هل سينتهي عصر الكتابة على الهواتف؟

الرئيسية » إعلام ورقميات » هل سينتهي عصر الكتابة على الهواتف؟

هل سينتهي عصر الكتابة على الهواتف؟

صار بإمكانك اليوم التحدث إلى هاتفك قائلاً: “حسناً غوغل – OK Google ” أو “مرحبا سيري – Hey Siri” لتتمكن من إجراء بحث عن معلومة ما أو الحجز في مطعم معين، أو إرسال رسالة نصية بدلاً من طباعتها في صندوق البحث أو النقر على أحد التطبيقات.

على الأرجح أنك تعلم بهذه المزايا جميعاً، لكن ما لا تعلمه هو: أنها باتت سهلة وفي متناول الأيدي. وتكفيك تجربة خاصية “غوغل فويس سيرتش – Google Voice Search” أو تقنية “سيري” الخاصة بأبل، أو “مايكروسوفت كورتانا”، لتتفاجأ بمدى تحسن أداء هذه الخصائص مقارنة بـ6 شهور مضت، فقد أصبحت أكثر قدرة على تمييز الكلمات وإعطاء نتائج أكثر دقة، حتى لو كنت في مكان مليء بالضوضاء.

ويعود الفضل في هذا التطور الملحوظ، إلى التحسينات الهائلة في مجال تعلم الآلة، لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي المسمى بـ” التعلم العميق – deep learning”، الذي يجرى تطبيقه على تقنية “تمييز الكلام” في السنوات الأخيرة الماضية. يقول تيم توتل، المدير التنفيذي لشركة (إكسبيكت لابس – Expect Labs) التي بدأت تقديم خدماتها السحابية (مايند ميلد – MindMeld) في العام الماضي، لتمكين أي جهاز أو تطبيق على إنشاء واجهات صوتية: “إن الإنجازات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي تمكنت من حل شيفرة الصوت بدقة تقارب 90% من أصله الإنساني.”

إنه أمر رائع لمالكي الهواتف الذكية، لكنه يزيد من تعرض الشركات لمخاطر محتملة، إذ يضيف توتل: “من يلجأ إلى المساعد الذكي سيصبح الجهة الأولى التي يلجأ إليها الأشخاص إذا أرادوا العثور على شيء معين أو الشراء وغير ذلك”. وهذا سيجبر الشركات على التخلي عن كل بياناتها المتعلقة بالمنتجات لتلك الجهة. من ناحية ثانية، فإن دقة تمييز اللغة تعد أحد الأسباب التي تجعل الكثير من الناس يعتمدونها للاستخدام سيما في الهواتف، فالبحث الصوتي والأوامر الأخرى تعمل بشكل أسرع من كتابة النصوص وإعادة كتابتها، أو حتى الضغط على الأزرار في تطبيق ما.

لكن لم ننتهِ بعد من التحسينات في مجال “تمييز اللغة”، وتوتل يعتقد بأن هذه التقنية ستكون أفضل من قدرة الانسان على تمييز اللغة في الأشهر الـ18 المقبلة، بفضل التقدم الذي تحرزه كل من غوغل وأبل ومايكروسوفت في برمجيات هواتفها، والتي يعتمد عليها الآخرون مثل “إكسبيكت لابس”.

غير أن هذه التحسينات المستمرة وتعزيز خصائص الأوامر الصوتية، لم يفلت انتباه جميع الشركات والوكالات الحكومية. ولهذا، تعمل شركة “إكسبيكت لابس” مع نحو 1600 مطوّر وشركة، بما فيها شركات مشغلي الكوابل الكبيرة وشركات السيارات، بالإضافة إلى الوكالات الحكومية.

بينما يعتقد توتل أن كثيراً من أجهزة المساعدة الصوتية ستظهر قبيل نهاية العام الحالي، على غرار جهاز (إيكو- Echo) الخاص بأمازون. كما يرى أنها ستركز على أسواق محددة مثل: الموسيقى والفيديو.

فوربس ميدل ايست

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *