سمنة الأطفال تمهد الطريق أمام العديد من الأمراض القاتلة

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » سمنة الأطفال تمهد الطريق أمام العديد من الأمراض القاتلة

سمنة الأطفال تمهد الطريق أمام العديد من الأمراض القاتلة

عندما يكون مؤشر كتلة طفل في الثانية من عمره أكبر من 20.5، فإن الأطباء ينبهون الأم إلى ضرورة الانتباه إلى صحة طفلها والاهتمام بأسلوب تغذيته والبحث عن سبب ما آل إليه وزن جسمه، كون أن المختصين يضعون هذا الطفل في خانة الأشخاص الذين  يعانون من السمنة المفرطة، خلافا لما كانت تعتقد الأم كونه بنية قوية وجسم سليم.

وأمام هذا الوضع الصحي المقلق، يلقي أهل الاختصاص بالمسؤولية على الأهل بكونهم السبب في تعويد الطفل منذ سنواته الأولى، وبإلحاح من الأم، على الأكل الكثير والمتكرر والغير منتظم والغني بالسعرات الحرارية وكذا إدمانه على الوجبات السريعة والمشروبات السكرية والغازية، أو الاستسلام لطلباته المتكررة بعيدا عن الانضباط والرقابة، إضافة إلى قلة الحركة أو انعدام أي نشاط رياضي، مقابل الساعات الطويلة التي يجلسها أمام جهاز الكومبيوتر أو شاشة التلفاز التي تحرمه من أخذ قسطه الكافي من النوم.

 كما أن للعامل الوراثي الدور الكبير والفعال في تعرض الأطفال للإصابة بالسمنة، بحيث أن الجينات الوراثية تكون المسؤولة الأولى في هذا الوضع، كون أن الطفل ينتمي لعائلة يعاني جميع أفرادها من الوزن الزائد.

وفي دراسة هولاندية حديثة، تمت مباشرتها على 307 طفل مصاب بالسمنة، رصدت الدراسة أن قلوب الأطفال الذين يعانون من إفراط في السمنة معرضة لبعض المخاطر في سن مبكرة، خاصة الفترة العمرية الممتدة ما بين عامين و12 سنة، خاصة وأن ثلثي الأطفال الذين شملتهم الدراسة ظهر عليهم في سن مبكرة عرض واحد على الأقل مثل ارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى حالات انخفاض “الكولسترول الجيد” وارتفاع في سكر الدم خاصة النوع الثاني من السكري وهو من أخطر مضاعفات السمنة، لأنه يؤدي إلى الموت.

وخلصت الدراسة التي أشرف عليها المركز الطبي الجامعي    “VU”  في أمستردام  إلى أن 62 في المائة من الأطفال الذين يعانون من إفراط في السمنة دون الثانية عشر لديهم علامة أو أكثر تكشف عن وجود مخاطر مرتبطة بالقلب والأوعية الدموية.

وإضافة إلى هذه التأثيرات الجانبية للسمنة، يرى الباحثون أن الطفل المصاب بالسمنة أو البدانة، مهدد بارتفاع نسبة الدهنيات في الدم مما يؤدي إلى تصلب مبكر في الشرايين، وصعوبة في تنظيم التنفس، وكذا سوء الحالة النفسية عند الطفل وفقدان ثقته بنفسه أمام أقرانه وبين أفراد عائلته.

ولتفادي كل هذه التأثيرات السلبية والمهددة لحياة الطفل، ولإيقاف زحف سمنته، يتم التأكيد دائما على أهمية تناول الطعام بصورة صحية وممارسة الأنشطة البدنية في سن مبكرة. وقد يرى البعض أن معالجة المشكلة تتم من خلال تجنب الصغار السمنة، ووقايتهم منها وهم داخل أرحام أمهاتهم، كون أن زيادة الخلايا الدهنية في جسم الطفل، تبدأ مع الشهور الأخيرة للحمل، ولهذا تنصح الأمهات بالحد من زيادة أوزانهن في شهور الحمل الأخيرة، والتقليل من الأطعمة الدسمة والسكريات، والإكثار من المشي بهدف حرق الدهون المخزنة في جسم الحامل.

ولوقاية مبكرة تهدف توقيف تراكم الدهون في جسم الطفل، فإن الوسيلة المثلى هي الرضاعة الطبيعية التي يوصي بها دائما الأطباء، لأن الكل يجمع على أن الطفل الذي تغذى على حليب أمه، هو أقل استعدادا من الطفل الذي رضع حليب الزجاجة، للإصابة بالسمنة.

وعندما يفطم الطفل، ويبدأ في تناول الصلب من الأطعمة، خاصة بعد الشهر السادس، فالنصيحة تكون هي اختيار الأطعمة قليلة الدسم والسعرات، والاعتماد على الخضراوات والفواكه والبقوليات.

ورغم أن السمنة مشكلة متنامية في مختلف أنحاء العالم، وأعداد المصابين بها، خاصة في سن صغيرة، في تزايد مستمر، فإن تفادي تراكم الدهون في جسم الطفل وخاصة في أعوامه الأولى، قبل مرحلة البلوغ، من شأنه التصدي للسمنة والقضاء عليها قبل تمكن الخلايا الدهنية من جسم الطفل، وذلك بفضل تعويدهم على نظام غذائي معين يكون فيه الأكل على فترات متباعدة أي بما يقارب ثلاث وجبات في اليوم فقط. وكذا الاهتمام بالنوعية والكمية المقدمة للطفل.

فاطمة الزهراء الحاتمي

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *