وسائل "الميديا" تستنفد الطاقة

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » وسائل “الميديا” تستنفد الطاقة

وسائل "الميديا" تستنفد الطاقة

تميزت الحياة المعاصرة بالضغوط النفسية والعصبية التي يتعرض لها كل منا أثناء ساعات العمل وبعدها . ويلجأ الكثيرون إلى تصرفات معينة للتغلب على هذا التوتر أو لتقليل حدته، بيد أن ما يسلكه يأتي بنتائج عكسية لم تؤخذ في الحسبان. ومن هذه التصرفات ما يلي: الجلوس أمام التلفاز: بحسب مجلة “ريدرز دايجيست”، فإن الجلوس لفترات طويلة لمشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو من المفترض أن يكسب الإنسان شعوراً بالراحة والسكينة، بيد أن هذا الأمر لاينطبق على الجميع، بحسب الباحثين الألمان والهولنديين الذين توصلوا إلى أن المتعبين بعد ساعات عمل مرهقة يشعرون بتأنيب الضمير إذ إن جلوسهم أمام التلفاز أو ممارسة ألعاب الفيديو يجعلهم يترددون ويؤجلون مهام كان من المفترض أداؤها.

ويقول صاحب الدراسة البروفيسور ليونارد رينيك من جامعة “جوهانيز جوتنبرغ” في “مينز”: “بدأنا نعتبر وسائل “الميديا” الحديثة مهدرات للطاقة، وتوفر سبل الاتصال ومحتوى الميديا في كل مكان بات يشكل عبئاً يثير التوتر أكثر من مصدراً للراحة والسكينة”.

التفكير ملياً في حدث ما، كما يقول الاختصاصيون، مثل إعادة التفكير في لقاء مع مديرك في العمل أو في وضع قوائم لما تؤيده وتعارضه قد يكون مثمراً من حيث الظاهر، إلا أنه يعد في حقيقة الأمر عادة مدمرة تتسبب في إعاقة القدرة على حل المشكلات بخاصة إذا كانت الحالة النفسية سيئة، بحسب آليس بويلز أستاذة علم النفس في موقع PsychologyToday.com. وتضيف “غالباً ما يعتقد الناس أن التفكير ملياً سوف يؤدي إلى التبصر حول سبل حل المشكلات، إلا أن ذلك مغاير للحقيقة، وأنه إذا لم يتمكن الإنسان من الهرب ذهنياً وبسهولة من حالة التوتر التي يمر بها، يمكن إلهاء نفسه بممارسة الرياضة أو بالاستماع إلى الموسيقى”.

التحدث إلى الأصدقاء: أثبتت الأبحاث أن النساء اللاتي يناقشن مشكلاتهن مع صديقاتهن ترتفع لديهن معدلات هرمون التوتر، وينصح الخبراء بالتحدث سريعاً عن المشكلة ثم التحول إلى البحث عن الحلول الممكنة لها.

القيام بمهام متعددة: تقول توني برنهارد من موقع PsychologyToday.com إن تعدد المهام بعد يوم عمل شاق قد يزيد من مستويات هرمون التوتر، وتنصح بالتمهل والقيام بالمهام البسيطة أولاً وبوتيرة هادئة.

النوم لساعات طويلة: أورد موقع Health.com أن قضاء وقت طويل في الفراش من الممكن أن يدخل الإنسان في حالة من السبات العميق التي تصعب قدراته على التركيز في والتأقلم مع المضايقات التي يتعرض لها.

تناول الأطعمة السريعة: يرى الاختصاصيون أن تناول الأطعمة السريعة ليس بالطريقة الصحية للتغلب على التوتر، وعلى الرغم من ذلك يلجأ إليها الكثيرون ظناً منهم أن الطعام السريع يحسن الحالة المزاجية أو يرفع مستويات الطاقة، إلا أنه في واقع الأمر، عندما يتناول الإنسان الطعام ومستوى التوتر مرتفع فمن الممكن أن تتسبب المواد الكيمائية في الطعام في إفساد عملية الهضم ومع أسف فالسعرات التي تدخل الجسم آنذاك تخزن في صورة دهون بدلاً من استخدامها في صورة طاقة.

وفي ما يتعلق باستخدام “فيس بوك” يعتبر كثيرون ذلك مكافأة اعتيادية لإنجاز مشروع ما، أو النجاح في أداء مهمة، فيقضون عشرات الدقائق على مواقع التواصل الاجتماعي سعياً وراء الاسترخاء. إلا أن بعض محتويات الموقع مثل مشاركات الأصدقاء قد تزيد الأمر سوءاً. وتوصل الباحثون بعد تتبع ما يزيد على 100 مليون مستخدم ل”فيس بوك” خلال 3 سنوات، إلى أن العواطف التي تنبثق منها مشاركاتنا على “فيس بوك” معدية مثل المرض، سلبية كانت أو إيجابية.

أشرف مرحلي – الخليج

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *