مستقبل صناعة التلفزيون أمام زحف الإنترنت

الرئيسية » إعلام ورقميات » مستقبل صناعة التلفزيون أمام زحف الإنترنت

رغم سقوط صروح التكنولوجيا التي سادت على مدار القرن الماضي الواحد تلو الآخر أمام قطار الإنترنت، فإن الشبكة العنكبوتية ظلت لفترة طويلة لا تستطيع زعزعة عرش أخير، ألا وهو العرش الذي يعتليه جهاز التلفزيون.

ولكن الآن وبشكل تدريجي، بدأت شبكة الإنترنت تشهد تطورا يمهد الطريق أمام إحداث تغيير في صناعة التلفزيون، وبالرغم من ذلك، ما زال من المستبعد أن يفقد التلفزيون دوره الرئيسي بالكامل في عالم الترفيه المنزلي.

تتنبأ مؤسسة غارتنر للأبحاث التسويقية أنه بحلول عام 2016، سوف يصبح 85% من أجهزة التلفزيون الجديدة متصلة بشبكة الإنترنت مع ارتفاع حجم إنتاج التلفزيونات الذكية من 108 ملايين إلى 198 مليون جهاز.

ويقول بول أودونافان المحلل بمؤسسة غارتنر “لقد أصبح التلفزيون مكونا رئيسيا يجمع عدة شاشات داخل المنزل” وهو ما يعني أن شاشة التلفزيون سوف تبدأ في تقديم نوعيات متعددة من البرامج تفوق برامج البث التلفزيوني التقليدي، وتتنافس العديد من الجهات لكي تحظى بجزء من كعكة تقنية التلفزيون الجديدة.

وتعمل غوغل لخدمات الإنترنت في الوقت الحالي على توسيع موقعها الإلكتروني يوتيوب لعرض مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، وبدأت العام الماضي تقدم أكثر من مائة قناة لتوجد بذلك بديلا عن التلفزيون التقليدي.

وينحسر التنافس بين البث التلفزيوني التقليدي والبث عبر شبكة الإنترنت في مجالين رئيسيين وهما أموال الدعاية وزمن المشاهدة، ويلاحظ أن الفارق بين الغريمين يتراجع العام تلو الآخر.

وبدأت قنوات التلفزيون الغربية تشعر بحدة المنافسة، لاسيما بعد أن بدأ المشاهدون يتخيرون المواد التلفزيونية التي يرغبون في مشاهدتها ويحذفون الفقرات الإعلانية في كثير من الأحيان.

وربما تستطيع شركة “أبل” العملاقة للتكنولوجيا أن تجعل 2013 عاما لا يُنسى بالنسبة لصناعة التلفزيون عندما تطرح تلفزيون أبل الجديد.

وتقول تقارير إعلامية إن المشكلة الرئيسية التي تواجه تلفزيون أبل هي قدرة الشركة العملاقة على توفير برامج جذابة تروق للمشاهد، وبخاصة في ضوء الرقابة اللصيقة التي تفرضها شركات الإعلام الأميركية على أبل خشية تأثر معدلات مشاهدتها.

ويرى خبراء صناعة التلفزيون أن مشروع تلفزيون أبل لن ينطلق قبل أن تستطيع الشركة أن توفر برامج مبتكرة تتماشي مع التقنية الفائقة التي يوفرها هذا الجهاز.

مصطفى بلمقدم

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *