'ماياك' قمر صناعي لمكافحة الخردة الفضائية

الرئيسية » علم وحضارة » ‘ماياك’ قمر صناعي لمكافحة الخردة الفضائية

'ماياك' قمر صناعي لمكافحة الخردة الفضائية

أشارت إحصاءات الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء “ناسا”، أواخر العام الماضي، إلى وجود حوالي 20 ألف قطعة من الخردة الفضائية الكبيرة في مدار الأرض، علما وأنّ حجمها في زيادة مستمرة، ما يقوّي مخاطر الاصطدام بينها، وكانت المحطة الفضائية الدولية قد اضطرت عدة مرات إلى إجراء مناورات فضائية لتفادي ذلك.

وتعتبر أهمّ مصادر هذه الخردة تلك الأٌقمار الصناعية التي تخرج من الخدمة فتتحول إلى كتل من النفايات الفضائية حيث تظل تدور في مداراتها حول الكرة الأرضية بسرعات تصل إلى 6700 ميل في الساعة، ومن الممكن أن تتسبب في مشكلات في حالة إذا ما ارتطمت بأقمار أخرى ما زالت في الخدمة.

ولهذا ما انفك العلماء طوال السنوات الأخيرة يحاولون إيجاد حلّ للتخلص من هذه النفايات الفضائية آخرها ما صرّح به مهندسون روس من جامعة موسكو للهندسة الميكانيكية، بأنهم بصدد اختبار قمر صناعي فضائي، يحمل اسم “ماياك” ويعني بالروسية “المنارة”، وهو مزوّد بألواح طاقة شمسية، والهدف منه بحث سبل مكافحة مشكلة الخردة الفضائية أو على الأقل يكون وسيلة لاختبار معدّات يمكن أن تستخدم لاحقا لإزالة النفايات الفضائية من مدار الأرض.

وأوضح المهندسون المعنيون بالمشروع أنّ غايتهم من وراء إطلاق هذا القمر الصناعي ليست تحقيق هدف معين، بقدر ما يسعون إلى اختبار إمكانيته في الفضاء الخارجي.

وصرح أعضاء بالفريق لموقع “تيك ريدر” المعني بأخبار التكنولوجيا أن القمر الصناعي سيعمل على محاولة إبطاء سرعة الأجسام الفضائية، ممّا سيسهل عملية جذبها بفضل مفعول الجاذبية بحيث تحترق في الغلاف الجوّي قبل وصولها إلى سطح الأرض.

يشار إلى أن القمر الصناعي الصغير سيستخدم أيضا نظام كبح لفتح مظلّة سوف تقوم بالتقاط المخلّفات الفضائية، فضلا عن إطلاق تطبيق سيتمكّن بواسطته المهتمّون بالعلوم الفضائية من متابعة ماياك ورصد موقعه. وفي سياق متصل، حاولت الصين أواخر العام الماضي أن تخطو خطوة جدية تجاه حلّ المشكلة، وذلك من خلال ابتكار روبوت ذكي متطور قادر على التجول حول الأقمار الصناعية والتهام الخردة الفضائية، وبعد ذلك ينقلها إلى المحرك لتتحول إلى وقود يمكن تزويد الصواريخ به.

وأفاد الباحثون القائمون على ابتكار الروبوت أن المشكلة التي كانت تواجه الأفكار السابقة في التخلص من الخردة الفضائية هي أنها تحتاج إلى الكثير من الوقود، ولكن بعد التوصل للتكنولوجيا الجديدة أصبح الأمر متاحا وسهلا للغاية.

وقد تكون فكرة الروبوت من الحلول الأكثر تطورا لكنها ليست الأولى من نوعها فقد سبقتها محاولتان سنة 2014 إحداهما أسترالية وأخرى يابانية.

وكانت المحاولة الأولى قد انطلقت في فبراير 2014 حين سعى باحثون يابانيون ينتمون إلى منظمة بحوث الفضاء اليابانية “جاكسا” وجامعة كاغاوا إلى تجربة طريقة جديدة للتخلص من القمامة الفضائية، تتمثل في “الحبل الكهرومغناطيسي”.

وتقوم هذه التجربة على الاستفادة من الجاذبية وذلك بمحاولة الاقتراب من قطعة الخردة الفضائية من خلال الحبل الكهرومغناطيسي وبعد ذلك تحريكه والخردة للأسفل. وفي هذه الحالة ستبطئ قطعة الخردة من حركتها بشكل تدريجي، وتدخل تدريجيا إلى المجال الجوي للأرض، حيث يمكن التحكم بها بشكل أفضل.

وتنتظر وكالة جاكسا بفارغ الصبر نتائج هذا الاختبار، لكنها تقدّر أن عام 2019 هو أقرب موعد للتمكن من تطبيق هذه الفكرة بالفعل للتخلص من القمامة الفضائية.

ولم تمض فترة طويلة حتى أعلن فريق من الباحثين من أستراليا مارس 2014 عن مشروع لمحو الحطام المداري بإطلاق أشعة الليزر من كوكب الأرض، لتقليل كمية الخردة المتزايدة الموجودة في الفضاء، والتي تهدد بضرب أقمار صناعية.

وقال ماثيو كوليس، مدير كلية أبحاث علم الفلك والفيزياء الفلكية بالجامعة الأسترالية الوطنية “إن المشروع واقعي جداً، ومن المحتمل أن يبدأ تنفيذه خلال السنوات العشر القادمة”. وأوضح «من المهم أن هذا أصبح ممكناً على هذا النطاق، لأنه يوجد الكثير جداً من الخردة الفضائية هناك في الأعالي. ربما يبعدنا عقدان فقط عن حدوث شلال كارثي من التصادمات، ما قد يؤدي إلى هبوط جميع الأقمار الصناعية إلى مدار منخفض”.

وقد أبرمت حينها أستراليا عقدا مع ناسا لتعقب ورسم خارطة للخردة باستخدام تلسكوب مجهز بأشعة الليزر تحت الحمراء في مرصد ماونت ستروملو.

والجدير بالذكر، أن هذه المحاولات لا تقف عند حد فقد أعلنت إحدى المحطات الفضائية وتسمّى “لونر مشن وان”، عن سعيها الفترة القادمة إلى إطلاق مشاريع فضائية مشابهة، تتمثل في إرسال سفن فضاء روبوتية للحفر عميقا في الصخور الواقعة في منطقة القطب الجنوبي للقمر.

جريدة العرب

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *