3 طرق لتأسيس ثقافة الابتكار في الشركات الناشئة

الرئيسية » إبداع وتنمية » 3 طرق لتأسيس ثقافة الابتكار في الشركات الناشئة

3 طرق لتأسيس ثقافة الابتكار في الشركات الناشئة

مع استمرار الضغوط الناتجة عن مطالبات الزبائن برفع مستوى الجودة، وواقع السوق الذي يفرض على الشركات العمل من دون توقف لتحقيق المزيد من الأرباح، تظهر أهمية الإجابة عن السؤال الآتي: كيف يمكن إيجاد مساحة كافية للابتكار؟ ومثل الشركات الكبرى الساعية إلى توفير ذلك بالرغم من الضغوط المتواصلة، تقطع الشركات الصغيرة والرائدة في مجال أعمالها، أشواطاً طويلة في محاولاتها للابتكار بتجربة الأفكار الجديدة.

وحيث لا يمكن فرض الابتكار على الآخرين، تحتاج الشركات إلى تأسيس بيئة حافزة على التفكير الإبداعي ورعايته، فضلاً عن قدرتها على تقبل الفشل والحض على التعاون والأخذ بالأفكار.

1. تقبل الفشل:

نحن نتعلم من أخطائنا أكثر مما نتعلمه من نجاحاتنا.

خشيت شركة معمارية كبرى متخصصة في تصميم ملاعب كرة السلة، من الفشل أمام عملائها. وكان على أحد ملاكها الــ7 الموافقة على التصميم قبل عرضه على العميل. لكن كانت المهمة شاقة بوجود 100 مهندس معماري يعملون لدى الشركة، مما حال دون متابعة آراء عملائها لتوليد أفكار جديدة. وعندما أدرك مالكو الشركة أنهم وراء ما حدث، ابتكروا طريقة لاكتشاف عيوب تصاميم مهندسيهم قبل عرضها على العملاء، بأن فرضوا عقد اجتماع داخلي يعرض خلاله المهندس المعماري تصميمه على أحد الموظفين.

ولهذا، على الشركات أن تؤسس لثقافة تسمح بالفشل وتصويب الأخطاء. ولا يكون فيها الموظفون عرضة للوم والتأنيب بسبب أخطائهم، من دون التشجيع على التعلم والتكيف.

2. ترسيخ ثقافة التعاون:

يفيدنا المثل الياباني بهذه الحكمة: “لا يساوي ذكاء أي أحد منا ذكاءنا مجتمعين”. فالابتكار الخلاق مصدره التعاون، وطرح الأفكار للنقاش خلال المحادثات يساعد الجميع على اكتشاف الحل بشكل أسرع وأكثر قدرة على تحمل المخاطر. ومثال ذلك: ينعقد مجلس مؤلف من 21 مهندساً في شركة تكنولوجية ناجحة مرة واحدة كل أسبوعين. وكانوا قد عجزوا عن حل قضية واحدة ظلت مثال جدل لشهور. لكن حينما تعاونوا وناقشوا أفكارهم بهدوء، وجدوا حلاً خلال ساعتين فقط. وهناك أساليب عدة من شأنها تشجيع الأفكار الجديدة ورعايتها، بشرط تحقيق المساواة في الاستماع إلى أصحاب هذه الأفكار.

ويقول (وارن بينيس): “يخشى الناس التعاون فيما بينهم لـ3 أسباب:

1) يخشون فقدان كياناتهم وهوياتهم.

2) يخشون فقدان براعتهم الفكرية.

3) يخشون فقدان حرية التصرف الفردي أو الاستقلالية.

وبالتالي، عليك معرفة موظفيك على حقيقتهم لتحفيزهم وإثارة اهتماماتهم، وتحرير الجوانب المتميزة فيهم.

3. الاطلاع على ردود أفعال العملاء وآرائهم:

بينما نستطيع التعلم من فشلنا، تحتاج أفكارنا إلى التشجيع والتحفيز. كما أن ردود الأفعال والآراء المختلفة ضرورية لابتداع الحلول الناجعة للمشكلات داخل الشركة، ومشكلات العملاء والزبائن. لكن لا بد لردود الأفعال أن تكون صادقة، وأن تستقى من مصادرها المباشرة، لتجنب تحريف المعلومات أو فقدانها. وكثيرا ما يعتقد الموظفون بأنهم يدركون طبيعة رغبات الزبائن، بينما يحتاج الزبائن إلى أن تطرح عليهم الأسئلة، وأن تلقى ردود أفعالهم الاهتمام الكافي.

وفي البيئة التي تحتضن الابتكار، ينبغي لوجهات النظر أن تلهم التفكير الإبداعي، لا أن تلغيه أو تحد من تطوره. ولهذا، على الشركات تأسيس ثقافة تتطلع إلى الزبائن، وتستقي حلول مشكلاتها منهم. كذلك تتقبل إخفاق موظفيها، وتساعدهم على التعاون فيما بينهم أثناء العمل، وتستمع إلى كل الأفكار باحترام وتقدير.

بوليانا بيكستون – فوربس ميدل ايست

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *