طفرة الاختراع

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » طفرة الاختراع

طفرة الاختراع

كانت الولايات المتحدة لأكثر من قرن من الزمان القوة العالمية المهيمنة في مجال الإبداع والابتكار.

ولكن الصين وغيرها من البلدان الآسيوية تختبر الآن مجال الهيمنة هذا، وينبغي للغرب أن يرحب بهذا التحدي، ففي كل عام، تمنح الجامعات الصينية عدداً من درجات الدكتوراه في العلوم والهندسة أكبر من تلك التي تمنحها مؤسسات الولايات المتحدة ــ وأكثر من ضعف شهادات الدراسة الجامعية في هذين المجالين، وعلاوة على ذلك، تقترب الصين من التفوق على الولايات المتحدة في الاستثمار في مشاريع البحث والتطوير.

فمنذ عام 2001، كان إنفاق الصين على البحث والتطوير ينمو بنسبة 18% سنوياً وارتفع إلى أكثر من الضعف كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.

إن بلدان آسيا تمنح عشرات الآلاف من أفضل العقول الفرص والحوافز اللازمة للتعامل مع تحديات اليوم الأكثر إلحاحاً، مثل تطوير حلول مستدامة وفعّالة من حيث الجدوى لمشكلات الطاقة، وضمان الرعاية الصحية بتكاليف معقولة لشعوب تعاني من الشيخوخة السكانية، وتحسين نوعية الحياة في المدن المكتظة بالسكان.

وتتطلب هذه المشكلات المعقدة مواهب إبداعية متعددة في إطار من التعاون الدولي الطويل الأجل – ليس لإيجاد الحلول فحسب، بل وأيضاً لنشرها.

ومن الحماقة في هذا السياق أن يقاوم الغرب ظهور الملكية الفكرية في آسيا. بل يتعين على الحكومات الغربية أن تدعم طفرة الإبداع في الشرق وأن تتعلم منها وتجني ثمارها. في هذه البيئة يفوز الجميع.

ولأن البلدان الآسيوية سوف تكون أكثر حرصاً على دعم حقوق الملكية الفكرية والدفاع عنها بقوة عندما تصبح صاحبة مصلحة أكبر فيها.

بينما يحقق الإبداع الآسيوي كامل إمكاناته، فيتعين على الولايات المتحدة وغيرها من البلدان المتقدمة أن تعمل على إيجاد السبل للمشاركة – وإلا فإنها تخاطر بإهدار فرصة القرن في محاولة عقيمة لاستعادة تفوق الماضي.

البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *