كاميرات مبتكرة تتبع حركة العين أثناء القراءة

الرئيسية » إعلام ورقميات » كاميرات مبتكرة تتبع حركة العين أثناء القراءة

طوّر الخبراء جهازاً يتتبع حركات العين أثناء القراءة، ويُسجّل ملاحظات حولها، لتمكن المرء من تجديد عاداته وتقوية إمكاناته في هذا المجال، متوقعين انتشاراً كبيراً لاستخدامات هذا الجهاز.

وذكرت مجلة «نيو ساينتست»، العلمية المتخصصة، في تقرير لها نشرته حول هذا الموضوع أخيرا، أن الحركة التي يمكن رصدها كميا ألهمت خبراء كبريات الشركات العالمية تصنيع منتجات يمكن ارتداؤها، كالساعة التي ترصد اللياقة البدنية، وتسجل المسافات المقطوعة، وعدد السعرات الحرارية التي تم حرقها.

ودفعت هذه الابتكارات العلماء إلى تطبيق الفكرة ذاتها لتطوير جهاز يرصد حركات العين، لتعقب النشاط المعرفي للأشخاص. ويعتبر كاي كونزي، الخبير في جامعة محافظة «اوساكا»، باليابان المسؤول عن تطوير هذا الجهاز، الذي يمكنه رصد عدد الكلمات المقروءة، وسرعة القراءة، وما إذا كان المرء يقرأ بتركيز أم بصورة سريعة، فضلاً عن تلخيص الملفات المقروءة.

أسعار مقبولة

وتقود شركة «توبي تكنولوجي»، السويدية عمليات تسويق هذا المنتج، حيث طورت نظاماً لمراقبة حركات العين بتكلفة 99 دولاراً أميركياً، يستخدم كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء لرصد حركات العين. ويمكن وضع هذه الكاميرات على السماعات كنظارات «غوغل غلاس»، أو تثبيتها على شاشات الكمبيوتر والأجهزة اللوحية. وستصدر الشركة قريبا أول جهاز رصد لحركات العين خاص بألعاب الفيديو، بالتعاون مع صانع الألعاب «ستيل سيريز أوف كوبنهاغن دنمارك». وتمنح هذه الألعاب فرصة تعقب نظرة اللاعب، في خطوة تكشف عن مستوى جديد من الواقعية.

وخلال التجارب التي اجريت على عدد من الأشخاص الذين وضعوا نظارات احتوت على كاميرات تتبع حركة العين، وأعطوا صحفاً ومجلات وروايات، وجد الخبراء أنه يمكنها احتساب عدد الكلمات التي يقرأها المرء بدقة تصل نسبتها إلى 94%، فضلا عن أنها تسجل سرعة القراءة. وتسهل هذه التقنية القراءة من حيث تخزين وتفريغ البيانات دون الحاجة إلى أوراق وأقلام لذلك كما في الحالة التقليدية، وذلك عبر خيارات متقدمة موجودة في برامجها.

تنظيم الوقت

وتنظم هذه الأجهزة عدد الساعات التي يقضيها المرء في قراءة النافع من الكتب وغير المجدي منها. وفي هذا الصدد يقول كونزي، الخبير في جامعة محافظة «اوساكا» :« يمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تبني تطبيقات إضافية، بحيث انه إذا لم يفهم القارئ كلمة معينة مثلا يمكنه الاطلاع على تعريفها في التطبيق الإضافي».

وتساعد هذه التقنية على رفع درجة تركيز القارئ، عبر تنبيهه إلى كيفية أدائه أثناء القراءة، وفي هذا السياق يقول جيسون تيرنر، من جامعة «لانكستر»، في بريطانيا: « أجد أنه من الصعب التركيز على عادات القراءة وعلى القدرة على تشرب المعلومات المحيطة بي، وبالتالي فإن مثل هذه التقنية تمنحني رؤية جديدة للقراءة وتحسن من قدراتي».

وقد جاء اختراع هذه التقنية بعد تطبيقات مماثلة كثيرة تستخدم العين، كالكاميرات التي توضع في المطارات، والمعروفة باسم بصمة العين، والكاميرات التي يستخدمها ذوو الاحتياجات الخاصة، مثل تصفح كتاب أو طلب المساعدة. إلا أن الخبراء أدمجوا هذه التقنية بالتقنيات المعتمدة على الحركة لإنتاج كاميرات تتبع حركة العين، على أمل أن تفتح هذه التقنية الباب واسعاً أمام ايجاد أجهزة جديدة يمكن استخدامها لتطوير قطاع النشر وقطاع التعليم.

البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *