مستقبل التحول الرقمي في الشركات

الرئيسية » إعلام ورقميات » مستقبل التحول الرقمي في الشركات

مستقبل التحول الرقمي في الشركات

هل سمعت بهذا القول من قبل: “التكنولوجيا الرقمية تغير كل شيء”؟ لقد برزت هذه الفكرة عقب ظهور تقنيات عدة، مثل: الحاسوب الشخصي من(IBM) عام 1981، و(Apple Macintosh) 1984، و(Netscape)أول متصفح تجاري 1994، وتأسيس (Google) عام 1998، و(Apple iPhone) 2007. إن “الرقمية” تغير كل شيء فعلاً، ليس لمرة واحدة بل لمرات عدة. وهي بمعنى آخر مثل “نجم الموت”؛ فهي تجذب مجال عملك أو شركتك إلى مدارها، وتوقف نموذج عملك القديم والمتعب (لكن المربح إلى حد ما). ثم تفرض نموذجها وقوانينها الخاصة لإدارة الأعمال، بحيث يكون التحول ضرورة يقابلها الفشل المحتوم.

ولننظر إلى (Wal-Mart) الشركة العالمية العملاقة، التي تملك 11.500 متجر و2.3 مليون موظف، وإيرادات قدرها 482 مليار دولار. فقد استخدم مؤسسها المحنك سام والتون التكنولوجيا الرقمية، كماسحات الـ”باركود” لجمع البيانات، وأجهزة الحاسوب المركزية لمعالجة البيانات، مما مكنها من التغلب على منافسيها، مثل: ( Sears) و(Kmart) وغيرها من المتاجر التي كانت بطيئة جداً في استيعاب هذا التحول التكنولوجي. مع ذلك، لا وقت لهذه المؤسسة حتى تضيعه، فنموها في المستقبل مهدد من قبل (Amazon)و(Alibaba) والشركات الأخرى الرائدة رقمياً.

في حين يتطور “نجم الموت الرقمي” على وتيرة “قانون مور”؛ فقوته تتضاعف كل 18 إلى 24 شهراً. لذلك عندما يجذبك إلى مداره، فإنه سيكون أمامك خيار صعب: تطوير شركتك وتحسين أدائها بمقدار الضعف كل سنتين، أو تباطؤ أعمالك وصولاً إلى الفشل.

فكيف تتجنب هذا المصير؟ في مؤتمر (FORBES) الأخير حول الثورة الرقمية، نوقشت الاستراتيجيات والتقنيات اللازمة للبقاء في المقدمة. وفي حالة (Wal-Mart) كانت (Cisco)، المصنعة للموجهات (Routers)التي تبلغ قيمتها 50 مليار دولار، ناجحة إلى حد كبير. مع ذلك، ما زال مستقبلها مهدداً من قبل (Huawei) الشركة الأسرع نمواً، ومقرها شنتشن في الصين. أما في موطنها فهي مهددة من الجيل التقني الأحدث لخدمات الحوسبة السحابية، وما توفره للمؤسسات من إمكانات حاسوبية وتخزين واتصالات في أي وقت.

وفي حين تدرك (Cisco) أن عليها تطوير منتجاتها ومبيعاتها ونماذجها بسرعة، عملت على استحداث منصب جديد، وهو: كبير المسؤولين الرقميين، لقيادة مرحلة التحول ومتطلباتها. وفي هذه الحالة، لا يقدم كيفن باندي كبير المسؤولين الرقميين تقاريره إلى المدير التنفيذي للمعلومات، بل إلى تشاك روبنز الرئيس التنفيذي للشركة. وهذا دليل على الحاجة الملحة للتطور والمواكبة، لمنافسة عمالقة الحوسبة السحابية مثل:(Amazon)و(Microsoft) والشركات الناشئة الأخرى و”السحابية” التي نمت بسرعة كبيرة، فضلاً عن منافسة (Huawei).

الهجوم والدفاع

لقد ظهرت وظيفة المدير التنفيذي للمعلومات في ثمانينات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين تغيرت بعض واجباته فقط. فالنمو المتشعب للتنظيم الحكومي والتعقيدات المالية، وتهديدات القراصنة لسلامة البيانات وأمن الشبكات، يعني أن المديرين التنفيذيين للمعلومات يقضون أوقاتهم الآن في أداء مهمات دفاعية. ومن هذه الناحية، أجبروا على التفكير في المشكلات المحتملة وكيفية منعها أو تخفيف أضرارها.

ولأن طبيعة المرحلة تضفي أهمية خاصة على الجانب المعلوماتي والتقني في الشركات، فإن ما فعلته (Cisco) على المستوى التنظيمي في بنية الشركة، يبدو صواباً بل ضرورياً أيضاً.

إن تعزيز آليات الدفاع في الموقع الإلكتروني الخاص بأحدهم، وبريده الإلكتروني واتصالاته ليس أمراً صعباً. لكن تكمن الصعوبة في فعل ذلك إلى جانب المحافظة على مزايا السرعة والمرونة وجودة الخدمات للعملاء، أو ما يسمى: “استراتيجية الشركة الهجومية”. وهكذا، ظهرت الحاجة إلى دور جديد ومنفصل عن المدير التنفيذي للمعلومات. ويمكن النظر إلى المسألة بهذه الطريقة: إذا كان المدير التنفيذي للمعلومات هو المسؤول في الشركة عن سياسة “الدفاع التكنولوجي”، فالرئيس التنفيذي الرقمي هو المسؤول عن سياسة “الهجوم التكنولوجي”، عبر زيادة سرعة المبيعات ونموها.

وللتمثيل على أهمية تحليل البيانات في القطاع الرياضي، والتحول الرقمي للشركات الناشطة تجارياً في هذا المجال يفكر المسؤولون في نادي (San Francisco Giants) بالطريقة التي ستغير فيها السيارات ذاتية القيادة دخول المشجعين إلى الملعب. كذلك إمكانية الشحن اللاسلكي للهواتف النقالة داخل الملعب، وتوظيف تقنيات الواقع الافتراضي لاستقطاب الشباب والأجيال المقبلة من عشاق رياضة البيسبول. فإذا أرادت هذه المؤسسة تحقيق مبيعات قياسية في مبيعات التذاكر كما فعلت غير مرة في السابق، على رئيسها التنفيذي التفكير جدياً بهذه الخيارات.

ريتش كارلغارد – فوربس ميدل ايست

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *