كشفت أبحاث طبية، أجراها معهد “كارولينسا للأبحاث”  بالعاصمة السويدية، أن إعطاء جرعات من المكملات الحديد الغذائية للأطفال منخفضي الوزن، يقلل من فرص معاناتهم من اضطرابات سلوكية، مثل قلة التركيز وفرط النشاط وعدد من المشكلات السلوكية في مراحل متقدمة من أعمارهم.

وأوضح الباحثون أن هناك علاقة مرتبطة بين انخفاض وزن الطفل عند الولادة، وتزايد تعرضه لمخاطر صحية في مراحل متقدمة من عمره، ومن المرجح أن تنتشر بينهم اضطرابات سلوكية تزداد حدتها في حال معاناتهم من نقص في مستوى الحديد في الدم، والمرتبط  بصورة كبيرة بالنمو العصبي.

وتشدد نتائج الدراسة، على وجود علاقة سببية بين نقص الحديد لدى الطفل والمشاكل السلوكية في وقت لاحق في الحياة، إلا أنه في حال تناولهم لجرعات مكملة من مكملات الحديد تتراجع بصورة ملحوظة هذه المشكلات.

ويعد أكثر الأمراض شيوعاً والتي لها علاقة بنقص الحديد في الجسم هي الأنيميا أو فقر الدم، والتي يتم تحديدها من خلال انخفاض مستوى الهيموغلوبين أو الكريات الحمراء التي تسمح بنقل الأكسيجين في الدم. وتشمل إشارات أو عوارض الأنيميا شحوب البشرة، انخفاض مستوى الطاقة في الجسم، حدة الطبع، سرعة في نبضات القلب، وتأخر في النمو لدى بعض الأطفال. فجسم الإنسان يستعمل الحديد لإنتاج الهيموغلوبين، إلا أنه عندما ينخفض الحديد في الجسم، يفقد قدرته على إنتاج كمية كافية من الهيموغلوبين مما يسمح بتطوّر فقر الدم. وقد لا تظهر عوارض نقص الحديد إلا في حالات الأنيميا أو فقر الدم. وسبق أن أشارت الدراسات التي جرت مؤخراً إلى أن انخفاض مستوى الحديد وحده قد يؤثر على نمو الدماغ حتى قبل حدوث الأنيميا. وبإخضاع جميع الأطفال للفحوصات (خاصة فحص الدم)، يمكن اكتشاف الخلل وبالتالي تجنب حدوث نقص الحديد من خلال حمية غذائية مناسبة.