مؤسس ويكيبيديا: المحاضرات الجامعية المملة مصيرها الفناء

الرئيسية » تربية وتكوين » مؤسس ويكيبيديا: المحاضرات الجامعية المملة مصيرها الفناء

كيف يبدو مستقبل استخدام التكنولوجيا في التعليم العالي، للتغلب على ملل المحاضرات التقليدية؟

يجيب على هذا التساؤل جيمي وايلز، مؤسس موقع ويكيبيديا، في مقابلة أجراها شون كوغلان، مراسل شؤون التعليم في بي بي سي، ونسرد هنا بعضا مما جاء فيها.

المحاضرات المملة في الجامعة ستصبح الضحية الرئيسية الأولى لنهوض التعلم عبر الانترنت في مرحلة التعليم الجامعي، حسبما يقول جيمي وايلز مؤسس موسوعة ويكيبيديا الحرة على الانترنت.

ويضيف مؤسس أكبر موسوعة الكترونية في العالم أنه إذا لم تستجب الجامعات إلى زيادة المد في الدورات التدريبية على الانترنت، فسوف يظهر لاعبون جدد يحلون محلها، مثلما فعلت شركة مايكروسوفت في قطاع الحاسبات الشخصية.

وعن أهمية الدورات التدريبية المفتوحة على الانترنت، التي سجل فيها ملايين الطلاب، يقول وايلز “أعتقد أن التأثير سيكون هائلا وبمثابة نقطة تحول”.

“كذلك كان معدلها أبطأ من التوقعات. لكني لست الشخص الذي يعتقد أن الناس سيكون بإمكانها الدخول على الانترنت والحصول على تعليم كامل دون توجيه من معلم. هذا النموذج المبسط لا ينبغي أن يكون إطار عملنا.”

بدلا من ذلك، يرى وايلز أن الجامعات بحاجة لاستخدام تكنولوجيا الانترنت بالشكل الملائم.

ومن واقع تجربته كطالب، يعتقد وايلز أن المحاضرات الجامعية التقليدية كان ينبغي أن يتم نبذها منذ عقود، وأن يحل محلها تسجيلات مصورة على الانترنت، يمكن توقيفها وإعادة تشغيلها بحرية.

محاضرات مسجلة

يقول وايلز “كنت أدرس أحد الفصول المتقدمة لمادة التفاضل والتكامل مع معلم يشتهر بأنه باحث رائع، لكنه كان بالكاد يتحدث الإنجليزية. كان مملا للغاية ومعلما سيئا، وأنا كنت تائها تماما في تحصيل المادة العلمية وأصابني اليأس.”

“لذا ذهبت إلى مركز التقوية بالجامعة، حيث كان لديهم أشرطة فيديو من نوع بيتاماكس مسجل عليها محاضرات لمعلم حائز على جوائز في التدريس. وجلست هناك اتلقى الدروس. لكني كنت مازلت مضطرا للذهاب إلى المحاضرات الأخرى حيث كنت أجلس تحدوني رغبة في الانتحار.”

“في ذلك الوقت تساءلت: لماذا لا يكون للمرء في المستقبل أستاذ شيّق، صاحب سجل حافل من حيث غرس المعرفة في عقول الآخرين؟”

“لم نصل إلى هذا الحد بعد. في الجامعة، مازال مرجحا أن تجد نفسك في قاعة محاضرات كبيرة بصحبة أستاذ ممل للغاية، والجميع يعلم أن هذا لا يحقق المرجو. إن هذا ليس أفضل استغلال لوقت الأستاذ الجامعي أو جمهور الحاضرين.”

وتوفر الدورات التدريبية على الانترنت مكتبات من المحاضرات المسجلة على أشرطة مصورة، ملحقة بمعلومات تفاعلية يمكن استخدامها في أي وقت على الحاسب اللوحي أو الكمبيوتر المحمول.

ويرجح وايلز أن النموذج المستقبلي للتعليم العالي سيسمح للطلاب باستخدام تسجيلات للمحاضرات، واغتنام وقت التدريس في مناقشة وتنمية ما شاهده الطلاب.

“يبدو هذا أكثر فعالية بكثير، وأنه الاتجاه الذي اعتقد أننا سنسلكه.”

وتعد ويكيبيديا في حد ذاتها محور هذا المشهد المتغير الذي يتاح من خلاله كمية هائلة من المعلومات عالية الجودة بدون مقابل من خلال الدخول على الانترنت في أي مكان.

التكيف أو الإندثار

ويقول وايلز إن “التحدي المثير فعليا أمام الجامعات الشهيرة هو ما إذا كانت ستتحرك في هذا المجال. فإذا تناولنا الجامعات بوصفها مؤسسة أعمال عادية، يمكن أن نتساءل: هل ستكون قادرة على التكيف مع ثورة أجهزة الكمبيوتر الشخصية؟ هل ستكون جامعات مثل هارفارد أو معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا أو جامعة أوكسفورد أو جامعة كامبريدج قادرة على التكيف؟”

ويستطرد قائلا “سيكون من الممتع حقا أن نرى ما سيحدث.”

وفي ما يتعلق باستخدام التكنولوجيا في مجال التعليم، يقول وايلز إن علينا أن نرصد كيف يدفعها الاهتمام بالتعلم عن بعد.

“في الولايات المتحدة، حركة التعلم عن بعد للأطفال الصغار هائلة.”

“هناك كمية كبيرة من الموارد التعليمية على الانترنت، وهي في تزايد. وأولياء الأمور يبحثون عن أفصل تعليم لأطفالهم، وهم يدركون أن هذه الأدوات صالحة. هناك سوق لهذا قبل أن تفكر فيها المدارس التقليدية بفترة طويلة.”

بي.بي.سي

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *