نزهة فكرية وأدبية في رياض الأندلس

الرئيسية » إبداع وتنمية » نزهة فكرية وأدبية في رياض الأندلس

التأم يوم الخميس 12 يونيو 2014، الصالون الثقافي السادس الذي يرعاه نادي الإبداع والفكر، وترأسه السيدة الفاضلة الأستاذ سعدى ماء العينين، في موضوع “نزهة في رحاب الأندلس، ملتقى الحضارات ورمز ثقافة السلام.

شارك في هذا الصالون ثلة من الأساتذة المختصين هم : د. عبد الإله بن عرفة، د. ة. نفيسة الذهبي، د. محمد العدلوني الإدريسي. وقد ألقى الدكتور عبد الإله بن عرفة في عرضاً بعنوان “لماذا الأندلس اليوم ؟”، بينما قامت الدكتورة نفيسة الذهبي بقراءة في ثَبَتِ أبي جعفر أحمد البلوي الوادي آشي في العصر الأخير من الوجود الإسلامي في الأندلس. وتناول الدكتور محمد العدلوني الإدريسي موضوعاً عنونه “من بواكير الثقافة الصوفية الأندلسية : ابن مسرة من خلال كتابيه الحروف والاعتبار”.

ترأس الجلسة الدبلوماسي المخضرم الأستاذ عبد الكامل دينية. وبعد إلقاء رئيسة النادي كلمة ترحيبية، تناول الأساتذة المشاركون الكلمة تباعاً، بدءاً من الدكتورة نفيسة الذهبي، مروراً بالدكتور محمد العدلوني الإدريسي وانتهاءً بالدكتور الأديب عبد الإله بن عرفة الذي حاول في عرضه المنهجي أن يعرف الأندلس جغرافياً وحضارياً. وتوسع في تحديده المصطلح حيث اعتبر أن الأندلس اليوم نقطة ارتكاز ووحدة قياس للبناء الحضاري، على شاكلة النموذج اليوناني الذي كان نقطة ارتكاز بالنسبة لأوروبا خلال عصر النهضة في القرن الرابع عشر الميلادي، والذي انطلق من فلورنسا وبعض المدن الإيطالية الأخرى مثل البندقية وروما ليشمل باقي أوروبا. وقد تجلى هذا النموذج النهضوي الأوروبي في العمارة والفنون. وقياساً عليه، فإن الدكتور عبد الإله بن عرفة يدعونا إلى اعتبار الأندلس نقطة ارتكاز للحضارة الإسلامية التي بلغت أوجها في هذا المجال الحضاري حيث كان لها تأثير كوني على غيرها. وخلص الدكتور بن عرفة إلى أن الأندلس لا تقتصر على المجال الجغرافي ولكنها تتوسع لتشمل مجمل الغرب الإسلامي بمناطقه المختلفة. ويعتبر المغرب بمفهومه الحضاري وريث الأندلس حيث يشكل لحمة عضوية معها. وفي سياق التدليل على جِدَّة هذا الطرح، فقد أورد الدكتور ابن عرفة مجموعة من النصوص والروايات حول بداية الوجود الإسلامي في الأندلس سواء عند ابن حيان والحجاري وابن بشكوال وابن خلدون. ثم أورد نصوصاً أخرى في فضل الأندلس لابن حزم وابن العربي الحاتمي وأبي الوليد الشقندي.

استمر هذا اللقاء الأدبي والفكري الرفيع في سمر ليلي مطول، وأعقبه نقاش موسع حول ما تم تداوله، وقد كان ناجحاً بامتياز رغم أنه صادف انطلاق الحفل الافتتاحي لمونديال 2014، لكن عشاق الثقافة الراقية والأندلس أبوا إلا أن يحضروا بقوة وكثافة لهذا الصالون الأدبي والفكري. وقد حضره مجموعة من الأدباء والشعراء والدبلوماسيين والمهتمين بالشأن الثقافي من المغرب ودول عربية شقيقة.

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *