويِّ في المعالجة والطريقة، كما كان انعكاساً للتربية النبويِّة التي ربَّى –صلَّى الله عليه وسلَّم- بها أولئك الصحب خلال سنوات البعثة.

ولكي يكون فعل القراءة التكاملية بين الكتابين المنظور والمسطور، وبين العلوم المنبثقة عن الحوار معهما، ونقصد بذلك علوم التيسير وعلوم التسخير أمرًا ممكنًا، لابد أن يضطلع الإنسان بكل ما سلف من مقوّمات ومقدمات، حتى يكون الجمع بين القراءتين قادحًا لزَند التكامل والتنامي والإغناء لكلٍّ منهما، ضامًّا بين القدرة على الحركة والقدرة على استحضار القبلة واستبانة الوجهة واستخلاص القيم، وعابرًا بين الكتابين والعلوم المستخلصة منهما، بالخبرات المستكنهة من كل منهما، إلى كل منهما.

لقد جاء الوحي في المجال الإنساني متسقًا مع كون الإنسان متحملاً للأمانة، وكونه عُلِّم الأسماءَ كلها، ومع كونه قد أسجدت له الملائكة، ومع كونه قد رُفع إلى أعلى مصاف الكرامة. وهذا مقتضاه تفعيل الإمكان الكامن في الإنسان وعدم طمره أو إهماله، لأن في ذاك تحجيمًا له. فالوحي -بناء على هذا- تنزّل وفق قدرات الإنسان التي زوّده بها باريه -وهو أعلم به- ولا يحصل الانتفاع به إلا إذا شغلت هذه القدرات جميعها. بتعبير آخر، لا يتحقق السجود في المجال الإنساني إلا بحشد الإنسان -فردًا وجماعة- لكل الطاقات المكنونة فيه.

وعلى هذا يفهم قوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾(التغابن:16)، وقوله: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾(الأنفال:60)، وقوله: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا﴾(الطلاق:7)، وقوله: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا﴾(البقرة:286)، فالوسع والإيتاء قد فُهما في فترات الجمود والقعود فهمًا سالبًا، في حين أن التطلع لتحقيق السجود يقتضي لهما فهمًا موجبًا.

إن اتباع الوحي في المجال الكوني، يتم طوعًا وتقديرًا فيحل فيه الهداية. فالكائنات كلها إلا الثقلان تُخلق -بسبب التقدير والهداية- معروفة الوظيفة، مطيعة لوحي التسخير الذي معها، فتكون تلك الطاعة سجودها ويكون التسخر وجهتها في سجودها نحو القبلة النهائية التي هي الله جل جلال ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾[الحج:18].

وهذا مؤداه -لإبائها حمل الأمانة[5]– انعدام حيرة البحث عن الوجهة والقبلة في المجال الكوني، بخلاف المجال الإنساني، حيث أمانة إعمال الوحي والعمل به إراديًّا، كدحًا ومكابدة، وحيث الاختيار مما يترتب عليه أن الإنسان يولد على الفطرة/الدمغة/الصبغة الأصلية والتقويم الأحسن، وهو مؤدى قوله تعالى: ﴿يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ﴾ [الإنشقاق 6]، وقوله تعالى  ﴿لقد خلقنا الإنسان في كبد ﴾ [البلد 4].

وتلك مقومات القدرة على الاهتداء بالوحي للتعرف على الوجهة والقبلة وتحقيق السجود/الاندراج في موكب الساجدين، مع إمكان التنكب عن هذا الوحي واللجّ في الطغيان/فقدان التوازن. ولذلك يولد الإنسان غير معروف المصير، ويولد غير معروف الوجهة، ويولد قادرًا على التزكي أو التدسي، ويولد بمقعدين؛ أحدهما في الجنة والآخر في النار[6].

[1] ـ المنهجية الآياتية ثمرةٌ من ثمرات إدراك البنائيتين (بنائية الكون وبنائية القرآن) وبوابةٌ للمعرفة الناجعة الراشدة.

[2] ـ أخرجه البخاري في (الأدب المفرد) (308)

[3] ـ إذا كانت القراءة في الجانب الكوني تتم بالتفكّر ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ﴾(آل عمران:191). فإنها في الجانب المسطور “الوحي” تتم بالتدبر ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾(محمد:24).

إن الجمع بين القراءتين تجلٍّ من تجليات التكامل المعرفي في القرآن المجيد، فلا يخفى على قارئ ولا قارئة لكتاب الله، أن أول ما أشرق من أنوار هذا الوحي الخاتم على دنيا الإنسان هو قوله سبحانه: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ  اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ  عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾(العلق:1-5).

[4]ـ إن الآيات والبصائر في القرآن المجيد تمكّن من إضافة الوجهة إلى قدرات الإنسان التسخيرية، والناجمة أساسًا عن تعليم الأسماء الممكّنة من قراءة الآيات والبصائر الكونية كما يتضمن قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ  قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ  قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾(البقرة:31-33)، بيد أن الوجهة التي تحررها لنا آيات الكتاب الحكيم، وهي من الضرورة بحيث بدونها لا ينال رشد ولا يُهتدى إلى قبلة.

[5] ـ  ﴿إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا﴾ [الأحزاب 72]

[6] ـ وفي الحديث الشريف” إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب، فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا به إلى سماء الدنيا، فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي إلى السماء السابعة. فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوا عبدي إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى. فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله، فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام. فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم، فيقول هو رسول الله. فيقولان له وما علمك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة. فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب، طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد. فيقول له من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة، رب أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي ومالي. وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ،معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب، فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ (لا تفتح لهم أبواب السماء) == فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحا فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك، فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر، فيقول أنا عملك الخبيث فيقول  رب لا تقم الساعة”.  الحديث رواه الإمام أحمد، وأبو داود، وروى النسائي  وابن ماجه أوله، ورواه الحاكم وأبو عوانة الإسفرائيني في صحيحيهما، وابن حبان، وصحَّح الحديث الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.

]]>
https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%90%d9%91%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-2.html/feed 0
القرآن الكريم مؤسِّسا لإجماع الأمة اليوم 1/6 https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%91%d9%90%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-1.html https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%91%d9%90%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-1.html#respond Wed, 25 Sep 2013 12:30:35 +0000 http://www.massarate.ma/?p=29584 الحديث عن القرآن الكريم باعتباره مؤسِّسا لإجماع الأمة اليوم، حديث تؤطره مقدمات منهجية، وتأسيسية وجب التنصيص عليها، واستحضار أبعادها المنهجية بهذا الصدد، وهي:

المقدمة الأولى: وهي أمر اعتقاديّ بامتياز؛ بحيث يعتقد الباحث اعتقادًا جازمًا أنّ القرآن المجيد كلام الله عز وجل ﴿لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ﴾[فصلت:42]، ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾[الأنعام:38]، ﴿تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾[النحل:89]، فتتوفر عنده ضمن هذا الشرط مجموعة من المنطلقات التي تُلزمه بالجدّية القصوى وهو يبحث في القرآن المجيد، وتُلزمه بأن يحشد كل طاقاته وكل نباهته، وأنْ يتوفّز كل التوفّز قبل أن يدخل إلى عالم القرآن المجيد، فيكون توفّزه أكبر من توفّز الباحث الفيزيائي الذي يدخل إلى مختبره، ومن توفّز الطبيب الذي يدخل إلى عملية جراحية مما من شأنه أن يجعل نتائج البحث أبرك إن شاء الله.

المقدمة الثانية: أنّ الإنسان في حواره مع القرآن الكريم، وجَب أن ينتبه إلى أن العلوم التي يتحرك انطلاقًا منها، تعد في جُلها علومًا اجتهادية، اللهم إلاّ ما كان منها توقيفيًّا، كأبواب الاعتقاد، والفقه الثابت، المستندة أحكامهما إلى نصوص قطعية الثبوت والدلالة. وما عدا ذلك فمن العلوم الاستنطاقية “ذلكم القرآن فاستنطقوه” كما قال علي رضي الله عنه وأرضاه، أو كما قال سيدنا عبد الله بن مسعود “ثَوِّروا القرآن” أي استخرجوا خيراته، وهي علوم يكون الإنسان بصددها في حوار دائم مع الوحي انطلاقًا من مؤهلاته ومن أفقه المعرفي الذاتي، من أجل اكتشاف مفاتيح جديدة يدخل باستعمالها إلى عالم القرآن الرحيب.

وآية ذلك أنّ الله عز وجل يبين أنّ هذا القرآن جاء ميسرًا: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾[القمر:17-22-32-40] أربع مرات، ثم في سورة مريم، ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا﴾[مريم:97]، وهو تيسير مرتبط بالتدبر، ومرتبط بالنظر المستأنف في الوحي، من أجل إنتاج مجموعة من العلوم يمكن أن نصطلح على تسميتها “علوم التيسير”.

وهي علوم تنتج عن الوعي ببنائية القرآن المجيد، وتضمُّنِه لسنن قابلة للتعقل والإدراك من لدن الإنسان، بمقتضى المواءمة التي جعلها الله بين الإنسان والقرآن.

المقدمة الثالثة: أن يكون لدى الباحث وضوح في القضايا التي يريد أن يستنطق بخصوصها القرآنَ المجيد، إذ حين اتضاح هذه القضايا، فإنها تكون بمثابة التضاريس الفكرية، والنفسية، والوجدانية، التي من شأنها أن تمكّن الدارس من التقاط ما يتعلق في القرآن المجيد، بالمواضيع المبحوث فيها من إشارات؛ وإلا فسوف تغلب على البحث العموميةُ والسطحية.

فالإنسان الذي قد اشتغل في التربية مثلاً، ووقف على بعض إشكالاتها، وأدرك الأمور التي تقتضي الحل، ووقف على حيثيات التربية، يكون أكثر استعدادًا لتلقي الإشارات والآيات الموجودة في القرآن المجيد بخصوص هذه المسألة. أما إذا دخل إلى كنّ القرآن الكريم خالي الذهن، فإنّه سوف يُتخطّف ويُجتال بقضايا كثيرة ومتعددة، ولن يكون الاستنطاق للقرآن المجيد بخصوص المضمار المبحوث فيه كما هو مرجو؛ بمعنى أنّ بناء هذه التضاريس التمثلية والفكرية، التي سوف تُمكّنُ من التقاط الإشارات القرآنية المتعلقة بالقضية المدروسة، لا بد منه بين يدي الدخول إلى عالم القرآن الرحيب لبحثها.

المقدمة الرابعة: التي لابد منها أثناء بحث قضية الإجماع والوعي الجمعي في القرآن المجيد، هي أن يستحضر الإنسان في كل لحظة كونه إنسانًا ينتمي إلى الأسرة الآدمية الممتدة عبر الزمان والمكان، وأنه يشكل معها وحدة، ويعيش معها تحديات مشتركة لابد من العمل المتضافر لرفعها، مما يجعل من الإنسان القرآني كائنًا كونيًّا، يتبنّى هموم العالمين في كافة امتداداتهم، وهذا تنتج عنه حالة من المشاركة الوجدانية، تساعد على تَلقِّي إشارات القرآن الكريم بخصوص الوحدة والاجتماع، إشارات لا سبيل إلى تلقيها في غياب هذا الشرط النفسي والوجداني.

وهذا الشرط يعدّ بمثابة الإطار العام المحدّد للوجهات التي سوف ينطلق فيها الباحث حين يكون منفتحًا على هموم العالمين، ويكون عنده كل الافتقار وكل الإدراك اللذين مضت إليهما الإشارة.

المقدمة الخامسة: إننا في هذه المرحلة أحوج ما نكون إلى فتح الأبواب على الواقع كما هو، لنتمكّن من إدراكه على ما هو عليه، لنكون أقدر على تصييره ذلك الواقعَ الذي نحلم به، فكلنا نحلم بالتسامح وبالجمال، ونتوق إلى الوحدة، والاتحاد، ونرجو نبذ الفرقة والاختلاف، ونرفض واقع التجزيء والتمزيق والتعضية، ونحلم بأن تكون البشرية متعاونة على البر والتقوى فوق هذا الكوكب، ولكن الواقع يُثبت أن ثمة سوابق معرفية وبراديغمات تؤطر الأذهان، وتُوجِّه الواقعَ وسلوكَ الإنسان. وهي سوابق معرفية وبراديغمات تحتاج تتبعا، وتحليلا، ونقدا.

المقدمة السادسة: ضرورة مراعاة السياقات التاريخية، والحضارية، والثقافية، والفكرية، والاجتماعية، والسياسية، والمعلوماتية المتنوعة، التي تمر منها البشرية اليوم، والأمة الإسلامية بوجه الخصوص، ونحن نستنطق القرآن المجيد بخصوص هذه المجالات المركّبة، وهذا ضرب من الإدراك لا يمكن تأتّيه دون الاستثمار الزمني والنفسي والذهني والمادّي الملائم، والتقاط الإشارات القرآنية الهادية بخصوص الموضوعات المركبة كموضوعنا هذا، لا يمكن أن يتم دون التعاطي الميداني التفاعلي المباشر مع أهلِ ومكونات الحضارات المختلفة المعنية.

المقدمة السابعة: لا يمكن تصوّر وقوع أي استكشاف في هذا المجال أو غيره بدون استحضار ما يلزم من آليات منهاجية ولغوية، وكذا ما يلزم من مهارات ومقتضيات مادّية.

فهذه سبعة شروط متصلة بقضية التأسيس للإجماع والوعي الجمعي من خلال هاديات القرآن الكريم أردتُ الاستهلال بها من أجل استئناف فتح ملف هذه القضية المحورية.

]]>
https://www.massarate.ma/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%91%d9%90%d8%b3%d8%a7-%d9%84%d8%a5%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a9-1.html/feed 0
ضمان حقوق الإنسان مقصدا من مقاصد الشريعة الإسلامية – 16/16 https://www.massarate.ma/%d8%b6%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%b5%d8%af%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b5%d8%af-16.html https://www.massarate.ma/%d8%b6%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%b5%d8%af%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b5%d8%af-16.html#respond Wed, 29 May 2013 10:12:53 +0000 http://www.massarate.ma/?p=27694 إن  الانخراط في العكوف الكوني على معالجة جملة من القضايا والإشكالات ذات العلاقة بتنزيل مختلف أجيال حقوق الإنسان، كما هي متعارف عليها كونيا على أرض عالمنا المعولم، في مراعاة لمقتضياته السياقية المختلفة والمتداخلة، وكذا في مراعاة للمستلزمات المعرفية والثقافية والتشريعية.

والإسهام في بلورة نظرية R.M.R” – Reverse Moderate Relativism” في مجال حقوق الإنسان، والتي تعنى بالنظر  التعارفي المنفتح، إلى ما يمكن أن تغني به المنظومات التشريعية المختلفة، منظومة حقوق الإنسان الكونية. وقد انكببنا في مقامنا هذا على النظر فيما يمكن أن تغني به المنظومة التشريعية الإسلامية منظومة حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها كونيا.

ووعيا بأن حال الفرد المستهدف بضمان حقوقه والاستنهاض للقيام بواجباته ـ وعلى حد تعبير مارسيل غوشيه، لا يتغير من الخارج فحسب، وإنما من الداخل أيضا، حيث إن هذا الفرد في الوقت نفسه الذي يجد فيه أن تحديده يعاد، سواء تعلق الأمر بحقوقه أم بمصالحه، فإن عناصر علاقته بنفسه تتغير بشكل أساسي، وينقلب إدراكه الداخلي لمكونات شخصيته رأسا على عقب، وإنها ظاهرة ذات تأثير بالغ يعيد فكرة الذاتية المتعلقة بصورة المواطن المطروحة منذ القرن 18 إلى بساط البحث(1).

مما يستلزم نظرا مستأنفا، واجتهادا متجددا، بخصوص موقع الفرد، والتشاكس السياسي، والتسويقي الشرس للاستئثار باهتمامه وطاقاته ومقدّراته،  ولا شك أن من آكد حقوق الإنسان، الحق في قدر نسبي من التوقير حتى لا تضيع منه أزِّمة ذاته، فَيَتِيه عنها وعن محيطه.

وقد استحضرنا ضمنيا،كون مكتسب الديمقراطية في عالمنا المعاصر، قد نما في تمظهرات كثيرة له، على التصادم مع «المقدس»، مما أصاب الديمقراطية عن طريق العدوى، بشيء من «القداسة» ! جعلتها تسمو فوق الذاتيات والمكتسبات الشخصية، فاستحثت الإنسان للخروج من حالة «القصور» مما سربل الديمقراطية ب “وقار” جعل منها «دعوة» وخدمة على حد تعبير غوشيه «شبه كهنوتية»(2) ومادة للتفاني غير المشروط، في مقارفة لأن تصبح «المشروع الشامل» الذي يحيط بالوضع البشري بأكمله، مما كان من نتائجه استدعاء الأديان إلى المجال العام، فأعطى الديمقراطية هيئتها الجديدة في منطقتنا وما حولها، مما يُلزم باجتهاد متجدد، يتغيّى تعميق محيط الفعل الحقوقي والسياسي، وحتى الاقتصادي.

وإذ إن تملّك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات المبثقة منه، أمر ضروري في الالتزام بمقتضياته، فإنه من اللازم تفعيل مقاربة R.M.R، ببرهانية ترفع وهم التناقض مع ثقافتنا المحلية بكل مرتكزاتها، ومن أهمها الدين الإسلامي، وذلك بفتح نوافذ الاجتهاد والتجديد غير المتعارضين روحا مع الإعلان العالمي، ولا مع فحوى النظم الاعتقادية والتشريعية في العالم والتي جميعها تجعل الإنسان في مركزيتها ولبابها، وما الإسلام ببدع من هذه النظم.

وقد تبين أن الشريعة الإسلامية ليست فقط غير متعارضة مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإنما تكتنز قوة اقتراحية، من شأنها، إغناؤه، وتزويده بجملة من آليات التفعيل والإجراء، ولا سيما في مجال القرن الوظيفي الممقدر«dosé» للحق بالواجب، كما تبين أثناء الحديث عن الجيل الثالث من حقوق الإنسان. ولا شك أن هذه المقاربة من شأنها تجاوز الكليشيه  المعتاد الذي مفاده، وكما يقول الباحث Jason Morgan Foster  «أن بعض الثقافات تتلكؤ في قبول الحقوق التي تبنّاها معظم عالمنا باعتبارها أساسية، فإنه يتبين في هذه الحالة ـ للعبرة ـ أنه على العكس من ذلك تماما ـ  فإن الثقافة الإسلامية ليست وراءً، بل هي رائدة، حيث إن خطابها التشريعي مقدّرٌ، ومُقتدى بهذا الصدد، مما من شأنه أن يمنح منظورا منعشا للتداول حول كونية حقوق الإنسان»(3)

(1) ـ مارسل غوشيه الدين في الديمقراطية ص 114، يعني غوشيه هذه  المسألة قائلا:”إن إطار هذه التحولات التي تجري في المجتمع المدني، ونمط تركيبه وديناميكيته، هو الذي يجب أن يتم خلاله فهم التحولات، حتى تلك المتعلقة بالمعتقد، وهي تحولات متعلقة بطبيعته وموقعه، وفي الوقت نفسه، بأوضاعه الخاصة وحالته العامة. فالمعتقدات تحولت إلى هويات، مما يعني في الوقت ذاته، طريقة أخرى للاندماج فيها من الداخل، وطريقة أخرى للانتماء إليها من الخارج” مارسيل غوشيه الدين في الديمقراطية ص 113.

(2) ـ مارسل غوشيه، الدين في الديمقراطية ص 129

(3) ـ Jason Morgan Foster-Yale University, Human Rights And Development L.G, Vol 8, pp 116

]]>
https://www.massarate.ma/%d8%b6%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%b5%d8%af%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b5%d8%af-16.html/feed 0
ضمان حقوق الإنسان مقصدا من مقاصد الشريعة الإسلامية – 15/16 https://www.massarate.ma/%d8%b6%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%b5%d8%af%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b5%d8%af-15.html https://www.massarate.ma/%d8%b6%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%b5%d8%af%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b5%d8%af-15.html#respond Fri, 24 May 2013 14:35:29 +0000 http://www.massarate.ma/?p=27584 إعمال أصل الاستحسان

بيَّن الإمام الشاطبي بعض معاني الاستحسان الذي هو أخذٌ بالمصلحة عند المالكية قائلاً: «الاستحسان في مذهب مالك: الأخذ بمصلحة جزئية في مقابل دليل كلِّي؛ لأنه يقوم على التيسير ودفع المشقة ورفع الحرج عن الناس.

ومقتضاه: الرجوع إلى تقديم الاستدلال المرسَل على القياس؛ فإن من استحسن لم يرجع إلى مجرد ذوقه وتشهّيه، وإنما رجع إلى ما علم من قصد الشارع في الجملة، في أمثال تلك الأشياء المفروضة(1)، كالمسائل التي يقتضي القياس فيها أمراً إلا أن ذلك الأمر يؤدي إلى فوت مصلحة من جهة أخرى، أو جلب مفسدة كذلك»(2).

فآلية إعمال أصل الاستحسان، اعتبارا لمآل إهدار حقوق الإنسان وضمانها، يمكّن من القيام بترجيحات معتبرة بهذا الخصوص، مما يفتح ذريعة العدالة، ويسدّ ذريعة الظلم.

إعمال فقه الموازنات:

قال الشاطبي: «وإنا وجدنا الشارع قاصداً لمصالح العباد، والأحكام العادية تدور معها حيث دارت، فترى الشيء الواحد يمنع في حال لا تكون فيه مصلحة، فإذا كان فيه مصلحة جاز»(3)

ومفاد ذلك وجوب الموازنة بين الاحتمالات الممكنة في غير المحكم من الأحكام، ترجيحا وموازنة بين ما تحققه تنزيلاتها في إطار الشرع الحنيف، وبمقاييسه وموازينه، من المصلحة في الظرف الواقعي المعين، ثم اعتماد الاحتمال الذي يرجُح أنه أكثر تحقيقا للمصلحة بضوابطها الشرعية المبينة في أماكنها، واعتبار ذلك هو الحكم الشرعي في تلك الحالة، وهذا مناط الاجتهاد، فيما مردّ الأحكام فيه إلى النظر

 ومن تداعيات الوعي العميق عند علمائنا بهذه الآليات في النظر، كونهم درجوا على ألا يسقطوا من اعتبارهم الآراء المرجوحة في تراثنا الفقهي، إذ هي ذخيرة اجتماعية قد تمس إليها الحاجة في أوضاع لاحقة مختلفة، فما لم يرجح في واقع عيني مشخص نظرا لملابِسات وسياقات معينة، قد يضحى راجحا ضمن ملابسات وسياقات أخرى، وفقه إمام دار الهجرة إمامنا مالك رضي الله عنه يحضر فيه هذا الوعي العميق بشدة، لانبنائه على قواعد واقعية كعمل أهل المدينة، والاستحسان، والمصلحة المرسلة، وسد الذرائع.

وفقه الموازنات فقه دقيق يقتضي أن يكون المُعمِل له(فردا كان أم جماعة) ريّانا من علوم النص وعلوم السياق، وعلى دراية بالعواقب والمآلات، مما ينتج عنه ملكة في الترجيح والتغليب، بعد القيام بالتسديد والتقريب، وجليّ أن ذلك من معضدات ضمان حقوق الإنسان في المجتمعات.

(1) – يقصد الإمام الشاطبي”العلم بقصد الشارع بالاستقراء الكلي للأدلة في إجمالها وتفصيلها، كما هو مبين في كتابه الموافقات.

(2) ـ الموافقات4/207

(3) ـ الموافقات 2/225، وقال في الموازنة بين المصالح الكلية: “وكل واحدة من هذه المراتب لمّا كانت مختلفة في تأكد الاعتبار –فالضروريات آكدها ثم تليها الحاجيات ثم التحسينيات- وكان مرتبطا بعضها ببعض كان في إبطال الأخفِّ، جرأةٌ على ما هو آكد منه، ومدخل للإخلال به، فصار الأخفُّ كأنه حمى للآكد، والراعي حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، فالمخلّ بما هو مكمّل، كالمخل بالمكَمَّل من هذا الوجه” الموافقات1/30.

]]>
https://www.massarate.ma/%d8%b6%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%b5%d8%af%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b5%d8%af-15.html/feed 0
ضمان حقوق الإنسان مقصدا من مقاصد الشريعة الإسلامية – 14/16 https://www.massarate.ma/%d8%b6%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%b5%d8%af%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b5%d8%af-14.html https://www.massarate.ma/%d8%b6%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%b5%d8%af%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b5%d8%af-14.html#respond Fri, 17 May 2013 15:23:22 +0000 http://www.massarate.ma/?p=27348 إعمال أصل اعتبار المآل

اعتبار مآل الأفعال من المقاصد المهمة من الشريعة. قال الشاطبي: «النظر في مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعاً كانت الأفعال موافقة أو مخالفة، وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عن المكلفين بالإقدام والإحجام إلا بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل، مشروعا إلى مصلحة فيه تستجلب، أو لمفسدة تدرأ، ولكن له مآل على خلاف ما قصد فيه؛ وقد يكون غير مشروع لمفسدة تنشأ عنه، أو مصلحة تندفع به، ولكن له مآل خلاف ذلك، فإذا أطلق القول في الأول بالمشروعية، فربما أدى استجلاب المصلحة فيه إلى مفسدة تساوي المصلحة، أو تزيد عليها، فيكون هذا مانعاً من إطلاق القول بالمشروعية.

وكذلك إذا أطلق القول في الثاني بعدم المشروعية، ربما أدى استدفاع المفسدة إلى مفسدة تساوي أو تزيد؛ فلا يصح إطلاق القول بعدم المشروعية. وهو مجال للمجتهد صعب المورد، إلا أنه عذب المذاق، محمود الغب جارٍ على مقصد الشريعة»(1).

والنظر إلى مآل المجتمع الضامن لحقوق إنسانه، كما النظر إلى مآل المجتمع المهدر لها، يفرض تقديم القياسات الضامنة لحقوق الإنسان، وإن خفيت، على القياسات كلها وإن كانت جلية، وهذا يقودنا إلى آلية الاستحسان.

(1) الموفقات 3/194.

]]>
https://www.massarate.ma/%d8%b6%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%b5%d8%af%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%b5%d8%af-14.html/feed 0