رغم الفجوة التمويلية منظمة الصحة تحقق أفضل الانجازات في تصديها لمرض السل

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » رغم الفجوة التمويلية منظمة الصحة تحقق
أفضل الانجازات في تصديها لمرض السل

جاء في التقرير العالمي الأخير لمنظمة الصحة العالمية الخاص بمكافحة السل، المنشور بموقع المنظمة الالكتروني، أن الخدمات المقدمة مباشرة في مجال رعاية المسلولين ومكافحة المرض استطاعت إنقاذ حياة نحو 20 مليون شخص عبر العالم.

وفي هذا الصدد، تحدث الدكتور ماريو رافيغليون، مدير إدارة مكافحة السل في المنظمة، عن الانجاز العظيم الذي تمكنت من تحقيقه الحكومات في حربها ضد السل قائلاً إنه “جرى في غضون 17 عاما تكليل علاج 51 مليون شخص بالنجاح وتزويدهم بخدمات الرعاية وفقا لتوصيات المنظمة، ومن دون ذاك العلاج، كان هناك عشرون مليوناً آخرون سيلقون حتفهم”.

وترجع منظمة الصحة الفضل في تحقيق الحكومات التي ينشط فيها مرض السل لهذه الخطوة النوعية في التصدي له، إلى الدعم المقدم على الصعيد الدولي، مشيرة إلى أن الحرب العالمية لمجابهة هذا المرض ما زالت لم تبلغ بعد النتائج المنتظرة.

ويكشف التقرير كل النجاحات التي أحرزتها العديد من بلدان المنظمة، اعتمادا على البيانات المستمدة من 204 بلدا وإقليم وعلى رأسها كمبوديا التي شهدت انخفاضا نسبته 45 بالمائة في معدلات انتشار السل بين عامي 2002 و2011، متطرقا إلى جميع الجوانب المتعلقة بمرض السل، بما فيها السل المقاوم للأدوية المتعددة والسل/ فيروس الإيدز والبحث والتطوير وتمويل مكافحة السل.

وتؤكد تلك البيانات الواردة في تقرير المنظمة العالمي لمكافحة السل لعام 2012 أن السل لا يزال اليوم هو المرض المعدي الرئيسي الذي يفني الأفراد، إلا أنه رغم استمرار انخفاض عدد من يقعون فريسة له، ما يزال هناك عبء عالمي هائل قدره 8.7 ملايين حالة جديدة للإصابة به في عام 2011، علاوة على عدد الوفيات التي يسببها المرض والمقدرة بنحو 1.4 مليون وفاة، منها نصف مليون امرأة، مما لا يترك مجالا للشك من كون هذا المرض واحدا من أعتى الأمراض الفتاكة بالنساء في العالم.

وإضافة إلى قاعدة البيانات وأنشطة البحث والتطوير، يشير تقرير المنظمة، إلى الجهاز التشخيصي الجديد الموجود  في 67 بلدا من البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل، والذي يسهل اختبار حالة المرضى المصابين بالسل في غضون 100 دقيقة فقط، بما في ذلك السل المقاوم للأدوية، معتمدا على تضخيم جزيئات الحمض النووي.

وبخصوص الأدوية الجديدة المقاومة للسل، فيؤكد التقرير إلى أنها ستكون مطروحة في الأسواق في وقت مبكر من سنة 2013 والتي ينتظر منها تحقيق طفرات طبية، كونها ستكون الأولى من نوعها في غضون أكثر من 40 عاما.

وفي العقد المقبل، وإضافة إلى النجاحات المحققة في هذا المجال، ينتظر أن يتحقق توفير لقاحات جديدة لمكافحة السل ومركزا “لتقديم خدمات الرعاية” في مجال تشخيص المرض، رغم كون هذا الأمر يتطلب مبالغ مالية، في ظل الفجوة الموجودة في التمويل والتي تقدر بـ 1.4 مليار دولار أمريكي سنويا، إضافة إلى العجز الآخر الموجود في التمويل والذي يقدر بمبلغ 3  مليارات دولار أمريكي سنويا، خاصة في الفترة الواقعة بين عامي 2013 و2015 والتي من المنتظر أن تخلف عواقب وخيمة على أنشطة مكافحة السل.

فاطمة الزهراء الحاتمي

            (بتصرف عن منظمة الصحة العالمية )

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *