كازينو المناخ.. مستقبل الأرض المجهول

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » كازينو المناخ.. مستقبل الأرض المجهول

تثير مسألة التغير المناخي الكثير من النقاشات على الصعيد العالمي اليوم وتتعدد الآراء حيالها، حيث تتراوح بين التأكيد على خطورتها على المستقبل الإنساني كلّه وبين التأكيد على أن هناك الكثير من المغالاة في الأخطار.

ووليام د. نورد هاوس، الأستاذ في جامعة يال، من بين المؤكّدين أن مخاطر كبرى ستنجم عن التغيّر المناخي، ولكن مع الحرص على عدم الذهاب إلى حد المبالغة على غرار المناضلين في حركة حماية البيئة أو بعض الاقتصاديين والصحفيين الذين يسيرون مع تيار المبالغة. لكنه يؤكّد بأشكال متعددة أنه منفتح على مختلف «الأفكار الجديدة».

ومن المسائل التي يؤكّدها المؤلف في تحليلاته هو أن «المستقبل مجهول»، هذا ما يؤكّده. وهذا ما يشير إليه عنوان الكتاب نفسه حيث اختار تعبير «كازينو المناخ»، مما يحيل إلى ألعاب الحظ التي لا تخضع لقوانين ثابتة. لكن لا بدّ مع ذلك من اتخاذ قرارات حيال مستقبل ما بعد مصادر الطاقة التي ستنضب ذات يوم.

ويشير المؤلف في البداية أن من المسائل الأكثر حساسية وربما «الأكثر حسماً»، بالنسبة لمستقبل الإنسانية هناك مسألة «مستقبل مصادر الطاقة»، حيث لا بدّ من إدراك أن النشاط الاقتصادي في العالم اليوم يقوم على أساس مصادر طاقة ستنفد بالضرورة ذات يوم وعلى رأسها البترول والغاز والفحم. بالتالي لا بدّ أيضا من التفكير «فيما هو أبعد»، أي في المستقبل وبــ«مصادر طاقة المستقبل».

وفي مثل هذا الإطار يطرح المؤلف نوعاً من الأسس لما يسميه «اقتصاد المناخ»، ليكون بمثابة الرائد في هذا المشرب الجديد من الفكر الاقتصادي. وهو يقدّم في هذا الكتاب العديد من الأرقام المتعلّقة بالنشاط البيئي ليؤسس لذلك كأحد فروع الإحصائيات الاقتصادية.

وتتمثّل إحدى الأفكار الأساسية التي يتعرّض لها المؤلف بالشرح والتحليل في وجود علاقة وثيقة بين المناخ والاقتصاد، ويولي اهتمامه لمسألة سخونة الأرض من منظور اقتصادي بالدرجة الأولى. ذلك أن النمو الاقتصادي يؤدّي إلى زيادة إصدار غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدّي بدوره إلى التغيّر المناخي. لكنه يؤكّد أيضاً أن التأثير المتبادل بين المناخ والاقتصاد، والعكس، هو «عملية معقّدة إلى درجة لا تسمح للبشر بالتفكير بها بشكل تلقائي».

ويؤكّد المؤلف أن هناك مسألتين أساسيتين ينبغي على كل من يخوض بمستقبل مصادر الطاقة بالنسبة للأجيال القادمة أخذهما بالاعتبار. المسألة الأولى تتمثّل في التأكيد على صعوبة القيام بأية توقعات يمكن تبنيها والاعتماد عليها في صياغة السياسات المطلوبة، هذا خاصة بالنسبة للمدى الزمني البعيد لسخونة المناخ.

والمسألة الثانية هي أنه، رغم جميع تلك الصعوبات، ينبغي مع ذلك صياغة مثل تلك التوقعات من أجل العمل على اتخاذ ما يمكن من إجراءات لتلافي الاحتمالات «الخطيرة» المحتملة، ويركّز المؤلف على القول إنه ينبغي على المعنيين «إدارة الزمن المتوفّر لديهم».

البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *