محمد الفايد.. رائد محو الأمية الصحية والغذائية في المغرب

الرئيسية » تربية وتكوين » محمد الفايد.. رائد محو الأمية الصحية والغذائية في المغرب

رجل يُغرد خارج السرب ويُحلق بعيدا عن موضة الساعة في علم التغذية وعلم البيئة، ونحسبُ – والله تعالى أعلم –  أنه يُقدم خدمات اجتماعية لا تُقدر بثمن لوزارات الصحة في المنطقة العربية على الأقل، وليس فقط لوزارة الصحة المغربية، بحكم أن النصائح الطبية التي يقدمها للمتلقي، تساهم بشكل أو بآخر، في محو الأمية الصحية والغذائية، وتشن “حربا توعوية” على بعض الصناعات الغذائية التي اصبحت تُهدد صحة المستهلكين، بشهادة نتائج دراسات علمية في الداخل والخارج.

نحن في ضيافة الأستاذ محمد الفايد، وإسمه الحقيقي والكامل محمد فائد بلمحجوب، المزداد سنة 1955 بأولاد سعيد قرب مدينة سطات، والأخصائي المغربي الأبرز اليوم في علوم الأغذية والتغذية، أما اختصاصاته الأدق، فلا يخرج خصوصا عن المايكروبيولوجيا الصناعية والبايوتيكنولوجيا الغذائية، وبالنتيجة، تصب اهتماماته، أساسا في حماية المستهلك والبيئة، هذا لمن ألقى السمع وهو شهيد.

منذ بضع أسابيع فقط، وعلى هامش صدور نتائج علمية حول مخاطر بعض المنتوجات الغذائية على الصحة، (وامتدت هذه المخاطر بالمناسبة إلى التسريع من وتيرة للإصابة بمرض السرطان)، لم تجد تلفزة مغربية عمومية أفضل من الدكتور محمد الفايد من أجل تسليط الضوء على الموضوع، تماما كما يُبدع الرجل في تسليط الضوء على كل ما له علاقة بمشروعه “الوجودي”: حماية المستهلك وتوعيته والمساهمة النبيلة والراقية في مساعدته على محو أميته الصحية، ولنا أن نتصور القيمة الأخلاقية لمثل هذا المشروع في مجتمعات متوسطية (عربية على الخصوص)، تتميز بارتفاع معدلات الأمية الأبجدية والوظيفية.

 تَخَرّج الفايد سنة 1977 عن معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، بعد حصوله على دبلوم تقني مخبري، قبل أن يحصد دبلوم مهندس تكنولوجيا غذائية (1984) عن نفس المعهد، ودبلوم الدراسات المعمقة “علوم الأغذية” جامعة بليز باسكال بفرنسا (سنة 1988)، ودبلوم مهندس متخصص في الصناعات الغذائية، معهد الحسن الثاني للزراعة سالف الذكر، (1989)، وجاءت ذروة شواهده العلمية، عبر حصده الدكتوراه الأولى، في موضوع “أسلوب صناعي لتصنيع المواد العربية”، عن جامعة بليز باسكال، سنة 1990، وحصده الدكتوراه الثانية، في موضوع “أساليب تحويل المواد الزراعية”، عن المعهد الأم: معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة سنة 1992.

ولعل إلقاء نظرة خاطفة على مساهمات الرجل العلمية عبر الرابط الإلكتروني التالي: http://www.mfaid.net/cv-ar.htm

تشفع له تبني خيار الصمت بخصوص بعض الانتقادات التي كانت تُوجه له فيما مضى بخصوص طبيعة ورسائل محاضراته التوعوية، لولا أن تطورات الساحة، جعلت منه إسما مرجعيا في تنوير العامة والخاصة على حد سواء في قضايا التغذية الصحية وحماية المستهلك، وأصبح ضيفا محبوبا ومرحبا به عن اقتدار في العديد من المحطات الإذاعية والمنابر الإعلامية، ومن باب المساهمة في رد الاعتبار المعنوي لمثل هذه الطاقات العلمية الرصينة، تأتي أسباب نزول هذه الكلمات في رجل نفتخر كثيرا بعلمه وتواضعه ومشروعه على حد سواء.

ومن باب رد الاعتبار أيضا، نقرأ أحقية حصول الفايد على بعض الجوائز والتقديرات، نذكر منها على وجه الخصوص، جائزة الحسن الثاني للاختراع والابتكار لسنة 1998، الميدالية الذهبية لسنة 1998 لأحسن اختراع للجنة الدولية لتقييم الاختراعات، وأخيرا، جائزة الحسن الثاني للبيئة لسنة 1999.

منتصر حمادة

@@

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *